تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وبطبيعة الحال يكون هذا الإدغام بغنة، لأن الحرف المدغم له غنة، والحرف المدغم فيه له غنة، أيضا، فاجتمعت له الغنة من جهتين، وقد يقال هنا: بأن الغنة هي غنة المدغم فيه، أي الميم الثانية، وهي المتحركة، كما قيل في إدغام النون الساكنة في نون مثلها، والله أعلم.

وأما الفتى: فهو من يتأتى منه العلم، وأصله الشاب من حين بلوغه خمس عشرة سنة إلى أن يبلغ ثلاثين سنة. بتصرف من منحة ذي الجلال ص69_70.

ثم ذكر الناظم، رحمه الله، الحكم الأخير وهو: الإظهار، فقال:

والثالث: "الإظهار" في البقية ******* من أحرف وسمها: "شفوية".

وبقية الحروف، وهي: 26 حرفا، إذا أتت بعد الميم الساكنة، أظهرت الميم الساكنة بلا غنة، وذلك نحو:

قوله تعالى: (أنعمت)، فالميم الساكنة متبوعة بتاء متحركة، في كلمة واحدة.

وقوله تعالى: (تمسون)، فالميم الساكنة متبوعة بسين متحركة، في كلمة واحدة.

وقوله تعالى: (لعلكم تتقون)، فالميم الساكنة متبوعة بتاء متحركة، في كلمتين.

وقوله تعالى: (مثلهم كمثل)، فالميم الساكنة متبوعة بكاف متحركة، في كلمتين.

ووجه تسميته: الإظهار الشفوي:

تمييزه عن الإظهار "الحقيقي"، أو "الحلقي"، وهو الإظهار، في حالة النون الساكنة، وسمي بذلك لكون حروفه كلها، حلقية، كما سبقت الإشارة إلى ذلك.

والإظهار المطلق، الذي اصطلح على إطلاقه إذا ما أتت النون الساكنة وأحد حروف الإدغام في نفس الكلمة، فلا يدغمهما القارئ، خلاف ما قد يبدو للوهلة الأولى، لأن الإدغام لا يكون إلا من كلمتين، ومن ذلك:

قوله تعالى: (صنوان وغير صنوان)، وسبقت الإشارة إلى ذلك تفصيلا ولله الحمد.

وأما الإظهار هنا فقد سمي: "شفويا"، نسبة إلى مخرج الميم المظهرة، وهو الشفتان، كما قد علم، والله أعلم.

وأخيرا نبه الناظم، رحمه الله، إلى خطأ يقع فيه بعض القراء فقال:

واحذر لدى "واو" و "فا" أن تختفي ******* لقربها والاتحاد فاعرف

فعلة الإخفاء الشفوي، كما تقدم، هو التجانس بين الميم والباء فمخرجهما واحد، وقد يسبب هذا بعض اللبس لبعض القراء، لأن الواو، أيضا تشترك مع الميم في المخرج، فكلاهما شفوي، وعليه فإن القياس يقتضي الإخفاء عند الواو، في مثل قوله تعالى: (وهم فيها)، ومما يزيد اللبس أن اللسان قد ينساق بسهولة وراء هذا الإخفاء، لموافقته لشروط الإخفاء الشفوي القياسية، ولكن الحكم، كما سبق، للرواية لا القياس إذا ما تعارضا، فتظهر الميم الساكنة إذا جاء بعدها واو، والله أعلم.

وكذا الأمر بالنسبة للفاء، وإن كان الخطب فيها أهون، لأن مخرجها لا يماثل مخرج الميم، ولكنه يقترب منه بدرجة كبيرة، فالميم، كما تقدم شفوية، والفاء مخرجها من بطن الشفة السفلى وأطراف الثنايا العليا، فلمخرجها متعلق بالشفتين، وإن كان مقتصرا على الشفة السفلى دون العليا، فالحرفان متقاربان، لتقاربهما في المخرج واختلافهما في الصفات، فتظهر الميم الساكنة إذا أتى بعدها فاء، والله أعلم.

فائدة:

في البيت: لف ونشر غير مرتب، لأن الناظم أتى بـ "الواو" أولا، ثم "الفاء" ثانيا في الشطر الأول من البيت، ثم عكس في الشطر الثاني، وبين سبب هذا اللبس في حالة "الفاء" أولا وهو: تقارب المخارج، وبعده ذكر السبب في حالة "الواو" وهو: اتحاد المخرج، ولو كان اللف والنشر مرتبين، لذكر العلة عند "الواو" أولا ثم "الفاء" مراعاة لسياق الشطر الأول من البيت، وقد جاء كلا النوعين: اللف والنشر المرتب وغير المرتب في التنزيل:

فمن المرتب، وهو الأصل، قوله تعالى: (مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع)، فقابل كل صنف بنظيره مع التزام الترتيب، فأتى بالأعمى ثم الأصم، ثم ذكر نقيض الأعمى وهو البصير ثم نقيض الأصم وهو السميع.

ومن غير المرتب، وهو الفرع، قوله تعالى: (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه، فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون، وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون)، فأتى أولا بأصحاب الوجوه البيض ثم أتبعهم بأصحاب الوجوه السود، ولما فرع بـ "أما"، ذكر الآخرين أولا والأولين ثانيا.

والله أعلى وأعلم.

يتبع إن شاء الله

ـ[مهاجر]ــــــــ[16 - 10 - 2006, 04:14 ص]ـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير