إن هذه الحلقة التي تكلمت عليها جزء من سلسلة تدار على عنق الفضيلة بقصد إماتتها، ولقد تكفلت بهذه المهمة السيدة مها فتيحي (هدى شعراوي السعودية) وهي وزيرة ـ عفواـ زوج وزير العمل الجديد، وهي سيدة أعمال قد قادت فرقة نسائية في حج هذا العام تدّعي أنها للأعمال التطوعية، والتُقطت صور تذكارية لأعضاء الفرقة مع وزير التربية والتعليم، ونشرت في الصحف وقتها، وقد وخرجت أيام عُين زوجها وزيرا للعمل في رمضان الماضي تقول: إن لديها مطالب غير معلنة، وستكون بينها وبين الوزير (زوجها)، كأن زوجها الوزير إنما عين لأجل تنفيذ طلباتها.
وهي تشرف على منتدى الضرار المسمى زورا وبهتانا منتدى خديجة بنت خويلد، فهي من ضمن منظومة تضم رجالا ونساء حضروا المؤتمر، منهم من أصحاب المناصب وزير التربية والتعليم صاحب الكشافة النسائية، ووزير الإعلام، ووزير التجارة، ووزير العمل زوجها، ويدير الجمع كله أخرى هي زوجة أحد الوزراء أيضا.
فهذه الأسر قد بدا الانسجام التام والتوافق الكلي واضحا بينها، وكذلك اطراح الكلفة، فأحبوا أن يشركهم الناس فيه، ولو كان خيرا ما أشركونا فيه،لأن ما فيهم من أدّى الحق الذي عليه، فوزير التربية والتعليم قد انتقصت وزارته حقوق المعلمين والمعلمات، ووقفت تخاصمهم أمام المحاكم منذ سنتين أو أكثر، ووزير التجارة لم يطفئ أوار الأسعار الذي يكتوي الفقراء بناره منذ زمن، ووزير العمل لم يعمل أبدا لتوظيف الشباب العاطلين، بل بذل جهده لمنتدى الضرار، وكان قد حدد لنفسه ـ حين عين وزيرا ـ ثلاثة أشهر يصوم فيها عن الكلام، فلما انقضت قبل أيام، كان كمن صام دهرا.
ويبدو أن هذا التآلف والتقارب تدير دفته النساء، وأنهن من طرحن الكلفة أولا، فقد رأينا زوج الوزير في إحدى الصور، يجلس بجانبها ـ على المنصة ـ أحد المدعوين، بينما هو قد انتحى جانبا عنهما، وهم ينظرون إلى صورة كاريكاتيرية يتندرون بها على (المَحْرَم) وكان من ضمن الحاضرين المدعو للحفل مفتيهم أحمد قاسم رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة مكة المكرمة الذي لم يكتف بالصمت إزاء هذا المنكر العظيم، بل تفتق عن فتوى جديدة (لهم)، حيث كانت إحدى الحاضرات تكشف عن ذراعيها، وقد استهواه تصفيق الأيدي النسائية؛ فتوسّع في الكلام عن الحجاب حتى خاض في الحديث عن ذراعي المرأة، ووصل إلى القول إن العلماء اختلفوا في كشف المرأة عن ذراعيها إلى المرفقين، وأنه ينبغي ألا ينكر على من فعلت ذلك؛ فأحمى هذا الكلام المائع والذي بدت فيه المجاملة المذلة على حساب الدين إحدى الحاضرات فردت على (فضيلته) قوله، وذكرت أنها بحثت هذا الأمر من قبل، وتبين لها أن أحدا من العلماء لم يذكر ذلك، غير ابن عاشور على صيغة التضعيف، وأنها درست المسألة ووجدتها بلا دليل،
وهذا يبين مقدار الهوى الذي يسيطر على أحمد قاسم، فيحمله على التدليس على الناس، فمسألة اتفق عليه العلماء، هي عنده مسألة اجتهادية لا ينكر على أحد فيها!!
وكان من المضار العظيمة لمنتدى الضرار، أن خرج وزير العمل ينبئ أنه سيقرُّ نظاما لعمل المرأة، يتيح لها الاختلاط مع الرجال والعمل معا، ويضمن لها ألا يكون هناك تزاحم جسدي!!!
ولا شك أن للتزاحم الجسدي عند معاليه مقدارا محسوبا.
وكان أيضا من خيباته، موافقة وزير الإعلام على إنشاء قناة خديجة بنت خويلد، وقد أشاد بما سيكون لها من دور تنموي تقوده المرأة السعودية التي ستقود (بدورها) البلاد إلى مصاف الدول المتقدمة، وذكر معاليه أنه سيراقب هذه القناة الخاصة؛ ليستفيد منها في إنشاء أخرى حكومية على منوالها.
وبهذا يتبين للعاقل الحصيف أن هذه القرارات خرجت من قعر ذلك المنتدى، وعليها قاذوراته، وفيها نتنه، ولا نملك إلا أن نصدق مها فتيحي بقولها: إن من ضمن توصيات سابقة للمنتدى تعيين امرأة تنوب عن وزير التربية، وأخرى تنوب عن رئيس غرفة جدة، وقد رأى الجميع ذلك لاحقا، وعرفوا أنها أعمال مؤسسة ومخطط لها.
ولا عجب أن تجد من يسعى إلى إعدام الفضيلة، واعتبارها ذنبا، وقد قال قوم لوط حين همّوا بإخراج لوط وأهله (أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون) فكان ذنبهم الوحيد أنهم أناس طاهرون، فهؤلاء مثل الدويبة القذرة التي تعيش بالقاذورات، وتموت بالرائحة الطيبة.
ـ[الخبراني]ــــــــ[03 - 12 - 2010, 06:37 م]ـ
لا عليكم هم أناس قليلون جدا
لا يحركون جناح بعوضة
ـ[نبض الأمل]ــــــــ[04 - 12 - 2010, 12:04 ص]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله ..
يأتي عليكم زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر ...
اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة ..
ـ[مهاجر]ــــــــ[06 - 12 - 2010, 04:28 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أيها الكرام على المرور والتعليق، وجزى أبا مقرن خيرا على الشرح المسهب فعنده من التفصيل بحكم القرب المكاني والزماني ما ليس عند من يعيش خارج بلاد الحرمين.
ومن توابع هذا الأمر وهو ما يؤكد أن لهذا التيار سندا ولو رسميا:
http://almoslim.net/node/137838