ـ[فتون]ــــــــ[12 - 11 - 2010, 12:16 ص]ـ
لاحول ولا قوة إلا بالله
غفر الله له ورحمه وأسكنه فسيح جناته
ـ[حسانين أبو عمرو]ــــــــ[12 - 11 - 2010, 12:21 ص]ـ
رحِم الله عالمنا الجليل رحمة ً واسعة , وأسكنه فسيح جناته , وجعله من الذين رضِي الله عنهم ورضُوا عنه ,
اللهم آمين
ـ[نبض الأمل]ــــــــ[12 - 11 - 2010, 01:32 م]ـ
يماني .. الرجل الذي مات من أجل القرآن ...
بقلم: خضر بن صالح بن سند
اللهم لك الأمر كله , واليك يرجع الأمر كله ..
اللهم ارحم عبدك محمد بن عبده يماني ..
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه , وأدخله الجنة مع الأبرار ...
أيها القارئ النبيل , منذ أن عقلت ووعيت في مدينة جدة كنت اسمع من أبي عن اسم هذا الرجل , كان والدي مديراً لمدارس تحفيظ القرآن أول ما أنشئت في نهاية التسعينات من القرن الهجري الماضي , وكان أبي عضواً في جمعية تحفيظ القرآن , وكنت أشاهد أعضاء الجمعية ومنهم الشيخ الفاضل أحمد صلاح جمجوم ومحمد عبده يماني رحمهم الله وغيرهم.
مع مرور الزمن تعرفت على رجل وضيء الوجه سمح المحيا كريم المعشر , وهو محمد بن عبده يماني , وكان أول مجلس خاص سمعته يتحدث فيه مع الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين , وهذا المجلس عقد في العشر الأواخر من رمضان قبل حرب الخليج بسنة واحدة , رغم أن ابن عثيمين رحمه الله يكبر يماني بعقد من الزمان إلا أن الوقار أو الهموم جعلت من يماني أشبه برجل تجاوز الثمانين آنذاك .. مع أنه توفي ولم يجز السبعين إلا بسنتين ...
كان رجلاً مربوعاً , لم يكن طويلاً ولا نحيفاً , فيه لطافة ودعابة , مع حياء وهدوء ...
تحبه , وتتمنى أن تستمع لحديثه الوقور , رغم أنك تختلف معه , إلا أنه يسمح لك بحرية النقاش , كنت ولازلت لا أحب دروشة الصوفيين , ولا تنطع الغالين.
استمعت إليه مراراً بعد ذلك في مناسبات وحفلات , وافقته في أشياء , وخالفته في أشياء.
لكنني والحق يقال أكبرته في مواقف كثيرة.
فقد كنت أستمع إليه كثيراً باهتمام عندما يتحدث في إثنينة عبدالمقصود خوجة , كان يلبس عبائة وزير سابق , ويقبل على أنه وجيه كبير في الحجاز , ويقدم على أنه مدير لجامعة عريقة.
ولكنه إذا تحدث فإنما يتحدث عن هموم الناس , يتحدث عن الجمعيات الخيرية , ويتحدث عن العلم الذي ينبغي أن يبذل للناس , يتكلم عن المجتمع وكأنه يعيش في حارة شعبية فهو يعرف هموم الناس وحاجات الشعوب رغم ثرائه ومناصبه ...
ربما شطح في نظري في بعض المرات فتحدث عن المولد النبوي أو تحدث عن رأيه فيما يسمى بالآثار النبوية , لكنني كنت استمع إليه وأن أعلم أنه يقبل النقاش , وأستمع إليه وأنا اعلم أنه محب الحوار , وأقول دائماً لمن معي عفا الله عنه.
محمد عبده يماني رجل صالح , ورجل فاضل , ومعين خير , ورفيق أمة مكلومة , وصاحب دمعة , ومحسن كبير ... يتحول مكتبه الفاخر في برج دله بشارع فلسطين إلى شبه جميعة خيرية كل يوم , بل يمكنك أن تقول ليست جمعية واحدة بل جمعيات خيرية.
فهو يكتب الشفاعات , ويوزع الصدقات , ويشفع في المساجين , ويصلح ذات البين.
وتعجب من هذه الطاقة الكبيرة التي تجتمع في شخص واحد , فقل مناسبة اجتماعية إلا حضرها , فتجده من أصدقاء المرضى حقاً لا دعاية , فهو يزور المرضى باستمرار , وهو أول المعزين في الموتى , وهو رياضي محنك ورئيس نادي! , وكاتب أدبي بارع ومؤلف! , وعالم جيولوجي وأستاذ أكاديمي بارع , وهو إعلامي وكاتب مرموق , وله كتب شتى ومتنوعة , بل إنه كتب بعض كتبه باللغة الإنجليزية , وتراه دائماً في المحافل العلمية والاجتماعات الفكرية , وتجده في الجمعيات الخيرية فقل جمعية في مكة وجدة إلا وله فيها مشاركة جدية وفاعلة ..
حضر قبل شهر ونصف من وفاته تكريم ألف طالب حافظ للقرآن الكريم , حضر بصفته محب للقرآن وأهله , وبصفته عضو مؤسس وفاعل في جمعية تحفيظ القرآن في مكة وجدة , بعكازه العادي تماماً والجميل جاء متوكئاً , استقبله الحضور والجمهور الكثير بالبشر والترحاب , فهم جميعاً يعرفون شرفه وفضله ومكانته وحبه للقرآن وأهله , جلس في صدر المنصة الرئيسة , واستمع كغيره من الناس للطلاب وفرح ودعا لهم كثيراً ....
عرف عن يماني وغيره من أهل الفضل مسارعتهم لمثل هذه المهرجانات العظيمة التي تبعث في الأمة النشاط , وتخرج أجيالاً يحملون مشاعل الهدى والنور.
¥