تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

بسم الله

السلام عليكم

ثم شرع الناظم، رحمه الله، في بيان أحكام "أل" ولام الفعل فقال:

للام "أل" حالان قبل الأحرف ******* أولاهما: إظهارها فليعرف

فهذا نوع جديد من الإظهار، وسبق لنا:

الإظهار الحلقي، وهو من أحكام النون الساكنة، إن أتى بعدها حرف من حروف الحلق، كما تقدم بيان ذلك تفصيلا ولله الحمد.

والإظهار المطلق، وهو من أحكام النون الساكنة، إن اجتمعت مع حرف من حروف الإدغام في كلمة واحدة، كقوله تعالى: (صنوان)، فالنون الساكنة متبوعة بواو، والواو من حروف الإدغام، ومع ذلك أظهرت النون، لأنه يشترط في الإدغام، كما تقدم، أن يكون من كلمتين، كلمة فيها النون الساكنة، وكلمة فيها حرف الإدغام.

والإظهار الشفوي، وهو من أحكام الميم الساكنة، وسبقت الإشارة إليه تفصيلا، ولله الحمد.

وهذا الإظهار الرابع، وهو إظهار لام أل إن جاء بعدها حرف من حروف: (ابغ حجك وخف عقيمه)

وبداية مع تعريف لام "أل": فهي لام ساكنة زائدة على بنية الكلمة، مسبوقة بهمزة وصل، مفتوحة، عند البدء بها، سواء صح تجريد الكلمة من اللام أم لم يصح.

وقيد: مسبوقة بهمزة وصل، قيد مهم جدا، فهي مسبوقة بهمزة وصل، لا همزة قطع، لأن:

همزة الوصل ليست من بنية الكلمة، بل هي همزة زائدة، تثبت في أول الكلام، وتسقط في وسطه، فلا اعتبار لها في النطق إذا جاءت في وسط الكلام، وأما إذا ابتدئ الكلام بحرف ساكن، فإنها تأتي قبله، والسبب في ذلك، كما يقول أحد المشايخ الكرام، عندنا في مصر، ويدعى الشيخ سيد أبو زيد، حفظه الله، وهو من المتخصصين في اللغة الإنجليزية:

أن العرب تستقبح البدء بساكن لثقل ذلك على لسان المتكلم، فعلى سبيل المثال:

لفظ "اخرج"، أوله ساكن، وهو الخاء، فأتي بهمزة الوصل لتفادي البدء بساكن، مع ملاحظة أن حركة همزة الوصل تكون مماثلة لحركة الحرف قبل الأخير من مضارع الفعل الذي تأتي في أوله، فالفعل "خرج"، مضارعه: يخرج، فقبل آخره مضموم، وعليه يبدأ في الأمر بألف وصل مضمومة، وأما في الفعل "ضرب"، فالمضارع منه "يضرب"، فقبل آخره مكسور، وعليه يبدأ في الأمر بألف وصل مكسورة، وهكذا.

وهذا، كما يقول الشيخ، حفظه الله، من لطائف اللغة العربية، فالبدء بساكن أمر يستثقله اللسان، ويظهر هذا جليا في النطق ببعض الكلمات الإنجليزية ككلمة: ( street) ، على سبيل المثال، وهي تعني بالعربية: طريق، كما هو معلوم، فإن الناطق بها يحرص على تسكين أولها ويركز على ذلك تركيزا شديدا، فيه نوع مشقة، ليخرج اللفظ صحيحا من جهة النطق الموافق لنطق أصحاب اللسان الإنجليزي الأصيل، والله أعلم.

وأما همزة القطع: فهي همزة أصلية، لا تسقط أبدا، لأنها من بنية الكلمة الأصلية، كالهمزة في الفعل: "سأل"، والفعل: "أكل"، والفعل: "أمر" ................ الخ.

وظاهر كلام الناظم، رحمه الله، أنه يعتبر اللام فقط، دون همزة القطع، هي أداة التعريف في الكلمات التي تأتي في أولها، وهي مسألة اختلف النحاة فيها:

فمن قائل بأن "أل"، بأكملها، هي أداة التعريف، فتكون همزة الوصل داخلة فيها.

ومن قائل بأن أداة التعريف اللام فقط بدليل سقوط همزة الوصل عند وصل الكلام، وإلى هذا الخلاف أشار الحريري، رحمه الله، في ملحة الإعراب، بقوله:

وآلة التعريف "أل" فمن يرد ******* تعريف كبد مبهم قال "الكبد"

وقال قوم إنها اللام فقط ******* إذ ألف الوصل متى تدرج سقط

وجاء بعده ابن مالك، رحمه الله، فأشار إلى نفس الخلاف في ألفيته الشهيرة، بقوله:

أل حرف تعريف، أو اللام فقط ******* فنمط عرفت قل فيه: النمط.

ومن اعتبر "أل" بأكملها، كالخليل بن أحمد، رحمه الله، قال بأن الهمزة فيها: همزة قطع، واحتج لذلك بأنها مفتوحة، والأصل في همزة القطع أن تكون مكسورة، كقولك: ليقم الغلام، ولا تفتح ولا تضم إلا لعارض، وليس هنا عارض يقتضي ضمها أو فتحها، وأما استعمالها كهمزة وصل عند النطق، رغم أنها همزة قطع، فهو من باب التسهيل في النطق لكثرة استعمال هذا اللفظ.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير