قلت: إن لباب الإسفراييني فتح لى آفاقا جديدة عن النحو في بلاد فارس، فانعقدت نيتي أن تكون رسالتي في الدكتوراه عن النحو في هذه المنطقة ..
وقد وجدت بعد البحث أن النحو في العراق وفارس قد درس حتى نهاية القرن الرابع فقد وجدت دراسات عن مثل سيبويه والأخفش والمازني والجرمي والمبرد والكسائي والفراء وابن السراج والزجاج وأبي علي الفارسي وابن جني وثعلب وابن الأنباري وغيرهم من البصريين والكوفيين .. فأردت أن تبدأ دراستي متناولة الدراسات النحوية من بداية القرن الخامس حتى نهاية القرن السابع ..
وجدت في هذه الحقبة دراسات نحوية كثيرة وقسمتها بحسب مناهجها الفنية في التأليف، ولما كانت كتب التفسير في هذه المدة فيها الكثير من المسائل النحوية خصصت لها بابا فجاءت أبواب الرسالة بعد المقدمة والتمهيد على النحو الآتي:
التفاسير ذات الاتجاه النحوي: درست فيه البسيط للواحدي والكشاف للزمخشري والتفسير الكبير للفخر الرازي وأنوار التنزيل للبيضاوي حيث بينت اهتمام الواحدي باستقصاء المسائل النحوية عند البصريين والكوفيين وميله للبصرة دون تعصب واعتماده على أبي علي والزجاج من البصريين وعلى الفراء وابن الأنباري من الكوفيين، كما بينت ملامح النحو البلاغي في الكشاف للزمخشري، والميل نحو إدخال المنطق في الدراسة النحوية عند الرازي، ومنهج الاصطفاء والتهذيب لدى البيضاوي ..
والباب الثاني جاء عن الكتب النحوية الوجيزة (المختصرات) حيث درست المقدمة الضريرية للقهندزي أستاذ الواحدي ذي الاتجاه الكوفي ومختصرات الإمام عبد القاهر (العوامل المائة والجمل والتتمة) ومصباح المطرزي وأنموذج الزمخشري، ولب الألباب للإسفراييني، ولب البيضاوي ..
والباب الثالث جاء عن الكتب النحوية الوسيطة، فدرست الهادي للشادي للميداني تلميذ الواحدي، والمفصل للزمخشري والأحاجي له أيضا، والقسم النحوي من مفتاح العلوم للسكاكي، واللباب للإسفراييني ..
والباب الرابع جاء عن الكتب البسيطة (الشروح) فدرست المقتصد في شرح الإيضاح للإمام عبد القاهر الجرجاني، وحواشي المفصل للزمخشري، وضوء المصباح للإسفراييني، والإقليد في شرح المفصل للجندي والمقاليد في شرح المصباح للجندي أيضا
والباب الخامس كان لتقويم هذه الدراسات حيث بينت الاتجاهات النحوية فيها وطريقة التأليف وأدلة الاحتجاج من سماع وقياس وعلل وبيان التأثير والتأثر وأخذ اللاحق عن السابق، وقد تبين أن الإمام عبد القاهر كان أكثرهم تأثيرا فقد تأثر به الزمخشري والمطرزي والسكاكي والإسفراييني والجندي .. وتبين اتجاهان في طريقة التأليف: الأول توزيع الموضوعات النحوية بحسب تعلقها بأقسام الكلمة الاسم والفعل والحرف، والثاني توزيع الموضوعات النحوية بحسب تعلقها بالعامل والمعمول والعمل ..
وللحديث بقية
ـ[أبو طارق]ــــــــ[10 - 11 - 2006, 09:12 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك وفي علمك وخلقك
ننتظر باقي الحديث بشغف.
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[10 - 11 - 2006, 09:42 م]ـ
رائع.
ننتظر بقية الحديث يا أبا محمد.
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[26 - 11 - 2006, 04:38 م]ـ
نعم ننتظر
ـ[معالي]ــــــــ[26 - 11 - 2006, 04:43 م]ـ
كلنا ينتظر ..
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[28 - 11 - 2006, 09:19 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
ومعذرة عن هذا الانقطاع فقد حال بيني وبين المواصلة دخول المشفى وقاكم الله وأهليكم الحاجة إليه ..
تعلمت من مشرفي في الماجستير فضيلة الدكتور محمد بن عبد الرحمن المفدى حفظه الله الحرص على العبارة العلمية الدقيقة في الدراسة النحوية، والدقة في التوثيق من المراجع والمصادر، وتعلمت من مشرفي في الدكتوراه فضيلة الشيخ الأزهري توفيق سبع رحمه الله الحرص على خلو العبارة من الأخطاء الشائعة ووشي الدراسة النحوية بعبارات أدبية بدون الإخلال بالدقة العلمية، وفي المناقشة دافع الشيخ الأزهري رحمه الله عما اختلفت فيه مع الدكتور محمد إبراهيم البنا أحد المناقشين دفاعا لا أنساه له فجزاه الله عني خير الجزاء، وكان الدكتور البنا يرى أن هذه الكتب التي درستها لا تعد دراسات نحوية، وإنما هي كتب نحوية تعليمية، وكنت وما زلت أرى أنها كانت دراسات نحوية وإن كانت تعليمية فلا تعارض بين كون الكتاب دراسة نحوية وكونه موضوعا للتعليم، ففي هذه الكتب من التحليل والتفسير والاستنباط الشيء الكثير وهذه الأمور هي قوام الدراسة النحوية، وقد أجحف عفا الله عنه في تقدير الرسالة فأعطاها ثمانين درجة من مائة، وأعطاها المناقش الآخر الدكتور المفدى حفظه الله خمسا وتسعين درجة وأعطاها المشرف مائة ففازت والحمد لله بمرتبة الشرف الأولى، واختيرت مؤخرا ضمن الرسائل التي تطبعها جامعة الإمام، وعندي الآن تجارب الطبع أصححها وأدعو الله عز وجل أن تخرج الرسالة قريبا للقراء.
وبمناسبة اختلافي مع الدكتور البنا فقد اختلفت مع دكتورين آخرين خارج نطاق مناقشة الرسائل، ولكل منهما حديث سأوافيكم به إن شاء الله قريبا.
¥