ـ[نسيبة]ــــــــ[11 - 12 - 2006, 03:39 م]ـ
داء العُجب
حين غاب الثقات، و انتشر أصحاب النقائص و العورات ظن الأعمش أنه حادّ البصر،
و تصوّر الغراب أن نعيقه يُطرب، و تفاخر الأعرج بسرعة مشيه .. فشى فيهم جميعا ...
داء العُجب
حين استغرق القومَ مشاهدة النعم و عميت بصائرهم عن المُنعِم، و شغلوا أنفسهم بالخلق عن الخالق، و غاب عنهم أنه ما أنعم عليهم إلا ليدلّهم على نفسه، و ما شملهم بفضله إلا ليسلكوا طريق شكره، ظهر فيهم ...
داء العُجب
حين أصبح أطباء القلوب عملة نادرة عمّ الوباء، وكثُر الهلكى و صار أكثر الناس إصابة بهذا الداء أكثرهم غفلة عنه، و أبعدهم عنه أكثرهم خوفا منه، أهلك الناس ... داء العُجب
حين أراد إبليس أن يؤَمّن مستقبل الإفساد، و أن يكون له وريث شرعي، و أنيس يملأ النار عليه أنسا، لم يجد بغيته كما وجدها في من استشرى فيهم ..
داء العُجب
حين عبر الإنسان قنطرة الكسل، فأدى ما افترضه ربه عليه، لجأ الشيطان إلى محاولة الإفساد الأخيرة، فنصب فخّا يبغي به نسف ما سلف، و نثر على وجه هذا الفخ بذور .. داء العُجب
خالد أحمد أبو شادي
ـ[نسيبة]ــــــــ[15 - 12 - 2006, 04:44 م]ـ
تركة يعقوب و تركة أبنائه
شخّص أعراضَ المرضِ الذي أدى إلى موت القلب الطبيبُ الشرعيُّ المؤمن ابن القيم الجوزية فكتب في تقريره معددا آثار الذنوب:
"قلة التوفيق و فساد الرأي،و خفاء الحق،و فساد القلب،و خمول الذكر، و إضاعة الوقت، و نفرة الخلق، و الوحشة بين العبد و بين ربه، و منع إجابة الدعاء، و قسوة القلب،و محق البركة في الرزق و العمر،وحرمان العلم، و لباس الذل،و إهانة العدو، وضيق الصدر، و الابتلاء بقرناء السوء الذين يفسدون القلب و يضيعون الوقت، و طول الهم و الغم، و ضنك المعيشة، و كسف البال: تتولد من المعصية و الغفلة كما يتولد الزرع عن الماء، و الإحراق عن النار، و أضداد هذه تتولد عن الطاعة "
و فوق هذه الأعراض تبقى كراهة اللقاء و خشية الحساب و خوف العقاب.
لهذا اسمعها عالية من ابن الجوزي لعلك لا تسمعها من غيره: إياك و الذنوب، فلو لم يكن فيها إلا كراهة اللقاء كفى عقوبة.
أطيب الأشياء عند يعقوب: رؤية يوسف عليهما السلام. و أصعبها عند إخوته: لقاؤه.
واسأل نفسك بعدها: أي تركة ورثت؟ تركة يعقوب أم تركة أبنائه؟؟
خالد أحمد أبو شادي
-بتصرف يسير-
ـ[نسيبة]ــــــــ[18 - 12 - 2006, 10:44 م]ـ
الخوف من عاقبة المعصية
غاب الهدهد عن سليمان ساعة فتواعده ...
فيا غائبا عنّا طول عمرك، أما تحذر غضبنا؟
خالَفَ موسى الخضر في طريق الصحبة ثلاث مرات، فحلّ عقد الوصل بكف (هذا فراقُ بَيْنِي وَ بَيْنِك)
أَمَا تخافُ يا من لم يَفِ لنا قَطُّ أن نقول في بعض زَلاَّتِك: (هذا فراقُ بَيْنِي وَ بَيْنِك)؟
أبو الفرج ابن الجوزي
ـ[نسيبة]ــــــــ[27 - 12 - 2006, 12:17 ص]ـ
كن يقظا
اشتر نفسك اليوم، فإن السوق قائمة و الثمن موجود و البضائع رخيصة، سيأتي على تلك السوق و البضائع يوم لا تصل فيه إلى قليل ولا كثير.
ابن القيم رحمه الله
ـ[نسيبة]ــــــــ[04 - 01 - 2007, 03:31 م]ـ
حسد مباح
لما تنافس المتسابقون بالخيرات في كسب الحسنات و علو الدرجات كان الحسد في حقهم من المباحات قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:
(لا حسد إلافي اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل و أطراف النهار و رجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل و أطراف النهار) متفق عليه
ـ[نسيبة]ــــــــ[10 - 01 - 2007, 12:36 ص]ـ
لا تُسَوّفْ
فليلهَجْ لسانُك في شوق: "وعجلتُ إليكَ ربِّ لترضى" دون تسويف أو تردّد، فقطار التوبة ربما مضى إلى غير عودة، فاحذر من (سوف) كل الحذر فإنها المهلكة، و ما مثال المسوّف إلا مثال من احتاج إلى قلع شجرة فرآها قوية لا تنقلع إلا بمشقة شديدة، فقال أؤخرها سنةً ثُم أعود إليها، وهو لا يعلم أن الشجرة كلما بقيت ازداد رسوخها، و هو كلما طال عمره ازداد ضعفه، حتى يذهب عمره سُدًى فيخرج من الدنيا خاوي الوفاض بادي الحسرات. قال الله تعالى "وكان أمره فُرُطًا"
خالد أحمد أبو شادي
ـ[نسيبة]ــــــــ[17 - 01 - 2007, 11:03 م]ـ
احذر النسّافات
أي التي تنسف العمل و تبعثر الأجر، و المحصلة عناء بغيرجزاء و تعب بغير ثواب!
قال النبي عليه الصلاة والسلام: "لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا، فيجعلها الله عز وجل هباء منثورا. أما إنهم إخوانكم، ومن جلدتكم، ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها".
هل عرفت إذًا ما هي النسافات؟ إنها ذنوب الخلوات، لا تُبقي طاعة للإنسان ولا حسنة في الميزان إلا نسفتها، و إذا كان العدل أن توافق السريرة العلانية، والجَور أن تكون السريرة أخبث من العلانية، فإن الفضل أن تكون السريرة أفضل من العلانية.
خالد أحمد أبو شادي
¥