تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[لقاء فضائي!]

ـ[مهاجر]ــــــــ[28 - 08 - 2009, 07:44 ص]ـ

برنامج فضائي مستفز، يعرض الثوابت للنقاش بحجة العولمة والانفتاح على الرأي الآخر، ولو كانت مقالته تعود بالإبطال على ثابت من ثوابت الدين، بل ربما على أصل الدين.

سمعت منه طرفا لمتابعة الأسرة له، وكنت جالسا في غرفة مجاورة، فطالني منه ما طالني!.

وكان موضوع الحوار: تدريس التربية الجنسية في مدارس المسلمين!، فهو من باب تمرير الفاحشة إلى الجيل الجديد بصورة رسمية لا يخجل منها أحد!

وتولى كبر مقالة التيار العلماني أحد حملة درجة الدكتوراه، وهو صاحب مصنفات في هذا الفن!، إن صحت تسميته فنا من باب التجوز، ومن كبار المتحمسين لتدريس الجنس باسمه الصريح دون تلميح رفعا للعقد النفسية المتراكمة في العقلية الشرقية المتخلفة التي تأنف من ذكر ذلك الأمر، وتعتبر مجرد الإشارة إليه: قلة أدب!، وخير وسيلة للدفاع الهجوم الكاسح على الفضيلة بتسفيه أهلها وازدراء طريقتها ولو كانت شرعية صادرة من مشكاة النبوات، ولا يخلو الأمر من تشدق ببعض النصوص الدينية في معرض التوظيف الخبيث لتقرير المقالة الباطلة، على طريقة كل محدث في الدين في العلميات أو العمليات، فالنص عنده: خادم للعقل، فيقرر عقله المسألة بمعزل عن الوحي، ثم يصدر عن اعتقاد مسبق لينظر في نصوص الشرع عما يشهد لمقالته ولو من طرف خفي، ولو تكلف لذلك من التأويل ما تكلف، بل قد يكون دليله غالبا، كما ذكر بعض المحققين من أهل العلم، ناقضا لأصله، فيستدل بما يهدم بنيانه إن دقق النظر.

وتولى الرد عليه أحد الفضلاء عندنا في مصر، فأحسن وأجاد، وإن لم يعط الفرصة إذ المخطط معد سلفا لا سيما ومقدم ذلك البرنامج ممن لا يقيم للدين وزنا، فهمه إشعال الصراع بين أطراف النقاش على طريقة مناقرة الديوك ترويجا لبرنامجه، فليس له منه إلا حظ النفس في الشهرة وذيوع الصيت.

ومن أبرز معالم ذلك التيار العلماني:

ادعاء العقلانية وانتحال العلم وهو من أبعد الناس عنه، ولو بما تصدوا للمنافحة عنه، فإن من يدعو إلى تدريس الجنس في مراحل التعليم الأساسي، على حد قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)، يغض الطرف عن حال أوروبا، فاستشراء الفساد الأخلاقي فيها خير شاهد على فشل ذلك التيار التهذيبي للغرائز بإباحة كل صور الفحش والتعري تحت شعار: مكافحة الكبت الذي يولد الانفجار والسعار الجنسي، كما هو حال البلاد الإسلامية المحافظة، وخاصة أرض الحرمين، كما يلمح ويصرح كثير منهم، إذ لتلك البلاد من الخصوصية الدينية ما يجعلها هدفا لسهام كل الحاقدين على الإسلام وأهله من الكفار الأصليين أو العلمانيين أو اللبيراليين أو أهل البدع من أهل القبلة .......... إلخ.

فلم يزدهم ذلك إلا سعارا تحقيقا للسنة الكونية الجارية بفساد البلدان إذا فسدت الأديان، فكل من أعرض عن الوحي إلى قياس عقله فله من الفساد في دينه ودنياه نصيب فمن مقل ومن مستكثر، وقد استكثرت أوروبا من ذلك، حتى عزلت الدين، ولو كان آثارا دارسة عن ولاية السياسة والمجتمع بل الأفراد أحيانا كما في كثير من العلمانيات المتطرفة، إن صح تخصيص بعضها بوصف التطرف دون بعض من باب التجوز، فكلها عند التحقيق منحرفة متطرفة إذ جفت في حق الشرع الإلهي المطرد وغلت في حق العقل البشري المضطرب.

وفي إنجلترا، راعية الكنيسة الإنجليكانية، وهي من الدول الأصولية، إن صح التعبير، يقدم التلفزيون البريطاني، كما يحكي صاحب كتاب "مذاهب فكرية معاصرة"، حفظه الله، لقاء مفتوحا مع مجموعة من الفتيات ليسألهن عن الأوضاع الملائمة لهن عند ممارسة الجنس!، وذلك قبل: 30 عاما من وقتنا هذا، فكيف بالأوضاع الاجتماعية الآن في مجتمع صارت العفة فيه هي الاستثناء وصار غلمانه: آباء، فاستثير الرأي العام البريطاني من نحو ثلاثة أشهر أو يزيد، إذ صار أحد أطفاله: 13 عاما، أبا، من مراهقة تبلغ 15 عاما، ولم يكن الإشكال عنده وقوع جريمة الزنى التي أدت إلى ذلك المولود، وإنما الإشكال أن ذلك قد وقع قبل أوانه، إذ لم يعش ذلك الأب الطفل حياته بصورة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير