1 - ستجد الاستقرار: إن صمّمت على الإتيان بالبرنامج اليومي للصائمين الذي اقترحته عليك .. ستجد استقرارا عجيبا .. وكيف لا إن كان في سجلّ يومك مائة ركعة؟ وكيف لا والله ينصب وجهه لوجهك؟: "إن الله لينصب وجهه لوجه عبده في الصلاة" صحيح الترغيب_552.
لكن ..
كيف تحرز مائة ركعة في اليوم الواحد؟
تعال واحسب معي، واعتبر هذا اقتراحا وليس إلزاما .. وحتى المائة اعتبرها كحد أدنى، ولا تحدد العدد الذي فوقها.
17 ركعة في الفريضة ..
12 ركعة رواتب مؤكدة (ركعتان قبل الفجر، أربع ركعات قبل الظهر، ركعتان بعد الظهر، ركعتان بعد المغرب، ركعتان بعد العشاء)
10 رواتب غير مؤكدة (ركعتان بعد الظهر، أربع ركعات قبل العصر، ركعتان قبل المغرب، ركعتان قبل العشاء)
8 ركعات ضحى (ركعتان عند الإشراق، وهما تساويان أجر حجة وعمرة، ركعتان قبل الظهر بساعة، وأربع ركعات بين الوقتين).
33 ركعة قيام ليل (إحدى عشرة ركعة مع الإمام وعشرون في تهجد آخر الليل) أو (عشرون مع الإمام، وإحدى عشرة ركعة في التهجد)
10 ركعات بعد المغرب .. قيل إن آية: {كَانُوا قلِيلًا مِنَ الليْلِ مَا يَهْجَعُونَ} الذاريات_17، نزلت في أقوام يصلّون بين المغرب والعشاء ..
10 ركعات بعد الظهر (تنفل مطلق مثنى مثنى).
2 - احتراف العبادة .. ((الاعتكاف: عقد احتراف))
اعتكف وتفنن في العبادة: «المسألة: أن ترفع يديك حذو منكبيك، والاستغفار: أن تشير بأصبع واحدة، والابتهال: أن تمد يديك جميعا»
فإن كنت تدعو باستغفار واعتذار .. فمد أصبعك كما يعتذر التلميذ .. وإن كنت تدعو بأدعية تحفظها، فاجعل يديك حذو منكبيك، وإن كنت تُلْهَم الدعاء إلهاما، ولا تدري ماذا ستقول قبل أن ترفع يديك، فمدّهما مدا .. هز أبواب السماء هزا، واذكرني معك ..
وهكذا في كل العبادات .. ستجعل التسبيح في أوقات كراهة التنفل .. ستجعل الأرحام بالهاتف: {إلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} .. ستجعل الصدقات في أوقات قبول الدعاء: {وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ} (الصدقة) {يَرْفعُهُ} (يرفع الدعاء).
فاعتكف .. وتفنن، واحترف العبادة.
3 - الأمان من الخلق .. ادخل ذلك الكنف، واستشعر دفء المعاملة .. فالله وحده هو الذي يعاملك لأجلك، وكل ما عداه يعاملك لأجل نفسه ..
كل الذين يعيقونك عن الوصول .. كل الكائدين .. كل المثبّطين .. سيقر الله عينيك بتضليل كيدهم .. أبشر .. بل تيقن: {ألَمْ ترَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بأصْحَابِ الْفِيلِ (*) ألَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ .. } الفيل
أما وجدوا أكبر من الأفيال ليركبوها؟!
وما النتيجة؟؟
{ .. فجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ .. }!
{ .. مَأكُولٍ}!!
إذا اعتكفت فإنك لا تدخل جدران المسجد .. فليست التي حولك أحجارًا و"خرسانة" .. أنت في كنف الله .. قد أحاطك بملائكة .. أظلّك بأجنحتهم .. قد لقنهم ما يدعونه لأجلك مما لا تبلغه مسألتك.
{وَاذكُر اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إليْهِ تَبْتِيلاً (*) رَبُّ الْمَشْرِق وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا} [المزمل_آيتان:8 - 9].
4 - نعيم المعتكف. التذوق: يقول ابن القيم رحمه الله في تهذيب مدارج السالكين: "الاعتكاف هو عكوف القلب بكليته على الله عز وجل، لا يلتفت عنه يمنة ولا يسرة، فإذا ذاقت الهمة طعم هذا الجمع اتصل اشتياق صاحبها، وتأججت نيران المحبة والطلب في قلبه ..
فلله همة نفس قطعت جميع الأكوان وسارت، فما ألقت عصا السير إلا بين يدي الرحمن تبارك وتعالى، فسجدت بين يديه سجدة الشكر على الوصول إليه، فلم تزل ساجدة حتى قيل لها: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (*) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (*) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (*) وَادْخُلِي جَنَّتِي} [الفجر: 27 - 30]، فسبحان من فاوت بين الخلق في هممهم حتى ترى بين الهمتين أبعد مما بين المشرقين والمغربين، بل أبعد مما بين أسفل سافلين وأعلى عليين، وتلك مواهب العزيز الحكيم: {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الحديد: 21] ".
5 - شعار المعتكف: الخشوع .. اعتكف وأصرّ على طلب الخشوع إصرارا، ومن داوم الطرق فتِح له.
6 - مهنة المعتكف: اعتكف .. وانضم إلى معسكر تجريد النية.
اعتكف .. وأصلح عيوب قلبك، واسْعَ إلى لمّ شعثه بالإقبال على الله تبارك وتعالى بكليته، وحينها سيصبح انبعاث هذا القلب إلى جهة المقصود التماسا له أمرا ميسورا بإذن الله.
أهداف الاعتكاف:
1 - اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم. فهو القائل: "إني اعتكفت العشر الأول؛ ألتمس هذه الليلة، ثم اعتكفت العشر الأوسط، ثم أتيت فقيل: إنها في العشر الأواخر، فمن أحب منكم أن يعتكف فليعتكف" [متفق عليه]
2 - تحري ليلة القدر لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق: "إني اعتكفت .. ألتمس هذه الليلة"
3 - التوبة النصوح.
4 - الخلوة بالله عز وجل، والانقطاع عن الناس ما أمكن؛ حتى يتم أنس العبد بالله، وتفكّره في آلائه عز وجل.
5 - تعوّد العبادة بصورتها الكلية؛ من صلاة ودعاء وذكر وقرآن وقيام .. بالانقطاع التام لها.
6 - تزكية النفس، وإصلاح القلب، و تحقيق الاطمئنان النفسي.
7 - الإقلاع عن كثير من العادات الضارة، وحفظ اللسان والجوارح عما لا ينفع.
8 - حفظ الصيام من كل ما يؤثر عليه من حظوظ النفس وشهواتها.
9 - تكوين أكبر رصيد من الحسنات.
10 - الصبر على مجانبة الترف، والتقلل من الدنيا، والزهد في كثير منها مع القدرة على التعامل معها.
11 - ...
فاعتكف .. ووقّع عقد احتراف في العبادة. واجعل لسان حالك يردد: "ما أريد بالخلوة بدلا، ولن يسبقني إليك يا ربي أحد".
اعتكف .. ونلْ أجر من أحيا سنة النبي صلى الله عليه وسلم في زمن الغفلة عنها. قال الإمام الزهري: "عجباً للمسلمين! تركوا الاعتكاف مع أن النبي صلى الله عليه وسلم ما تركه منذ قدم المدينة حتى قبضه الله عز وجل".
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منقول عن موقع الشيخ محمد حسين يعقوب. ( http://www.yaqob.com/site/docs/articles_view.php?a_id=366&cat_id=20)
حاولوا طبع المادة وتوزيعها إلى الأقارب والأحباب والجيران .. وتقبل الله منّا ومنكم صالح الأعمال.
¥