[ومنهم نستفيد حكمة رجل عجوز ..]
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[22 - 09 - 2009, 01:19 م]ـ
يحكى أن أحد الملوك قد خرج ذات يوم مع وزيره متنكرين، يطوفان أرجاء المدينة، ليروا أحوال الرعية، فقادتهم الخطا إلى منزل في ظاهر المدينة، فقصدا إليه، ولما قرعا الباب، خرج لهما رجل عجوز دعاهما إلى ضيافته، فأكرمهما وقبل أن يغادره،
قال له الملك: لقد وجدنا عندك الحكمة والوقار، فنرجوا أن تزوّدنا بنصيحة
فقال الرجل العجوز: لا تأمن للملوك ولو توّجوك
فأعطاه الملك وأجزل العطاء ثم طلب نصيحة أخرى
فقال العجوز: لا تأمن للنساء ولو عبدوك
فأعطاه الملك ثانية ثم طلب منه نصيحة ثالثة
فقال العجوز: أهلك هم أهلك، ولو صرت على المهلك
فأعطاه الملك ثم خرج والوزير
وفي طريق العودة إلى القصر أبدى الملك استياءه من كلام العجوز وأنكر كل تلك الحكم، وأخذ يسخر منها
وأراد الوزير أن يؤكد للملك صحة ما قاله العجوز،
فنزل إلى حديقة القصر، وسرق بلبلاً كان الملك يحبه كثيراً، ثم أسرع إلى زوجته يطلب منها أن تخبئ البلبل عندها، ولا تخبر به أحداً
وبعد عدة أيام طلب الوزير من زوجته أن تعطيه العقد الذي في عنقها كي يضيف إليه بضع حبات كبيرة من اللؤلؤ، فسرت بذلك، وأعطته العقد
ومرت الأيام، ولم يعد الوزير إلى زوجه العقد، فسألته عنه، فتشاغل عنها، ولم يجبها، فثار غضبها، واتهمته بأنه قدم العقد إلى امرأة أخرى، فلم يجب بشيء، مما زاد في نقمته
وأسرعت زوجة الوزير إلى الملك، لتعطيه البلبل، وتخبره بأن زوجها هو الذي كان قد سرقه، فغضب الملك غضباً شديداً، وأصدر أمراً بإعدام الوزير
ونصبت في وسط المدينة منصة الإعدام، وسيق الوزير مكبلاً بالأغلال، إلى حيث سيشهد الملك إعدام وزيره، وفي الطريق مرّ الوزير بمنزل أبيه وإخوته، فدهشوا لما رأوا، وأعلن والده عن استعداده لافتداء ابنه بكل ما يملك من أموال، بل أكد أمام الملك أنه مستعد ليفديه بنفسه
وأصرّ الملك على تنفيذ الحكم بالوزير، وقبل أن يرفع الجلاد سيفه، طلب أن يؤذن له بكلمة يقولها للملك، فأذن له، فأخرج العقد من جيبه، وقال للملك، ألا تتذكر قول الحكيم:
لا تأمن للملوك ولو توّجوك
ولا للنساء ولو عبدوك
وأهلك هم أهلك ولو صرت على المهلك
وعندئذ أدرك الملك أن الوزير قد فعل ما فعل ليؤكد له صدق تلك الحكم، فعفا عنه، وأعاده إلى
مملكته وزيراً مقرباً
ـ[رحمة]ــــــــ[22 - 09 - 2009, 01:59 م]ـ
سبحان الله
حكم في غاية الروعة
جزاكم الله خيراً أختي
ـ[عنبر]ــــــــ[22 - 09 - 2009, 02:34 م]ـ
جزاك الله خيرا
تحياتي
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[22 - 09 - 2009, 03:12 م]ـ
الرحمة
عنبر
جزاكم الله خيرا
ـ[أنوار]ــــــــ[22 - 09 - 2009, 05:06 م]ـ
قصة جميلة .. ونقل ماتع .. لذلك أديبة سأضع لكِ الحمكة الرابعة ..
أي قصة أو مثل أو حكمة ضد النساء ضعيه في الأدراج .. واطمسيه ..
نحن لسنا في حاجة لمزيد من ضحكهم ..
وإن وجدت ما يؤيد موقفنا فأهلاً ومرحباً .. ولا تنسي أن تعلنيه على الملأ ..
وفقتِ أخية ..
ـ[أبو الطيب النجدي]ــــــــ[22 - 09 - 2009, 05:38 م]ـ
قصة جميلة حقا
سوى نهايتها فقد كان الوزير جديرا قبلما يقدم للإعدام ألا يأمن الملك فيتنازل عن منصبه و هو أجدر بذلك بعدما عفا عنه الملك , و لكنْ يظل حبُّ المناصب و إن جلب المصائب
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[23 - 09 - 2009, 12:16 ص]ـ
أنوار.
لك السمع والطاعة ..
لكن أريد أن أجهش بالبكاء لأني سأضع موضوع عنوانه الملك وزوجاته الأربع ..
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[23 - 09 - 2009, 12:17 ص]ـ
صدق أبو الطيب النجدي يظل حب المناصب وإن جلب المصائب
شكرا لك.
ـ[د. مصطفى صلاح]ــــــــ[23 - 09 - 2009, 05:55 ص]ـ
جزاك الله خيرا
لكن أريد أن أجهش بالبكاء لأني سأضع موضوع عنوانه الملك وزوجاته الأربع ..
ننتظر:)
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[23 - 09 - 2009, 05:53 م]ـ
قصة جميلة جدا
ولكني سأنسى جميع الحكم
وسأبقي الثانية معي في كل وقت:)
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[24 - 09 - 2009, 12:14 ص]ـ
ممتاز أيها الأديب دعك حذر من النساء انتبه لذلك ..