تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

161 الباب الرابع في الإشارات إلى عبارات محررة مهذبة منقحة مستوفاة للمقصود موجزة من الإيجاز وهو تجريد المعنى من غير رعاية للفظ الأصل بلفظ يسير ولم يقل مختصرة لأن الاختصار تجريد اللفظ اليسير من اللفظ الكثير مع بقاء المعنى وليس مرادا هنا ينبغي لك أيها المعرب أن تقول في نحو ضرب بضم أوله وكسر ما قبل آخره من قولك ضرب زيد ضرب فعل ماض لتبين نوع الفعل لم يسم فاعله لتبين أنه لم يبق على صيغته الأصلية أو تقول فعل ماض مبني للمفعول لو جازة هاتين العبارتين ولا تقل مع قولك فعل ماض مبني لما أي لشيء لم يسم فاعله لما فيه أي لما في هذا التعبير بمعنى العبارة من التطويل والخفاء أما التطويل فلأن هذه العبارة سبع كلمات والعبارتان السابقتان دون ذلك وأما الخفاء فلإبهام ما وقعت عليه ما المجرورة باللام وفي كلتا العبارتين السابقتين نظر أما الأولى فلأنها تصدق على الفعل الذي لا فاعل له نحو قلما إنه فعل ماض لم يسم فاعله مع أنه ليس مرادا وأما الثانية فلأن المفعول حيث أطلق انصرف إلى المفعول به لأنه أكثر المفاعيل دورا في الكلام كما قاله المصنف في المغنى فلا يشمل المسند إلى المجرور والظرف

162 والمصدر ينبغي لك أن تقول في نحو زيد المسند إليه الفعل المبني للمفعول نائب عن الفاعل لجلائه ووجازته ولا تقل مفعول لما لم يسم فاعله لخفائه وطوله كما يؤخذ مما تقدم وصدقه بالجر أي ولصدق هذا القول على المفعول الثاني مثل درهما من نحو أعطي زيد درهما فيصدق على درهما في هذا المثال أنه مفعول لما لم يسم فاعله مع أنه ليس مرادا ومن ثم سماه المتقدمون خبر ما لم يسم فاعله وينبغي لك أن تقول في قد حرف لتقليل زمن الماضي وتقريبه من الحال وتقليل حدث المضارع وتحقيق حدثيهما وتقدمت أمثلة ذلك في بحث قد وأن تقول في لن من نحو لن أقوم حرف نفي واستقبال ولا يقتضي تأكيد النفي على الأصح خلافا للزمخشري في كشافه ولا تأييده خلافا له في أنموذجه فلن أقوم يحتمل أنك تريد لا تقوم أبدا وأنك لا تقوم في بعض أزمنة المستقبل وأن تقول في لم من نحو لم يقم حرف جزم لنفي المضارع وقلبه ماضيا

163 وأن تقول في أما المفتوحة الهمزة المشددة الميم من نحو فأما اليتيم فلا تقهر الآية حرف شرط وتفصيل وتوكيد ومن نحو أما زيد فمنطلق حرف شرط وتوكيد بدون تفصيل وأن تقول في أن المفتوحة الهمزة الساكنة النون من نحو أن تقوم حرف مصدري ينصب المضارع ويخلصه للاستقبال وأن تقول في الفاء التي بعد الشرط من نحو وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير الفاء رابطة لجواب الشرط بالشرط ولا تقل جواب الشرط كما يقولون كالحوفي وغيره لأن الجواب في الحقيقة إنما هو الجملة بأسرها يعني الفاء ومدخولها لا الفاء وحدها وفيه تجوز لأن الفاء لا مدخل لها في الجواب وإنما جيء بها لربط الجواب بالشرط كما قال قبل التعليل والجواب عن القائلين بأن الفاء جواب الشرط أنه على حذف مضاف والتقدير حرف جواب الشرط أولا حذف فيكون مجازا علاقته المجاورة من إطلاق أحد المتجاورين وهو الجواب على مجاوره وهو الفاء وأن تقول في نحو زيد بالجر من جلست أمام زيد زيد مخفوض بالإضافة أي بإضافة أمام إليه أو بالمضاف ولا تقل مخفوض بالظرف وهو أمام لأن المقتضي للخفض إنما هي الإضافة لاكون المضاف ظرفا بخصوصه بدليل أن المضاف قد يأتي غير ظرف كأن يكون اسم ذات أو اسم معنى نحو غلام زيد وإكرام عمرو وفي

164 بعض النسخ إنما هو المضاف من حيث أنه مضاف وهو متعين لأن الأصح أن العامل في المضاف إليه إنما هو المضاف لا الإضافة وأن تقول في الفاء من نحو إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر الفاء فاء السببية ولا تقل فاء العطف لأنه لا يجوز على رأي أو لا يحسن على آخر عطف الطلب وهو قسم من الإنشاء على الخبر المقابل للإنشاء فلو جعلنا الفاء عاطفة صل على إنا أعطيناك الكوثر لزم عطف الإنشاء على الخبر ولا العكس أي عطف الخبر على الإنشاء وهو مسألة خلاف منع من ذلك البيانيون لما بينهما من التنافي وعدم التناسب وأجازه الصفار وقال المرادي في شرح التسهيل أجاز سيبويه التخالف في تعاطف الجملتين بالخبر والاستفهام فأجاز هذا زيد ومن عمرو انتهى وأن تقول في الواو العاطفة من نحو جاء زيد وعمرو الواو حرف لمجرد الجمع بين المتعاطفين قال المصنف في المغني لا تقل للجمع المطلق انتهى لأنها

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير