تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وبالنسبة له فإن الإنسان هو عبد لله فقط لا لأحد أو شيء غيره أيا كان ومهما كان

وعلى هذا فالحرية الحقيقية تكمن في العبودية الحقيقية لله

واليوم المكان والزمان يحركنا ويتملكنا ونحن منقادون وراءه ... !

حين أرسل الله نبينا الكريم أراد أن يحرر الناس من عبادة العباد للخضوع لعبادة رب العباد .. !

فلو لم تكن العبودية التي ترتكز على قاعدة (لا اله الا الله) قاعدة الحريات ما أرسل الله نبيًا من أجلها

ليحرر العالم أجمع ويبلغ رسالات ربه بأن الإنسان حر بأخلاقه ومبادئه وفطرته الحرة التي خلق عليها.

ونبذ الظلم الذي يستبد حريات المظلوم والظالم في انقياده وراء مرضه (الظلم) الذي يسلب حرية ذاته الطبيعية!

ومن الغريب أن نجعل شعور السيكوباتية (1) يهيمن على مصدر الخير فينا حتى ينعكس ذلك على بناء الحياة من حولنا ...

وليكن سيدنا ابراهيم مثالًا لنا في حرية الذات في رفضه بأن يخضع لأصنام لا يعتقد بها ولا يشعر بروحانيتها

وجاهد نفسه في التأمل والتفكر في من خلق تلك الحرية في نفسه وفكرته ورفضه لهذه العبادة الوثنية ...

حتى وصل لغايته وكشف الله عنه ستار الغموض الذي أحاط الكون في نظره!

فحرر نفسه وفكره وعبوديته بعبوديته لله وحده .. !

صورة من سلب حرياتنا الفطرية:

في حياتنا اليومية ومن خلال تعاملنا مع الناس نختلف مع بعضنا كثيرًا

ونتصارع من أجل أشياء لا شيء بالنسبة لما اجتمعنا علينا من قرابة أو صلة أو حتى ما اشتركنا به كبشر .. !

إلا أن البيروقراطية (2) تسيطر على عقولنا بحيث تكون نظرتنا لهؤلاء نظرة ثانوية لا تعد الأساس في التعامل معهم

وبهذا نكون قد سلبنا حرية المنطلق الذي انطلق منه تعاملنا ..

وهو الحب والوئام والألفة التي جمعتنا

فتدمرها امور ثانوية لا تعني شيء أمام الامور الاساسية!

فحين نقطع الصلة بأقارب تسببوا في أذيتنا حينها سيطرت على أفكارنا أن من الكرامة أن نقاطعهم ...

وذلك لعدم الإيمان بالغاية النبيلة التي يمكن أن نتنازل من أجلها

ألا وهي صلة الأرحام المتصلة بعرش الرحمن

فهذه طريقة ميكافيلية (3) تبرر لنا تنازلنا عن الأمور الثانوية الذي هو وسيلة التواصل من أجل غاية أكبر وأعظم.

**

إذن الحرية هي أن تحرر نفسك الفردية من قيود شرورها وبعد ذلك طالب بالحرية الإجتماعية

**

فما الذي يقيد حريتك الفردية الذاتية؟؟

قد تكون مثلًا الأغاني قيدًا يسلب حرية التأمل والتمتع بصفو معاني القرآن الكريم ووقعه على النفس ..

فلا يقع اثر القرآن على قلب صدأته الذنوب .. إلا بجلي القلب

كما تجلى المرآة التي تشووها ذرات التراب .. !

ولنعلم يقينًا أن الخير والشر مشقوقي الطريق في نفس الإنسان

وله الحرية في الإختيار ...

لذلك جعل الله الإنسان مخيرًا غير مسير في اموور كثيرة ...

وأن الخير صورة مشرقة في قلب كل إنسان يبحث عنه في أعماق نفسه!

وأخيرًا وليس آخرًا ..

أرجو أن تطلقوا كامل حريّاتكم في التعبير عن حريتكم الذاتية

ولو بكلمة بسيطة ...

ولكم كامل الحرية في النقد والتعليق على الموضوع.!

وذلك من باب اطلاق الحرية للقلم القادر على الكتابة الذي هيمنة عليه كلمة (لا اقدر ولا استطيع) وسلبت حريته وانطلاقته ..

فاطلقوا العنان لذاتكم واجعلوا القلم أداتكم.

*

*

بقلم / لون السماء


1 - السيكوباتية: الشعور بالعداء للآخرين ... والأهتمام بتنمية الشر داخل النفس ومحاربة الخير فيها ...
2 - البيروقراطية: تطلق غالبا على من يتمسك بالجزئيات الثانوية في التعامل مع الآخرين ...
3 - ميكافيلية: هي الأيمان بأن الغاية تبرر الوسيلة ..

ـ[لون السماء]ــــــــ[23 - 08 - 2009, 09:00 ص]ـ
.......................

ـ[أبو طارق]ــــــــ[23 - 08 - 2009, 05:13 م]ـ
بوركتِ على طرحكِ الطيب
وجزاكِ الله خيرًا

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير