تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

جزاااك الله خير ... أختي الحبيبة ... أنوار ... على مرورك الطيب ... جعلها الله في موازين حسناتك

ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[02 - 09 - 2009, 12:14 ص]ـ

حمدا لله أنك وجدت ما أردت ..


ماذا يقول من نسي شيئا ويريد تذكره؟
عندما ينسى المرء شيئا ويريد تذكره: هل يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم - كما هو شائع - أم أن هناك دعاء معينا لتذكر ما نسيه المرء؟

الحمد لله
من نسي شيئا وأراد أن يستعين على تذكره واستحضاره، فعليه أن يستعين بدعاء الله تعالى وسؤاله، ولم يثبت في الكتاب أو في السنة ـ فيما نعلم ـ ذكر معين يمكن للمسلم أن يستعين به عند النسيان، وقد ذكر بعض أهل العلم أمرين اثنين نافعين عند النسيان:
الأمر الأول: ذكر الله تعالى، بالتهليل أو التسبيح أو التكبير أو أي نوع من أنواع الذكر،
قالوا: لأن النسيان من الشيطان، وذكر الله طارد له.
وقد ذهب بعض أهل العلم إلى الاستدلال على ذلك بقوله تعالى: (وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا) الكهف/23 - 24.
قالوا: ومعنى قوله تعالى: (وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ) أي: إذا نسيت شيئا فاذكر الله يذكرْك إياه.
ذكر هذا القول: الماوردي في "النكت والعيون" (2/ 471) والقرطبي في تفسيره (10/ 386) وابن الجوزي في "زاد المسير" (5/ 128) وغيرهم.
وقال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في "أضواء البيان" (4/ 61 - 62):
" في هذه الآية الكريمة قولان معروفان لعلماء التفسير:
الأول: أن هذه الآية الكريمة متعلقة بما قبلها، والمعنى: أنك إن قلت سأفعل غداً كذا ونسيت أن تقول: إن شاء الله، ثم تذكرت فقل: إن شاء الله.
وهذا القول هو الظاهر؛ لأنه يدل عليه قوله تعالى: (وَلاَ تَقْولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذلك غَداً إِلاَّ أَن يَشَاءَ الله) الكهف/23.
وهو قول الجمهور: وممن قال به ابن عباس والحسن البصري أبو العالية وغيرهم.
القول الثاني: أن الآية لا تعلق لها بما قبلها، وأن المعنى: إذا وقع منك النسيان لشيء فاذكر الله؛ لأن النسيان من الشيطان، كما قال تعالى عن فتى موسى: (وَمَآ أَنْسَانِيهُ إِلاَّ الشيطان أَنْ أَذْكُرَهُ) الكهف/63، وكقوله: (استحوذ عَلَيْهِمُ الشيطان فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ الله) المجادلة/19، وقال تعالى: (وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشيطان فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذكرى مَعَ القوم الظالمين) الأنعام/68 وذكر الله تعالى يطرد الشيطان، كما يدل لذلك قوله تعالى: (وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرحمن نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ) الزخرف/36 وقوله تعالى: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الناس مَلِكِ الناس إله الناس مِن شَرِّ الوسواس الخناس) الناس/1 - 4.
أي الوسواس عند الغفلة عن ذكر الله. الخَنَّاس الذي يخنس ويتأخر صاغراً عند ذكر الله، فإذا ذهب الشيطان ذهب النسيان " انتهى.
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
هل هناك بأس في أن يكثر الإنسان إذا نسي شيئا أو ضاع منه شيء مِن ذكر الله على وجه غير مخصوص، كأن يقول لا إله إلا الله، أستغفر الله، لا إله إلا الله والله أكبر، لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم يقول بعد ذلك عسى ربي أن يهديني لأقرب من هذا رشدا وذلك اتباعا لما ورد في سورة الكهف في قوله تعالى: (وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَداً) أم أن هذا الأمر خاص بالآية السابقة؟
فأجاب:
"إذا نسي الإنسان حاجة فإنه يسأل الله تعالى أن يذكره بها فيقول: اللهم ذكرني ما نسيت، وعلمني ما جهلت، أو ما أشبه ذلك من الأشياء.
وأما كون الذكر عند النسيان يوجب التذكر فهذا لا أدري عنه، والآية يحتمل معناها: اذكر ربك إذا نسيت؛ لأن الله قال له: (وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً. إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ) يعني استثن بقولك إلا أن يشاء الله إذا نسيت أن تقولها عند قولك إني فاعل ذلك غدا " انتهى.
"فتاوى نور على الدرب" للشيخ ابن عثيمين.
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير