تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[صور من رمضان الماضي!]

ـ[مهاجر]ــــــــ[22 - 09 - 2009, 08:37 ص]ـ

نشرت جريدة الأهرام تقريرا عن معدل استهلاك المسلمين في مصر للطعام في شهر رمضان: شهر العبادة باعتبار الأصل، شهر التوسع في المآكل على حد الإسراف باعتبار الواقع!، فاستهلاك مصر من الطعام يوميا في شهر رمضان: مليار جنيه فيكون الإجمالي: 30 مليار جنيه، يلقى منها في القمامة: 60 %، أي ما قيمته: 18 مليار جنيه!، ولو قسم هذا المبلغ على 18 مليون لكان الناتج: ألف، فلو فرض أن هذا المبلغ قد وزع على 18 مليون، فنتج منه ألف جنيه، فأعطيت كل أسرة في مصر: ألف جنيه، وكان متوسط عدد الأفراد: خمسة أفراد، فالألف جنيه مع الاستعانة بالله، عز وجل، على حد استجلاب البركة المفقودة من أغلب بيوت مصر لغياب التقوى لا سيما في شهر المسلسلات!، وعلى حد بذل السبب بالتدبير والتوظيف الجيد، تلك الألف تكفي الأسرة الشهر بأكمله طعاما، و 18 مليون في 5 يساوي 90 مليون فرد، وعدد سكان مصر بما فيهم من ليسوا بمسلمين من النصارى يساوي 80 مليون، فلكي نصل إلى 90 مليون يمكن ضم دولة كتونس عدد سكانها: 10 مليون نسمة، لنستنتج في النهاية أن مصر التي يشكو أهلها من ضيق ذات اليد لا سيما في المواسم والأعياد تلقي في القمامة ما يكفي لإطعامها مع تونس لمدة شهر كامل، دون أن يحتاج فرد واحد في كلا البلدين لمن يقرضه جنيها واحدا!، فهنيئا للقطط والكلاب، ومن التحق بها مؤخرا من فقراء المسلمين الذين احترفوا جمع بقايا الأطعمة من صناديق القمامة!، فكان من الأولى توظيف ذلك الفائض الرهيب بتغليفه أو وضعه في حوافظ من أي نوع، وتوزيعه على الفقراء صيانة لهم من إراقة ماء الوجه، فذلك خير من التباهي في موائد الإفطار الذي وصل إلى حد التنافس على إقامة موائد الرحمن لا طلبا للثواب وإنما طلبا للشهرة فمائدة فلان من الفنانين وأحيانا من الراقصات! تقدم طعاما جودته كذا وكذا من النجوم، وفي الولائم يزداد الأمر سوء إذ يلقى 75 % من الطعام في القمامة، والحجة أنه لا بد أن يكون الطعام أكثر من حاجة المدعوين تحسبا لأي ظرف طارئ، فضلا عن وجوب إكرام الضيف بإظهار العناية به، بالتوسع شيئا ما في الطعام المقدم له، فذلك مما يؤنسه، وهذا حق، ولكن الباطل: ألا يستغل الفائض، والمحتاجون أكثر من الأغنياء بكثير، فيلقى في القمامة ليفسد، وماذا لو دعى فلان فلانا، فقدم له طعاما ثم احتفظ بالباقي في الثلاجة، ليوزعه، أو حتى ليأكله في وجبة تالية، ما العيب في ذلك؟!.

وهذه قمامة مصر مع كونها من الدول الفقيرة، فكيف بقمامة الدول الإسلامية الغنية؟!.

ومع حلول العام الدراسي والعيد معا وقبلهما رمضان، ازدادت الضغوط على الأسر المسلمة، في كل بلاد العالم الإسلامي تقريبا، وهذا ما يجعل كل من لديه فائض، ولو كان دقيقا، يسارع ببذله لمن يحتاجه، فرب درهم سبق مائة ألف درهم، والقليل إلى القليل كثير، وواجب الوقت في هذه الأيام: إيصال حقوق فقراء المسلمين إليهم ليستعينوا بالله، عز وجل، ثم بها، على أعباء العام الدراسي الجديد، فلكل ابن أو بنت يحتاج إلى ملابس جديدة ومصروفات دراسية وأدوات مدرسية .............. إلخ من القائمة التي صارت عبئا على كثير من أرباب الأسر المسلمة، فرج الله عنا وعنهم، وأعانهم على تدبير شأنهم من وجه طيب لا شوبَ خبثٍ فيه.

وأصحاب الأديان الباطلة والمذاهب الهدامة يستغلون هذه المواسم في شراء ذمم البسطاء من المسلمين من أهل السنة، فالإنسان قد جبل على التعلق بمن أحسن إليه، وإن كان غرضه عند التحقيق: إهلاكه.

فليكن هم أصحاب اليسار ممن أوتوا غيرة على هذه الملة التوحيدية والنحلة السنية، ليكن همهم قطع الطريق على أولئك بسد حاجة إخوانهم، فذلك من صفات أمة الجسد الواحد التي كادت تندرس في الأعصار الأخيرة.

وإلى الله المشتكى.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير