تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وما إن وصلنا حتى امتلأت الأباريق والصحون بالمياه، وتفرق الناس زرافات ووحدانا يتوضؤن لأول مرة في حياتهم، فيغسلون عن أيديهم ووجوههم غبرات الكفر، يعلمهم الدعاة المصاحبون للقافلة كيفية الوضوء. وأثناء ذلك؛شق نداء: الله أكبر سماء المنطقة،ليحق الحق ويزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقا.

ثم أقيمت الصلاة ورصت الصفوف على الحصر والتراب،مستظلة بظل الشجرة الذي خرقته أشعة الشمس من كل جانب.

وأديت في القرية أول صلاة .. وردد في جنباتها صوت الحق .. الله أكبر.

أول صلاة في القرية

لقطات من وسط الأحداث

• استقبال أهل القرية

الاستقبال الحافل لأهل القرية لوفد القافلة أشعرنا بتقصيرنا

وعدم بذل ما يكفي من الجهد لإيصال الدعوة إلى هؤلاء

وغيرهم ممن يعيش في الأدغال.

.لقد شعرنا وكأنهم ينتظروننا منذ زمن .. وبالفعل لقد كانوا ينتظرون ... ولازال هناك الكثير غيرهم ينتظرون .. فهل ياترى سيطول انتظارهم؟؟؟ سؤال يجيب عليه المنفقون في سبيل الله.

كيف أسلم الأمير

كلمات الأمير التي قالها فور نزولنا من السيارة ستظل

تتردد في قلوبنا وعقولنا ملقية عبئا ثقيلا على كواهلنا ..

ألا وهو عبء تبليغ الرسالة لأهل هذه المناطق البعيدة

التي ترزح تحت وطأة الكفر والشرك والجهل.

أترككم مع كلمات الأمير:

((كنت أحب الإسلام والمسلمين،ولكني كنت مترددا ولست متأكدا؛ لكن الآن وقد جئتم (يقصد العرب) فإني أشهدكم أني آمنت بالله وحده، وهلموا معي إلى بيتي لتحطيم الصنم الذي أعبده))

• تحطيم الصنم

لم تمر علينا لحظات تحطيم الصنم مرور الكرام ..

فقد استوقفتنا تلك اللحظات طويلا، وكانت مثار نقاش

بيننا في طريق العودة. إنها شاهد على عظمة هذا الدين.

فأي قوة تلك التي تجعل الإنسان بمجرد إعلانه الشهادتين .. تنقلب موازينه ومشاعره ويتبدل قلبه .. فتجعله ينقلب على إلهه الذي عبده سنين طوال فيحطمه في غمضة عين .. !!

لقد أجابنا الأمير على ذلك .. دون أن يشعر!

فقد كان يردد حين تحطيم الصنم .. الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر ..

• خذوا ولدي!!

موقف آخر من هذا الأمير- الذي نسأل الله أن يثبتنا وإياه على الحق- جعلنا ننظر إليه بنظرة إجلال وإكبار ..

فقد كان يطلب منا ونحن في طريق العودة من بيته بعد تحطيم الصنم طلبا أسعدنا كثيرا وكشف لنا حقيقة هذا الرجل وصدق تمكن الإسلام في قلبه والله حسيبه ..

لقد قال:

((خذوا ولدي إلى حيث شئتم .. علموه .. واجعلوا منه داعية.لا تعيدوه إلا وقد تعلم الإسلام ليأتي ويعلم أبناء القرية))

أترك للقارئ الكريم استنباط ما يشاء من معاني.!!

في الطريق لأداء الصلاة

امتلأ الطريق الترابي الذي يفصل القرية عن المدرسة

-التي اخترناها لأداء الصلاة فيها- بجموع الناس رجالا

ونساء، شيوخا وشبانا وأطفالا. وكأن هذه القرية قد ولدت على الإسلام وكان أكثر ما أثر فينا هو ذلك الحماس، وذلك البشر الذين ارتسما على تلك السحنات السمراء، وهي تتوجه لأداء الركن الثاني من أركان الإسلام بعد أن وفقها الله في الركن الأول.

• قصة الطفل والصليب

من بين تلك الجموع، وأثناء استعدادنا لصلاة الظهر

لفت انتباهنا أحد الأطفال والذي يبلغ السادسة من

العمر تقريبا، يرتدي قميصا صغيرا مفتوحا

يكشف عن صدره الذي تدلى عليه

صليب معدني صغير ربط بخيط التف حول رقبته

وقد جاء الطفل لأداء الصلاة مع أهل القرية،

وعندما طلبنا منه فك الصليب وإزالته لم يستطع قطع

الخيط فحاول مجموعة من الأطفال فك الخيط دون أن

يستطيعوا فقد كان خيطا مفتولا وقويا

وبينما هو يحاول فك العقدة

إذ لمحه الأمير فأقبل إلينا ليشرح لنا أن هذا المعلق على رقبته دواء يشفيه من مرض كان يصيبه دائما، وان علينا ألا نفكه حتى لا يمرض الطفل ..

فأخبرناه أنه لا يزيده إلا وهنا على وهن وأنه لا خير فيه فتركنا وقد بدا عليه الاقتناع.

تعجبنا كثيرا من جهود النصارى ..

وإصرارهم على نشر أباطيلهم حتى وصلوا بها

إلى تلك المناطق النائية

كنيسة بدائية في إحدى القرى التي مررنا بها

، وتعجبنا كيف يلبسون

على الناس ويوهمونهم أن تعليق الصليب شفاء من المرض!

ولكن الله أكبر .. وهو الذي وعد بظهور دينه

على سائر الأديان وما هذه القرية ودخولها في الإسلام -عن بكرة أبيها -إلا دليل على صدق وعد الله سبحانه وتعالى.

• الله في قلبي

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير