تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

64 وقال ابو علي الشلوبين بفتح المعجمة واللام التحقيق إن الجملة المفسرة تكون بحسب ما تفسره فإن كان ما تفسره له محل من الإعراب فهي لها محل كذلك وإلا يكن لما تفسره محل فلا محل لها والثاني وهو الذي لا محل لما تفسره نحو ضربته من نحو قولك زيد ضربته فإنه مفسر لجملة مقدرة والتقدير ضربت زيدا ضربته ولا محل للجملة المقدرة التي هي ضربت لأنها مستأنفة والمستأنفة لا محل لها وكذلك تفسيرها لا محل له وإنما قدم الثاني على الأول لكونه من صور الوفاق والأول وهو الذي لما تفسره محل نحو خلقناه من قوله تعالى إنا كل شيء خلقناه بقدر بنصب كل فجملة خلقناه مفسرة للجملة المقدرة العامل فعلها في كل والتقدير إنا خلقنا كل شيء خلقناه فخلقناه المذكورة مفسرة لخلقناه المقدرة وتلك الجملة المقدرة في موضع رفع لأنها خبر ل إن فكذلك جملة خلقناه المذكورة تكون في موضع رفع لأنها بحسب ما تفسره ومن ذلك ما مثل به الشلوبين من قوله زيد الخبز يأكله فيأكله جملة واقعة في محل رفع لأنها مفسرة للجملة المحذوفة وهي يأكل العامل فعلها في الخبز النصب والمحذوفة في محل رفع على الخبرية لزيد والأصل زيد يأكل الخبز يأكله فكذلك المذكورة لها

65 محل بحسب ما تفسره واستدل على ذلك التحقيق بعضهم بقول الشاعر فمن نحن نؤمنه يبت وهو آمن ومن لا نجره يمس منا مروعا ووجه الدليل منه أن نؤمنه مفسر ل نؤمن قبل نحن محذوفا مجزوما بمن فظهر الجزم في الفعل المذكور وهو نؤمنه المفسر للفعل المحذوف والأصل من نؤمن نؤمنه فلما حذف نؤمن برز ضميره وانفصل وفي كل من أمثلة التحقيق نظر لأنها ترجع عند التحقيق إلى تفسير المفرد بالمفرد وهو تفسير الفعل بالفعل لا الجملة بالجملة بدليل ظهور الجزم في الفعل المفسر لأن جملة الاشتغال ليست من الجمل التي تسمى في الاصطلاح جملة تفسيرية وإن حصل بها التفسير كما قال المصنف في المغنى الجملة الخامسة مما لا محل له الواقعة جوابا للقسم سواء ذكر فعل القسم وحرفه أم الحرف فقط أم لم يذكرا نحو أقسم بالله لأفعلن

66 والثاني نحو إنك لمن المرسلين بعد قوله تعالى يس والقرآن الحكيم والثالث نحو قوله تعالى إن لكم لما تحكمون بعد قوله تعالى أم لكم أيمان علينا بالغة والأيمان جمع يمين بمعنى القسم ونحو وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس لأن أخذ الميثاق بمعنى الاستحلاف قيل ومن هنا أي من أجل أن الجملة الواقعة جواب القسم لا محل لها قال أحمد بن يحيى ولقبه ثعلب لا يجوز أن يقال زيد ليقومن على أن ليقومن خبر عن زيد لأن الجملة المخبر بها لها محل من الإعراب وجواب القسم لا محل له فيتنافيان ورد قول ثعلب والراد له ابن مالك قال في شرح التسهيل وقد ورد السماع بما منعه ثعلب من وقوع جملة جواب القسم خبرا واستشهد بقوله تعالى والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم فجملة لنبوئنهم جواب القسم وهي خبر الذين والجواب عما قال ابن مالك أن

67 التقدير والذين آمنوا وعملوا الصالحات أقسم بالله لنبوئنهم وكذا التقدير فيما أشبه ذلك من نحو قوله تعالى والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا فالخبر في الحقيقة هو مجموع جملة القسم المقدرة وهي أقسم بالله وجملة الجواب المذكورة وهي لنبوئنهم ولنهدينهم لا مجرد جملة الجواب فقط فلا يلزم التنافي إذ لا يلزم من عدم محلية الجزء عدم محلية الكل هذا تقدير كلامه هنا وقال في المغنى مسألة قال ثعلب لا تقع جملة القسم خبرا فقيل في تعليله لأن نحو لأفعلن لا محل له فإذا بنى على مبتدأ فقيل زيد ليفعلن صار له موضع وليس بشيء لأنه إن ما يقع وقوع الخبر جملة قسمية لا جملة هي جواب القسم ومراده أن القسم وجوابه لا يكونان خبرا إذ لا تنفك إحداهما عن الأخرى وجملة القسم والجواب يمكن أن يكون لهما محل كقولك قال زيد أقسم بالله لأفعلن وفي بعض النسخ تنبيه يحتمل قول همام بن غالب الفرزدق يخاطب ذئبا عرض له في سفره تعش فإن عاهدتني لا تخونني نكن مثل من يا ذئب يصطحبان كون جملة لا تخونني جوابا لعاهدتني فإنه بمنزلة القسم كقوله وهو الفرزدق أيضا أرى محرزا عاهدته ليوافقن فكان كمن أغريته بخلافي

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير