تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومنها، أيضا، وهو يتعلق بعلم التجويد ابتداء، المد اللازم في مثل قوله تعالى: (الحاقة)، فألف المد ساكنة، وهي متبوعة بحرف مشدد، (والحرف المشدد في حقيقته حرفان: ساكن ومتحرك)، فكأن ألف المد الساكنة أتبعت بقاف ساكنة، فقاف متحركة، فيكون أصل الكلمة: الحاققة، بتوالي ساكنين، فجيء بالمد اللازم، لتلافي هذا الأمر، ويأتي مزيد بيان لذلك، إن شاء الله، عند الكلام على أحكام المدود، والله أعلم.

ثم بدأ الناظم، رحمه الله، في سرد أحكام الميم الساكنة، فقال:

أحكامها ثلاثة لمن ضبط ******* "إخفاء" "إدغام" و "إظهار" فقط

وسبقت الإشارة إلى معنى: الإخفاء والإدغام والإظهار، عند الكلام على أحكام النون الساكنة، وما قيل هناك يقال هنا، وإن اختلفت حروف الأحكام في الميم الساكنة، عنها في النون الساكنة، فحروف الإخفاء، في حالة النون الساكنة، على سبيل المثال: 15 حرفا، وفي حالة الميم الساكنة: حرف واحد فقط، كما سيأتي إن شاء الله.

ومن الإجمال إلى التفصيل:

فـ "الأول": الإخفاء عند الباء ******* وسمه الشفوي للقراء.

وسبقت الإشارة إليه، عند الكلام على الإقلاب، في أحكام النون الساكنة، فالإقلاب، يؤول في حقيقته إلى الإخفاء الشفوي، لأن قلب النون الساكنة، إذا جاء بعدها باء، إلى ميم ساكنة يعني: حصول صورة الإخفاء الشفوي، تماما كما لو أتت الميم الساكنة ابتداء، وجاء بعدها باء، فالميم في الصورة الأولى منقلبة غير أصلية، وفي الثانية أصلية، والله أعلم.

ويكون هذا الإخفاء الشفوي، مصاحبا بالغنة، لأن للميم غنة، وإن كانت أخف من غنة النون، كما سبقت الإشارة إلى ذلك في أكثر من موضع، سواء كان:

سكونها متأصلا، كما في:

قوله تعالى: (يعتصم بالله)

وقوله تعالى: (يوم هم بارزون)

أو عارضا نحو:

قوله تعالى: (بأعلم بالشاكرين (

وقوله تعالى: (أعلم بالظالمين)، في قراءة أبي عمرو ويعقوب.

وهذا هو المختار الذي عليه جمهور أهل الأداء. وذهب جماعة إلى إظهارها عندها إظهارا تاما، أي: من غير غنة، (فلا غنة في الإظهار كما سبقت الإشارة إلى ذلك)، والعمل على الأول. منحة ذي الجلال، ص68_69.

ووجه هذا الإخفاء: هو أن الميم والباء حرفان متجانسان، بمعنى:

أن مخرجهما واحد، فكلاهما شفوي.

وصفاتهما مختلفة:

فالباء على سبيل المثال مقلقلة، لأنها من حروف: (قطب جد)، بينما الميم لا تقلقل.

والباء شديدة، لأنها من حروف: (أجد قط بكت)، والميم متوسطة بين الرخاوة والشدة، لأنها من حروف: (لن عمر)

والغنة من صفات الميم، والباء لا غنة لها.

فناسب تجانسهما الإخفاء، دون:

الإظهار، لأنه يحسن عند التباعد الكامل بين الحرفين.

والإدغام، لأنه يحسن عند التقارب الكامل بين الحرفين، كالمتماثلين، ويأتي الكلام عنهما، عند الكلام على الإدغام الصغير.

والله أعلى وأعلم.

يتبع إن شاء الله

ـ[مهاجر]ــــــــ[14 - 10 - 2006, 03:24 ص]ـ

بسم الله

السلام عليكم

ثم شرع الناظم، رحمه الله، في بيان الحكم الثاني، وهو الإدغام، فقال:

والثان: إدغام بمثلها أتى ******* وسم "إدغاما صغيرا" يا فتى.

فالحكم الثاني من أحكام الميم الساكنة هو: الإدغام الصغير أو: "إدغام المثلين"، وقد يطلق عليه كلا الوصفين فيقال: "إدغام المثلين الصغير".

وهو يحصل في حالة واحدة، وهي: أن تتبع الميم الساكنة بميم متحركة، أو أي حرف ساكن بنفس الحرف متحركا، كما في:

قوله تعالى: (أم من أسس)

وقوله تعالى: (خلق لكم ما في الأرض)

ووجه تسميته بـ: "المثلين"، أنه لا يحصل إلا عند التقاء ميم بميم مثلها، أو أي حرف بمثيله، كما سيأتي عند الكلام على المتماثلين إن شاء الله.

ووجه تسميته بـ: "الصغير"، أن الميم الأولى ساكنة، والثانية متحركة، خلاف ما إذا كانت الأولى متحركة، والثانية ساكنة، فيسمى المثلان بـ: "الكبير"

أو كانا متحركين، فيسمى المثلان بـ: "المطلق"، والله أعلم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير