ومما سبق نصل إلى أنَّ الرأي الأجلى والأقوى برجحان أدلته هو أن: "جلاها" تعني: أضاءها. وبذلك فهو المعنى الذي من الأجدر والأولى أن نتمسك به، وبالتالي فلا بدَّ أنَّ اكتشافات علوم الفلك في فضاء الأرض وآفاق الكون ستجلّي لنا أنَّ هذا المعنى هو الذي يتدثَّر بالحقِّ.
حسناً، لماذا لا نريح المسلمين من الاختلافات في تفسير الآية؟ .. فهل فعلاً أن النهار يضيء الشمس ذات النور بإعطائِها نورا يجليها بالنسبةِ للناظرين إليها من الأرض وجوِّ السماءِ؟ .. كيف يتم ذلك؟ .. وما الأدّلةُ؟
وبناء على ما سلف فإنَّ افتراضاتي تصطفُّ في تأييد أنَّ "جلاها" تعني: أضاءها.
ـ[عطية زاهدة]ــــــــ[20 - 09 - 2006, 09:34 م]ـ
أين الإعجاز في "والنهار إذا جلاها"؟
قبل أن نعرف مقاصد الآية في الإعجاز لا بد من تحديد مفهومين:
مفهوم النهار في الآية هو الضياء المالئ للسماء والآفاق، هو حيز سماوي منير.
مفهوم التجلية في الآية: وجود ضياء ذي ابيضاض أمام قرص الشمس وحوله مباشرة مكتسَب من ضياء النهار المتولد في مصابيح السماء الدنيا – أي في الأيونوسفير بطريقة تولد الأورورات.
في الآية وجهان للإعجاز:
(1) جُلُّ النهار ليس ضوءاً قادما من الشمس.
وهذا بخلاف النظرة العلمية التي تعتبر أن المصدر هو الشمس. وما أراه استخراجا من الآية هو أن ضوء النهار المنساب المنفرش في السماء diffuse skylight وخاصة من فوق الستراتوسفير stratosphere هو في جُلِّه على حساب أنوار تتولد في الأيونوسفير بنفس طريقة توليد الأفجار القطبية auroras ، وليس على حساب البعثرة والتشتت scattering ، وإن كان التشتت يلعب دورا دون ذلك.
(2) النهار يجلي الشمس: الضياء المستقبل على الأرض من قرص الشمس ليس كله قادما من جسم الشمس، أي إنَّ النهار يكسب الشمس ضياء يجليها علاوة على ضحاها القادم من جرمها وأغلفتها. وما أراه استخراجا من الآية هو أن الضوء المستقبل على الأرض مباشرة من قرص الشمس beam radiation هو في جزء منه ليس قادما من الشمس نفسها، بل إن هذا الجزء متولد أصلا في الأيونوسفير بطريقة تولُّد الأورورات، ومتجمع في وضع ما يعرف باسم: "الإكليل الأوروريّ" auroral corona أو auroral radiant point فيبدو كأنه قادم من الشمس نظرا لتواقع التجمع في وجه الشمس نفسها وذلك بالنسبة للناظرين من سطح الأرض وحتى ارتفاع آلاف الكيلومترات: "ذلك تقدير العزيز العليم".
تجلية فكرة إعجاز الآية "والنهار إذا جلاها" باختصار:
جُلُّ ضياء النهار المنساب في السماء ليس على حساب البعثرة لضوء قادم من جسم الشمس البعيد عنا نحو 150 مليون كيلومتر، بل متولد فوقنا في الأيونوسفير: "والنهار إذا تجلّى"، وقسم من هذا الضوء المتولد في الأيونوسفير بطريقة تولُّدِ الأفجار القطبية "الأورورات" يتجمع في إكليل أوروري، وهذا الإكليل الأوروريُّ يبدو للناظرين إلى الشمس واقعا أمامَها كأنه متراكب في قرصِها فيؤلِّقها ويجلّيها. وأبسط دليل على أن النهار المتولد في الأيونوسفير بطريقة تولُّد الأفجار القطبية يُكسب الشمسَ تجليةً هو أن منظر الشمس من القمر ذو انكدار وكُمدة dullness ـ وأما من الأرض فيبدو قرصها متألِّقا متجلّيا في تلألؤ وسطوع – فمن أين اكتسبت الشمس هذه التجلية التي تفتقر إليها من القمر؟
على كل حال فالفرضيات التالية تحاول أن تحل هذا اللغزَ:
1 - جزء رئيس من الضوء النهاري المنساب في السماء يأتي من نشاطات أورورية تجري عالميا فوق كل خطوط العرض.
2 - من خلال التعاون والتنسيق بين الأيونوسفير وبين الماغنيتوسفير، بما فيه من أحزمة فان ألن، فإن الأيونسفير نفسَه يقوم بدور مصباح لاصف على مستوى الكرة الأرضية.
3 - الشمس كما تظهر من الأرض تشتمل على نقطة تشعُّعٍ أوروريةٍ مع إكليلها الأوروريِّ المرافق كامل التطور.
4 - باعتبار الشمس جسما مشعا أسود فإن الضوء الابتدائي القادم منها نفسها بأطيافه السينية وأطيافه فوق النفسجية يلعب دوراً رئيساً في توفير الطاقة المشغّلة للنشاطات الأورورية فوق كل خطوط العرض النهارية.
تأييد من الآيتين: "والشمس وضحاها. والقمر إذا تلاها"
يقول الله سبحانه: "والشمس وضحاها. والقمر إذا تلاها. والنهار إذا جلاها".
فكيف تؤيد هاتان الآيتان أن للشمس ضياء يزيده النهار تألقا يجليه؟. .
¥