تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومن تكلم عن تسامح المسلمين مع أهل الكتاب والذي وصل في زماننا إلى حد التسيب وقلة المروءة بالقعود عن نصرة إخواننا المستضعفين من المسلمين والمسلمات حتى داخل ديار الإسلام، كما قد وقع في الآونة الأخيرة في مصر، من تكلم منوها بذلك لم يتكلم، والله أعلم، في المقابل عن سبب هذه العملية بغض النظر عن حكمها الشرعي، وهل كانت فعلا أو رد فعل لتطاول عباد الصليب على المسلمات الحرائر في مصر، فلماذا لا يتم التنويه بهذا الأمر، كما تم التنويه بحادثة الكرادة التي أقصي بها فصيل كامل من الفصائل الإسلامية عن مذهب أهل السنة، وليس له عصمة، بل قد أخطأ في مواضع أخطاء يصح وصفها في بعض المراحل وبعض الأماكن بالجسامة، فأحداث التفجير إنما تحسن في الدور المحتلة صراحة كبلاد الأفغان، والمقاومة الآن فيها والتي تقودها حركة الطالبان قد بلغت أوجها فهي تكبد الناتو خسائر تجعل رحيله مسألة وقت لا أكثر إن شاء الرب جل وعلا، وبلاد الرافدين، وبلاد القفقاز، حرر الله دور الإسلام من الاحتلال، فلا تحسن في بلاد المسلمين الآمنة، ولو لقتل كفار أصليين، ولو كان في دخولهم مفسدة ظاهرة، أيما ظهور!، كما هي حال السائحين عندنا، فقد دخلوا بعقد أمان ممن يعتقدون شرعية ولايته للبلاد، وإن لم يكن كذلك بالفعل حتى بمقتضى الأعراف الدولية!، فلا يعرفون جهة يرجعون إليها في ذلك إلا هو، ولكن مع هذه الأخطاء تظل لهذا الفصيل الإسلامي أياد بيضاء وفضائل ظاهرة لا سيما في الجهاد الأفغاني وما أفرزه من كفاءات كان لها دور كبير في إمداد بؤر مشتعلة كالبلقان، وأداؤهم في حرب البوسنة، والله أعلم، كان الأداء الأكثر نموذجية وانضباطا، وقد تحقق به نصر كبير لم تسلط عليه الأضواء عمدا لئلا تستيقظ الروح الإسلامية في قلوب عموم المسلمين إذا رأوا بطولات نادرة لمجموعات قليلة العدد والعتاد كبدت الجيش الصربي المحترف وهو من أشرس جيوش أوروبا كبدته خسائر جسيمة واستولت على كثير من عتاده حتى حاصرته في نهاية الحرب بالمدفعية الثقيلة! فلم يكن ثم بد من الالتفاف المعتاد لإجهاض هذا المد الإسلامي المبارك فكانت اتفاقية "دايتون" التي أنقذت الصرب والكروات من المسلمين بعد أن كان المسلمون هم الذين يستغيثون في بداية العدوان سنة 92!، وكذلك الشأن في القفقاز فأغلب الكفاءات الوافدة على القفقاز كانت من نتاج التجربة الأفغانية بكل ما لها وما عليها، فكيف يتم اختزال كل هذه الفضائل، ونعت جملة من أهل السنة بأنهم خوارج؟!.

والكيل بمكيالين قد يؤدي إلى رد فعل عكسي فيقابل الإفراط في القدح بغض الطرف عن كل فضيلة بالإفراط في المدح بغض الطرف عن كل نقيصة.

والله أعلى وأعلم بالصواب.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير