تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قال عمرو بنُ ثابتٍ: "لما ماتَ علىُ بنُ الحسين فغسلوه جعلوا ينظرون إلى آثارِ سوادٍ بظهرِهِ، فقالوا: ما هذا، فقيل: كانَ

يحملُ جِرابَ الدقيقِ ليلًا على ظهرِهِ، فيُعْطِيهِ فُقراءَ أهلِ المدينةِ.

هذا الذي تَعرفُ البَطْحَاءُ وطأتَهَ ... والبيتُ يَعرفُهُ والحلُّ والحرمُ

إذا رأتْهُ قريشٌ قال قائلُها ... إلى مكارمِ هذا يَنْتَهِي الكَرَمُ

وداودُ ابنُ أبى هندٍ صامَ أربعين سنةً لا يعلمُ به أهلُهُ ولا أحدٌ من النَّاس, وكانَ خَبَّازًا فيَحملُ مَعَهُ طعامَهُ من عندِ أهلِهِ

فيَتصدقُ به في الطريقِ ويرجِعُ عَشِيَّا فيَفْطِرُ معهم, فيَظنُّ أهلُ السُّوقِ أنَّه قدْ أكلَ في البيتِ ويَظنُّ أهلُهُ أنَّه قدْ أكلَ

في السوق.

فكيفَ تَرتقي الهِمَمُ إنْ وَجَدَتْ بعد إيمانٍ باللهِ!!!!!!!!!!!!!

* (العلمُ والبصيرةُ) العلمُ يَصعدُ بالهمَّةِ، ويَرفعُ طَالِبَه عَنْ حَضِيضِ التَّقْلِيدِ، ويُصفِّي النِّيَّةَ.

* (إرادةُ الآخرةِ، وجَعْلُ الهُمُومِ همَّا واحداً)، قالَ تعالى: {وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ

سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا} [سُورَةُ الإِسْرَاءِ:19].

وقال -صلى اللهُ عليه وسلَمَ-: "مَنْ كَانَ هَمُّهُ الْآخِرَةَ، جَمَعَ اللهُ شَمْلَهُ، وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ،

وَمَنْ كَانَتْ نِيَّتُهُ الدُّنْيَا، فَرَّقَ اللهُ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ، وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا كُتِبَ لَهُ" رواهُ أحمدُ.

* (كَثْرَةُ ذِكْرِ الموتِ) رُوي عَنِ الطُّفَيْلِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا ذَهَبَ

ثُلُثَا اللَّيْلِ قَامَ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا اللَّهَ اذْكُرُوا اللَّهَ جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا

فِيهِ، قَالَ أُبَيٌّ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلاَةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلاَتِي؟ فَقَالَ: مَا شِئْتَ. قَالَ: قُلْتُ: الرُّبُعَ،

قَالَ: مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ، قُلْتُ: النِّصْفَ، قَالَ: مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ، قَالَ: قُلْتُ: فَالثُّلُثَيْنِ، قَالَ: مَا

شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ، قُلْتُ: أَجْعَلُ لَكَ صَلاَتِي كُلَّهَا قَالَ: إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ، وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ. رواهُ التِّرمِذِيُّ وقال: هَذَا

حَدِيثٌ حَسَنٌ.

مُصَاحَبَةُ أهلُ الهِمَمِ مِنْ العُلماءِ ومَنْ على شَاكِلَتِهِم

إنَّ الأمةَ التي تَهتمُ بالنابغين، تَصْنَعُ بهم مُسْتقبلَها المشرقَ، لأنَّهم يُصْلِحون أمرَها، ويُسهمون في ازدهارِها، والأمةُ

التي تُهْمِلُ رعايةَ نابغِيها سوف تَشْقَى حين يتولى أمورُها جَهلةٌ قاصرون يُورِدُونَها المَهَالِكَ، أو مرضى نَفْسِيونَ مُعَقَّدُونَ

يَسُومونَها سُوءَ العذابِ، أو سَفَلَةٌ أصحابُ نفوسٍ دَنِيَّئةٍ وهِمَمٍ خسيسةٍ يَبِيعُونَها لأعدائِها بثمنٍ بَخْسٍ.

كيفَ يكونُ الإنسانُ إيجابيًا في نفعِ المسلمين، وفي نفعِ إخوانه في القِيامِ بما أَوجَبَ اللهُ من الدعوةِ، والأمرِ بالمعروفِ

والنهي عن المنكرِ، كيف يكونُ إيمانيًا، فيتألمُ ويَتحرقُ لما يَراهُ مِن حالِ المسلمين، فيكونُ عِنْدَهُ من الهمِّ ما يَبعثُ لديه

هَمُهُ فيَجعلُهُ يَنْطلقُ نحوَ عَمَلِ الخيرِ بجميعِ وسائلِهِ وطُرُقِهِ، لا يَحول دون ذلك حائلٌ، ونحن بحاجةٍ مَاسَّةٍ لهذا، خصوصًا

في هذا الزمنِ الذي كَثُرَتْ فيه الفِتَنُ، ونَشَطَ فيه أهلُ الباطلِ نشاطًا لم يُسبقْ، ولهم من الإمكانيات ما لا يَخفى حتى

استطاعوا بهذه الإمكانيات أنْ يَغزُوا المسلمينَ في بُيُوتهم.

وهذا أمرٌ لا شكَ أنَّ ظاهرَهُ ونتائجَهُ جليةٌ واضحةٌ، وهم واللهِ يعملون على مدارِ الساعةِ، والأهدافُ معروفةٌ ومرسومةٌ.

لكنْ يَنبغي أنْ تَنظرَ إلى هذا بأنَّه الزُبَدُ الذي يَذْهَبُ جُفَاءً لكنْ بشرطِ أنْ يُوجَدَ الحَقُّ، وأنْ يُوضَّحَ، واللهُ سبحانَه قَضَى أنَّ

الحقَّ لابدَّ له من رجالٍ يَحملونَهُ مُؤَهَلُونَ لذلك.

وانظروا لما بُعِثَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلمَ- فإنَّه قدْ قامَ وحيدًا يُنَادي الناسَ: قولوا لا إله إلا اللهُ تُفْلِحُوا، أَنقِذُوا

أنفسَكم من النَّارِ، ولم يكنْ معه أحدٌ، فقامَ عليه الصلاةُ والسلامُ على تَربِيَةِ جِيلٍ ورجالٍ يَحملون معه هذه المسئوليةَ

التي حَمَلَّهُ اللهُ إياها، فأخذَ يدعو اللهَ، وجاءَ مِنْ حولِهِ أصحابُهُ وأتباعُهُ، ولما أقبلوا إلى الإسلامِ راغبينَ نالَهم مِنْ الأذى

والمَشَقَّةِ، ومِنْ التَّعَدي والظُّلْمِ، ومِنْ الضَّربِ والبَطْشِ الشيءَ الكثيرَ ولكنْ مَعَ الصَّبْرِ واليَقِينِ نَالوا الإمامةَ في الدِّينِ.

اللهُمَّ أَبْرِمْ لهذه الأمَّةِ أمرَ رُشْدٍ يُعَزُّ فيه أهلُ الطاعةِ ويُذَلُّ فيه أهلُ المعصيةِ، وتُرفَعُ فيها رَايَةُ التَّوحِيدِ، ويُأمرُ فيها

بالمعروفِ ويُنْهى فيها عَن المنكرِ .. اللهم آمين.

نشر بتاريخ 6 - 3 - 1431

20 - 02 - 2010

http://salahmera.com/ (http://salahmera.com/)

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير