تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[قصة "الأرض"]

ـ[ابو ميسرة]ــــــــ[02 - 09 - 2009, 04:20 م]ـ

من القصة القصيرة والانتفاضة

بقلم الكاتب: السيد نجم

من القصة القصيرة والانتفاضة

بقلم الكاتب: السيد نجم

قصة "الأرض" .. تأليف "طلعت سقيرق"

"الأرض" ليست الحيز المكاني, هي "الإنسان" بعد أن تصبح وطنا. وتبقى من مرتكزات جوهر "الهوية" إذا أصبحت محل الصراع. وعندما صادرت إسرائيل 20 ألف دونم في الجليل (في تشرين الأول 1975م) , أعلن في 30 - 3 - 1976م ليصبح يوم الأرض.

وان أعلن "حاييم هرتزوج" في مؤتمر مدريد مقولته السلبية التي سار وراءه الأوروبيين بعدها, حين قال: "إرهاب الإسلام" .. لم يتنازل الفلسطيني عن مطالبته بأرضه. يكفى أن نصف القضية الفلسطينية بأنها قضية شعب سلبت منه أرضه.

كان من الطبيعي أن تصبح "الأرض" موضوعا ورمزا في الإبداع الأدبي في الانتفاضة, منها قصة "الأرض" للقاص "طلعت سقيرق".

نص القصة

"أطلق الجندي الاسرائيلى الرصاص .. وأطلق هو الرصاص .. تطلعت "أريحا" بقلق .. سقطا معا .. قال الجندي هذه الأرض لي .. قال هو: كان جدي يحب السنديان .. أصر الجندي, إنها لي .. وحكى هو عن جدته التي كانت تتجول كل يوم في شوارع "أريحا" .. شعر الجندي ببرودة الأرض .. وكان هو يحس بدفء لا مثيل له .. قال الجندي الأرض باردة .. وضحك هو ضحكة طويلة, طويلة .. وما أن همدت حركة كل واحد منهما .. حتى سحبته الأرض إليها, شدته بعمق .. وبقى الجندي معلقا على أطراف بندقيته الباردة! "

انتهت القصة القصيرة جدا, الدالة جدا!!

قراءة

ولد القاص في حيفا, نشأ في دمشق, عمل بالصحافة منذ عام 1976. يبدو تأثره بتقنيات الكتابة الصحفية الموجزة الدالة, فكانت القصة على عمق الفكرة, وسعة التناول لموضوع معقد ومتشعب .. أشبه بقيرورة زجاجية تحمل رماد لكائن كان سوف يعود إلى الحياة حتما, بحسب المعتقدات البوذية.

إن اختيار "الأرض" موضوعا للقصة, وهى هنا ليست موضع صراع ورمز موظف في العمل الأدبي .. إنها أحد أطراف وعناصر تشكيل القصة, عضو عامل, مثل "الجندي الاسرائيلى" و"هو العربي الفلسطيني". وهذا التناول لفكرة الأرض يعد في ذاته تناولا جديدا وطرحا ايجابيا لتوظيف الأرض في أدب المقاومة. هذا فضلا عن كون "الأرض" في ذاتها, من أهم عناصر تشكيل "أدب المقاومة", شعرا أو نثرا.

لقد بدأ الجندي الاسرائيلى بإطلاق النار من بندقيته (البداية عدوانية) .. فبادله الفلسطيني ورد عليه بالرصاص أيضا (العين بالعين والسن بالسن والبادىء أظلم) .. بينما كانت "أريحا"/ المدينة/ الأرض (المتابعة عن بعد) تتطلع وربما تنظر .. فلما سقطا معا من جزاء إطلاق النار, دار الحوار التالي:

"الجندي: هذه الأرض لي ..

هو: كان جدي يحب السنديان ..

الجندي بإصرار ومكابرة وعناد: إنها لي ..

فاضطر هو لأن يحكى حكاية أجداده (جذوره وأصوله): كانت جدتي تتجول في شوارع أريحا.

الجندي بعد سقوطه شعر ببرودة الأرض (الأمر ليس هينا) , يبدو أنها غير متعاطفة معه, ولا تريده في جوفها.

والا لماذا شعر "هو" بدفء لا مثيل له .. ؟!! أليس الحضن الدافىء هو حضن الأم أو الحبية, الأصل والوصل معا. وأن الدفء هنا يحمل دلالات الحياة النابضة الحية.

عاد الجندي يصرخ: الأرض باردة!! سؤال استنكاري أم اعتراض ودهشة؟؟

كان رد هو ضحكة طويلة .. طويلة/ واثقة وتعبر عن الطمأنينة والسعادة.

ما حدث أن همدت الجثتان, الجندي والفلسطيني وهذا أمر طبيعي ومنطقي .. لكن ما حدث بالضبط أن لعبت الأرض دورها الذي قررته هي بنفسها .. أن شدت "هو" إليها, شدته بعمق إلى باطنها واحتوته. بينما بقى الجندي الاسرائيلى معلقا بطرف بندقيته الباردة, لفظته الأرض ورفضته."

وهكذا فهمنا تلك القصة القصيرة جدا, الجميلة لدلالاتها, بلا صوت زاعق وبلا رفع شعار ايديولوجى مباشر.

اخوكم ابو ميسرة من غزة (فلسطين)

ـ[رحمة]ــــــــ[02 - 09 - 2009, 04:53 م]ـ

هلا بأهل بلدي الحبيبه و الله عندما أري فلسطينياً عابراً أشعر بالحنين الى بلدي نورتم النتدى

قصه جميله أخي الكريم

اللهم يارب حرر الأقصى من أيدي الغصبه اليهود يارب

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير