تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فلا بد من النظر في هذا الأمر بعين الشرع الحاكمة الناصحة لكل من خالف الطريقة الأولى فهي الميزان الذي توزن به الأقوال والأفعال، فلا يصح شرعا الاحتجاج بضغط الواقع على مخالفة أحكام الشريعة تشددا في غير موضعه وذلك ما غلب على الحركات الإسلامية التي تعرضت لصنوف من الأذى والاضطهاد شهرتها تغني عن الإشارة إليها!، أو لينا في غير موضع اللين وهو ما غلب على فئام من هذه الجماعات كرد فعل عكسي لما تعرضت له من أذى أو ظهر لها من خطأ في المنهج، فمالت الكفة إلى الطرف الآخر فلم تستو برسم الاعتدال والاقتصاد فمن تشدد معيب إلى لين مثله معيب، وكلا طرفي قصد الأمور ذميم، فمراجعة النفس ونقد الذات يجب أن يكون على منهاج الشرع فلا يعلو صوت العاطفة على صوت العقل فالمراجعات لا ينبغي أن تتحول إلى تنازلات!، ولا بد مع ذلك من النظر بعين القدر، فهي العين التي يرحم بها المخالف وتلتمس له بها الأعذار وإن لم تتغير الأحكام، وهي عين تصلح مع كل مخالف في الطريقة العلمية أو العملية فله منها حظ بقدر قرب مقالته من مقالة الوحي، بل قد يكون للكافر الأصلي منها حظ، فالدعوة تتراوح بين الشدة تارة برسم: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ)، واللين أخرى برسم: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)، ولكل حال ما يلائمها من الأحكام، فـ: (لَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)، فذلك لمن أحسن منهم وكان مسترشدا طالبا للهداية فيحسن استعمال أخلاق الجمال معه، وجاء الاستثناء: (إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ)، فلا تحسن مجادلته بالتي هي أحسن، فالأليق به أخلاق الجلال زجرا له، فاستعمال أخلاق الجمال معه تخاذل وإعطاء للدنية في الدين باسم التسامح الذي علت أسهمه في سنوات الضعف الأخيرة.

ومما وقع في تلك القمة أيضا:

توقيع الرئيس الصوري كرزاي! وراسموسن الأمين العام لحلف الناتو: اتفاقية أمنية من جنس الاتفاقية الأمنية التي وقعتها الحكومة العراقية الصورية أيضا!، وأمريكا، لضمان الدعم الأمريكي لتلك الحكومة بعد جلاء القوات الأمريكية أو فرارها، أيضا، بحلول منتصف يوليو القادم، إن شاء الرب جل وعلا، وإن كان ذلك قد صار موضع شك بعد عودة الجمهوريين المتعطشين لسفك دماء المسلمين إلى واجهة الحياة السياسية في أمريكا بعد الانتخابات الأخيرة، والمعسكران الديمقراطي والجمهوري، كلاهما يكن مشاعر العداء للإسلام وأهله، ولا يخفي ذلك في أحيان كثيرة، ولكن الديمقراطيين يتحلون بنوع لباقة في مقابل ما يتحلى به الجمهوريين من الصراحة، فالحكومتان العميلتان: الأفغانية والعراقية تدركان أنه لا بقاء لهما إلا بدعم من أمريكا أو الناتو، فلو حصل الجلاء التام وانقطعت كل صور الدعم المادي والعسكري لسقطت تلك الحكومات بل لحزمت حقائبها مع المحتل كحال كل حكومة عميلة تجد نفسها وحيدة أمام ضغط المقاومة وضغظ الجماهير التي تكن لها مشاعر العداء وإنما يمنعها من بث تلك المشاعر: القبضة الأمنية الغاشمة المدعومة من الأمم المتحضرة العادلة!، والحال لا تختلف كثيرا في بقية دول العالم الإسلامي شبه المحتلة التي تترأسها زعامات لا تعرف إلا لغة العنف لتوطيد أركان ملكها ولو برسم الجور والإرهاب، فهي تحظى، أيضا، بدعم الأمم الغربية التي لا يهمها إلا تحقيق مصالحها ولو دفعت أمم الأرض ثمن ذلك!، فتسكت عن صور من الفساد لا تسكت عنها في مجتمعاتها، فالمعيار مزدوج والمكيال متعدد مع أن الحق واحد لا يتعدد!.

ومما طرخ أيضا:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير