تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

(ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها , وغرابيب سود , ومن الناس والدواب والانعام مختلف ألوانه كذلك انما يخشي الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور) (فاطر:28,27).

كذلك يستشهد أصحاب هذا الموقف المعتدل بمطالبة القرآن الكريم للانسان في ـ تشديد واضح ـ بالنظر في كل ما خلق الله , وهذه أوامره صريحة جلية نختار منها قول الحق (تبارك وتعالي):

(قل انظروا ماذا في السموات والأرض) (يونس:101)

(أو لم ينظروا في ملكوت السموات والأرض وما خلق الله من شئ) (الأعراف:185)

(قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق) (العنكبوت:20)

(وفي الأرض آيات للموقنين وفي أنفسكم أفلا تبصرون) (الذاريات:21,20)

(أفلا ينظرون إلي الابل كيف خلقت , وإلي السماء , كيف رفعت , وإلي الجبال كيف نصبت , وإلي الأرض كيف سطحت) (الغاشية 17 ـ 20).

وينتصر أصحاب هذا الموقف المعتدل لموقفهم بما ينعاه القرآن علي الغافلين في التفكير في آيات السماوات والأرض في كثير من آياته التي منها قول الحق (تبارك وتعالي):

(وكأي من آية في السموات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون) (يوسف:105)

ووصفه لهؤلاء الغافلين بأنهم كالأنعام بل هم أضل , وتقديره بأن جزاءهم جهنم عقابا لهم علي اهمالهم نعم الله التي أنعم بها عليهم , وذلك في مثل قول الله (تعالي):

(ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس , لهم قلوب لا يفقهون بها , ولهم أعين لا يبصرون بها , ولهم اذان لا يسمعون بها , أولئك كالانعام بل هم أضل , أولئك هم الغافلون) (الأعراف:129).

ويستشهدون علي ضرورة توظيف المعارف العلمية المتاحة لفهم دلالة الآيات الكونية في كتاب الله بربط القرآن دوما بين الايمان بالله والنظر فيما خلق الله , من مثل قوله (تعالي):

(ان في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة , وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون) (البقرة:164)

وقوله (عز من قائل):

(إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب , الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلي جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار)

(آل عمران:191,190).

وقوله (سبحانه وتعالي):

(وكذلك نري ابراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين) (الأنعام:75).

وقوله:

(لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون) (غافر:57)

ويستشهد المنادون بضرورة توظيف المعارف العلمية في تفسير الآيات الكونية في كتاب الله بالإشارة إلي أن القرآن الكريم ـ في استعراضه لامور الكون ـ يتناول كليات الأشياء , تاركا التفاصيل لاجتهاد الانسان , ولكنه في نفس الوقت ينبه باستمرار الي جوانب مهمة في أشياء مثل الكم والكيف وهما من أسس العلوم التجريبية , الكم الذي يتعلق بالحجم والكتلة وبالزمان والمكان , وبدرجات النمو والاندثار وغيرها يتمثل في كثير من الآيات القرآنية التي نختار منها قول الحق (تبارك وتعالي):

(وكل شئ عنده بمقدار) (الرعد:5)

وقوله (سبحانه):

(قد جعل الله لكل شئ قدرا) (الطلاق:3)

وقوله (عز من قائل):

(إنا كل شئ خلقناه بقدر) (القمر:49)

وقوله (تعالي):

(وخلق كل شئ فقدره تقديرا) (الفرقان:2)

وقوله (سبحانه وتعالي):

(وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض .. ) (المؤمنون:18).

وبخصوص الكيف بمعني هيئة الاشياء وتركيبها ومسبباتها , ومجري الظواهر الكونية وحدوثها والسنن الالهية وجريانها , فان القرآن يشدد التنبيه عليها في مواضع كثيرة منها قول الله (تعالي):

(فانظر إلي آثار رحمة الله كيف يحيي الأرض بعد موتها) (الروم:50)

وقوله (سبحانه):

(ألم تر الي ربك كيف مد الظل , ولو شاء لجعله ساكنا , ثم جعلنا الشمس عليه دليلا ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا) (الفرقان:46,45).

وقوله عز من قائل:

(أفلم ينظروا إلي السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها ومالها من فروج .. ) (ق:6)

وقوله (تعالي):

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير