وطلقت أخرى ظلما، لزيارة أخ لها في الرضاع، لم يقتنع زوجها بهذه الأخوة!!.
تقول أخت: يغار عليَ زوجي من الأهل، والأرحام، حتى من الأبناء!!.
وكم من بيت نقضت أركانه، فتهاوى لمكيدة الآباء والأمهات، والأبناء، والبنات، والإخوة وزوجات الإخوة، والضرائر، وحتى الأخوات، وغيرهم؟؟!!.
ناهيك عن غيرة الكثيرمن النساء على الأزواج، يتزوج الرجل، فإذا بزوجه المصون تغار عليه من أمه، وأخته، بل من جنس النساء.
ومنهن من تعتبر السيارة بمثابة الضرة لها، كذلك الأصحاب، والعمل، والهواية، والقراءة، والكتابة، والدعوة، لأنها تعتبر أن كل ذلك يشغله عنها، ويصرفه عن حقها.
تقول أخت: بالكاد أرى أنا وأبنائي زوجي، غارق في عمله، فهل الحياة الزوجية والأبوة ـ مادة فقط ـ أين الجانب الروحي فيها؟. وتقول أخرى: بالكاد ينفق زوجي على أهل بيته، يقتر عليهم تقتيرا، أما الغرباء والأصحاب، فينفق عليهم بغير حساب، فمن الأوْلى؟؟.
وتقول أخرى: إذا حان موعد عودة زوجي إلى البيت، كان الجميع في حالة استنفار، بسبب الرعب القادم!
ضرب، شتم، تحقير، تأنيب، وعبوس، لا يجرؤ أحد أن ينبس ببنت شفه!.
أما مع الغير، فيتعامل معهم بحسن خلق، " طيب، ولطف، وبشاشة "، نحسدهم عليها!! فمن الأوْلى؟
وهذا ما يعاني منه كثير من الأزواج أيضا، ويقولون من الأولى؟؟
يقول أحد هم: - تتفانى كثير من النساء في أداء العمل إن كانت موظفة،. وأما حق الزوج، والبيت، والأبناء، فتعده أمرا ثانويا في قائمة اهتماماتها، ناهيك عن الشكوى والتذمر والتسخط. فمن الأوْلى؟؟
ويقول آخر: - منهن من تتزين للعمل، للصديقات، للشارع، للأسواق، إلا للزوج ... فلا!! فمن الأوْلى؟؟
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (خير النساء التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ولا مالها بما يكره) صحيح الجامع 3208 – الصحيحة 1838.
فإن ذكَرها الزوج بمخالفتها الشرعية، أو أنكرعليها، أو منعها، اتهمته بالتسلط والتخلف، أوالغيرة من تفوقها، أو بالخيانة، وتحوَل قلبه عنها.
وقد تتسع دائرة الخلاف، لتنهار لبنة من لبنات المجتمع، والضحية للأسف هم " الأبناء ".
ينبغي على كلا الزوجين أن يزن الأمور بميزان التقوى، والمودة، والرحمة، فيما بينهما، فيراعي كل منهما مشاعر شريكه، ويعرف حقَه عليه، ويسارع إلى تهيئة أسباب الراحة، والسعادة، والطمأنينة، والهدوء النفسي، وتحقيق الرغبات لديه، ما دامت في طاعة الله تبارك وتعالى.
وألاَ ينصرف كل منهما بمشاغله عن أهل بيته، فينمو الشعور بالإهمال والحرمان، والحزن، والقلق، ويؤجج نيران الغيرة، والشك في القلوب.
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألم أخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل؟ فقلت بلى يا رسول الله، قال صم وأفطر، وقم ونم فإن لجسدك عليك حقا، وإن لعينيك حقا وإن لزوجك عليك حقا، وفي رواية [وإن لزورك عليك حقا] وإن بحسبك أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام، فإن لك بكل حسنة عشرأمثالها، فإذن ذلك صيام الدهر كله،) قال: إني أجد قوة، قال: (فصم صيام نبي الله داود، ولا تزد عليه، نصف الدهر) فكان عبدالله بن عمر رضي الله عنهما يقول بعدما كبر: [يا ليتني قبلت رخصة رسول الله صلى الله عليه وسلم]. متفق عليه. صحيح الجامع 7942.
لقد كانت الغيرة موجودة، في بيت النبوة، بين نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم، ها هي السيدة أم سلمة رضي الله عنها، لما انقضت عدتها من أبي سلمة رضي الله عنه، أرسل إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبها، فقالت إن لي بنتا وأنا امرأة غيور، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أما إبنتها فندعو الله أن يغنيها عنها، وأدعو الله ان يذهب بالغيرة) رواه مسلم 3/ 918.
وكانت السيدة عائشة رضي الله عنها من أحب نساء رسول الله إليه، وأشدهن غيرة عليه، لكنها لم تمنعه بحبها له حقا منحه الله تعالى إياه أو شرعا أدَاه.
ولقد أهدته إحدى زوجاته صلى الله عليه وسلم إناء به طعام في يوم عائشة رضي الله عنهن فألقته فكسرته، فقال صلى الله عليه وسلم: (طعام بطعام، وإناء بإناء) صحيح الجامع 3911.
¥