تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[رواية البشارة والثورة]

ـ[ابو ميسرة]ــــــــ[02 - 09 - 2009, 04:06 م]ـ

:::

العشاق: رواية البشارة والثورة

بقلم الكاتبة: رابعة حمّو*

تطل علينا رواية "العشاق" للأديب الفلسطيني رشاد أبو شاور في طبعتها السادسة (2004)، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر ـ بيروت، في زيها الفلكلوري الفلسطيني. ويحمل هؤلاء العشاق وردة حمراء تعتلي سطح الرواية كعربون محبة وإخلاص لمعشوقتهم. صورة مفتاح تشكل خلفية بصرية للعنوان لتُرسخ من فكرة الحب والتفاني الذي ينصهر في معمار الرواية مكوناً ملمحها العام وعنوانها الرئيسي.

لكن أي عشاق هؤلاء؟ وأي معشوقة تلك؟ سرعان ما نكتشف من أولى اسطر الرواية أنهم عشاق الأرض الفلسطينية الذين تماهوا وتشبثوا بهذه الحبيبة الغالية. وتكبدوا لهيب هذا العشق في أقدم مدن التاريخ "أريحا".

تنفرش الرواية على ثلاثة أقسام منفصلة شكليا ومتداخلة فنياً لتشكل في مجموعها 281 صفحة، هي مجموع صفحاتها من الحجم المتوسط الكبير. ويحتل عنوان "مدينة القمر"، اسم القسم الأول منها الذي يتفرع عنه سبعة عشر جزءا مرقما من 1 إلى 17. يبدأ في الصفحة 33، وينتهي عند الصفحة 142، مكونا بذلك أكبر أقسامها. ويتقدم هذا القسم سبع عشرة صفحة تعد بمثابة مقدمة وتمهيد لديناميكية السرد في للرواية.

" في الألف الأول بنيت أريحا". عبارة استهلالية تفتح بها الرواية أبوابها على أقدم مدينة في التاريخ. ويأخذنا أبو شاور من يدنا لنجول معه وكأنه دليل سياحي ليطلعنا على هذه المدينة العريقة. بل نكاد نسمع صوته وهو يقص على مسامعنا معلومات تاريخية وطريفة.

"أعاد الكنعانيون العرب تشييد أسوارها وأبراجها، لحمايتها من الغزاة"."ارتفعت أسوار أريحا وحدا وعشرين قدما، وعند زوايا السور جثمت الأبراج حيث يطل الحراس من الشقوق المائلة لمراقبة السهول الفسيحة، وسفوح جبال مؤاب شرقي الأردن" ص5.

"أريحا مدينة القمر، تنبت أشجارا استوائية وجبلية وساحلية، مدينة جهنمية، غريبة، خصبة، أريحا ليست مدينة، إنها تاريخ، في تربتها تمتزج الأساطير بالواقع التاريخي. إنها مدهشة، البحيرة الوحيدة الميتة في العالم". ص 8

" لقد وجد علماء الآثار بقايا عظام أطفال في جرار فخارية تحت جدران البيوت في أريحا، فظنوا أن أهالي أريحا كانوا يذبحون أطفالهم أضحيات للآلهة كي تحفظ بيوتهم من الانهيار ... أما موتاهم الكبار فكانوا يوارونهم في مقابر جماعية كي يدرأوا عنهم الوحشة". ص9.

ويتدرج أبو شاور في تعريفه بأريحا منذ عهد أجدادنا الكنعانيين الذين عمروا الأرض، وغرسوا الأشجار، وحصّنوا المدينة بالأسوار والأبراج. فرحلوا وخلّفوا وراءهم هذه المدينة، وحكمتهم الخالدة: الحجارة لا تحصن المدن، الأسوار لا ترد الغزاة". ثم ينتقل إلى العصر الحديث، فيروي لنا عن سجن أريحا الذي شيده الانتداب البريطاني. وخلَّفه لقائد المقاطعة الأردني الذي تركه بأوراقه وأضابيره وملفاته ليصبح مقراً للحاكم العسكري الإسرائيلي بعد حرب 1967. ولا ينسى أبو شاور أن يعرج بنا على مخيمات اللاجئين الذين تدفقوا على أريحا بعد نكبة عام 48 وهي: عين السلطان، مخيم النويعمة، ومخيم عقبة جبر أكبرها وأكثرها كثافة سكانية.

أما القسم الثاني من الرواية فيحمل اسم "الحرب: القسم الأول". وقد قُسَّم هذا القسم إلى ثمانية أجزاء. يبدأ من الصفحة 144 وينتهي عند الصفحة 182. وفيه نتعرف على استعدادات حرب 1967. فتطل علينا أم كلثوم بأغنيتها الوطنية:

" جيش العروبة يا بطل الله معك

يا ويل ... يا ويل من يمنعك

ودي فلسطين الحزينة بتنتظر

جايين نحرر البلاد ...

جايين نطهر الحمى

طالعين كما طلع الصباح

من بعد ليلة ظلمة" ص144

وفي هذا القسم نستجلي ضعف الجيوش العربية المشاركة في هذه الحرب. فالجيش المصري لا يعرف جغرافية البلاد. والجيش الأردني انقطع عن جنوده الطعام في أولى أيام الحرب. فينتهي هذا القسم بالهزيمة، واحتلال الضفة، ومرتفعات الجولان، وقطاع غزة. ويصبح أهل فلسطين في زنزانة واحدة تضمهم بعد أن تقطّعت أوصالهم تسعة عشر عاما من الاحتلال الأول لأراضيهم عام 1948. وتستمر وقع أحداث النكسة إلى القسم الثاني من الرواية الذي يبدأ من الصفحة 148 إلى الصفحة 281. وفيه تتبلور حركة الشعب الفلسطيني القابع تحت الاحتلال برفض الذل والاستكانة. فيبدأ العمل

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير