وفي رواية: (طعام كطعامها وإناء كإنائها) صحيح الجامع 3912.
وقد قالت رضي الله عنها: (ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجه رضي الله عنها، وما رأيتها قط، ولكن كان يكثر ذكرها، وربما ذبح الشاة ثمَ يقطعها أعضاء ثمَ يبعثها في صدائق خديجة، فربما قلت له، كأن لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة، فيقول: إنها كانت وكانت، وكان لي منها ولد) متفق عليه. وفي رواية قالت رضي الله عنها: فأغضبته يوما، فقلت: خديجة؟ فقال إني رزقت حبها) مختصر صحيح مسلم 1672.
وعنها أيضا رضي الله عنها قالت: (استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعرف استأذان خديجة، فارتاح لذلك، فقال: " اللهم هالة بنت خويلد "، فغرت. فقلت: ما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين، هلكت في الدهر فأبدلك الله خيرا منها) مختصر مسلم 1674.
قال شيخنا الألباني يرحمه الله تعالى في التعليق على الحديث: زاد أحمد في رواية: (قالت: فتمعر وجهه تمعرا ما كنت أراه إلا عند نزول الوحي، أو عند المخيلة، حتى ينظر أرحمة أم عذاب) وإسناده على شرط مسلم.
وفي رواية أخرى له قال: (ما أبدلني الله عز وجل خيرا منها، قد آمنت بي إذ كفر بي الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزفني الله عز وجل منها ولدها إذ حرمني أولاد النساء).
وفي رواية أخرى له وللطبراني ذكرها الحافظ في الفتح (7/ 107) من طريق نجيح عنها بلفظ: (فغضب حتى قلت: والذي بعثك بالحق لا أذكرها بعد هذا إلا بخير) انتهى. مختصر صحيح مسلم صفحة: 445 - الحاشية -
وعنها رضي الله عنها أنها قالت: قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: حسبك من صفية كذا وكذا، [قال بعض الرواة تعني قصيرة] فقال صلى الله عليه وسلم: (لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته) صحيح الجامع 5140. ــ الله أكبر ــ كلمة قصيرة، لو مزجت بماء البحر لمزجته، فكيف بكلام كثير من الناس في زماننا هذا، وما الذي سيمزجه؟؟ رحماك ربي.
أما لنا في حسن عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعشرته، وتوجيهه، وفي خلق أمهات المؤمنين والصحب الكرام رضي الله عنهم أجمعين أسوة حسنة؟؟.
أخي في الله ... أختاه:- قال صلى الله عليه وسلم: (ما تحابَ رجلان في الله إلا كان أحبهما إلى الله عز وجل إشدهما حبا لصاحبه) الصحيحة 450.
و قال صلى الله عليه وسلم: (ما تحاب إثنان في الله. إلا كان أفضلهما أشدهما حبا لصاحبه) صحيح الجامع 5594.
إنها دعوة إلى ــ سباق – سباق محبة في الله عز وجل، لننال محبته سبحانه، سباق إلى الأفضل، سباق إلى سعادة الدارين: الدنيا والآخرة. مع من نحبهم في الله، وبالذات مع الأزواج، لأن الغيرة فيهم، وعليهم أشد. ما أجمل أن يجمع بين الزوجين حب في الله، إلى جانب المودة والرحمة.
إنها سعادة الدنيا بالتوافق، والإنسجام، وراحة النفس، والطمأنينة والقناعة، والرضا والتسليم لأمره. والمسابقة إلى الخيرات بإذنه، وتقديم محبة الله ورسوله على الأهواء والشهوات، واغتنام الأوقات سويا في الطاعات، فذلك خير من ضياعه هدرا بالمشاكل والخلافات.
وسعادة الآخرة:- لقوله تعالى: - (إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون) يس 55 - - 56.
إن المحبة فضل من الله تعالى يؤتيه من يشاء، والقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء،
قد تتحول بكثرة المشاكل، والصدَ، والعناد، والعتاب، والبعد عن المنهج الرباني الذي ارتضاه سبحانه،
مما يحمل أصحاب هذه القلوب على البحث عن المودة، والرحمة، والراحة، ليسكنوا إليها.
فلنتق الله في أنفسنا ... فلنتق الله في أزواجنا ... فلنتق الله في أبناءنا ... ولنتق الله فيمن نحب!!
نعم نغار ... نغار عليهم من نسمة هواء تؤذيهم، ومن أي عمل يرديهم!!.
نعم نغار ... لكن ليس بالقدر الذي يجعلنا كالطوق حول أعناقهم، يتمنون زواله!!
نعم نغار ... لكن لا ينبغي أن نمنعهم حقا منحهم الله تعالى إياه، بل نرضى ونسلم لقضاه!!.
¥