ـ[محمد ماهر]ــــــــ[04 - 11 - 2006, 09:24 م]ـ
أيها الإخوة ألكارم لدينا من النماذج في العصر الحديث أبطال بالعشرات بل المئات بل الآلاف، ما لو كان أي واحد منهم من مواطني إحدى الدول الغربية، لطبلوا ولزمروا، ولجعلوا منه رمزاً وطنياً ... لا أريد أن أقف عند الأسماء .. ولكن أذكر أبسط مثال وهو: ذلك الصبي الرجل الذي وقف أمام الدبابة ولم يتزحزح من مكانه .... أليس هذا موقفاً بطولياً لو كان عند تلك الأمم لا تخذوا منه بطلاً قومياً ... أم ذلك الصبي الذي كان يلاحق الصهيوني المدجج بالسلاح، أم يحيى عياش الذي دوخ الصهاينة لسنوات أم ... أم ... أم ... ولكنه يبدو لي أننا ألفنا البطولات فبدى لنا الأمر طبيعياً ... ولو أننا أبرزنا هذه البطولات لكان لذلك الأثر الفعال على أبنائنا وإخواننا ... فللإعلام دور كبير في إغفال هذه القضايا ... ألا ترون أن الجزيرة لم تتخل عن سامي الحاج ... وهي دائما تذكر به، وهذا يعطي بعداً للقضية مؤثراً ... فلو ذكرت القضايا الأخرى مثل تلك لكنا بخير كبير ...
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[04 - 11 - 2006, 10:05 م]ـ
إخواني الأفاضل الربيع الأول، مهاجر ولخالد ومحمد ماهر،
السلام عليكم ورحمة الله،
بداية أشكر الأخ الربيع على تغيير العنوان، وأجيب الأخ مهاجر أن كلمة تملأ كما رسمها صحيحة.
وأؤيد بقوة ما قال الأخ لخالد من أن المقلدين لا يتحلون بأية صفة حميدة من صفات هؤلاء الذين يقتدون بهم والذين لا يخلون من صفات إيجابية مثل تشي جيفارا الذي كافح الرأسمالية الأمريكية وفقا لمبادئه التي بقي وفيا لها حتى آخر يوم من أيامه، أو مانديلا الذي أسقط نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، والأمثلة كثيرة.
تقول العرب: أوفى من كلب! فحتى الكلب ـ أعزّكم الله ـ لا يخلو من صفات حميدة مثل الوفاء ومعاونة صاحبه! والحكمة ضالة المؤمن كما أوصينا!
لقد استقبلت مرة مجموعة من الطلاب العرب من الخليج العربي ضمن برنامج تبادل بين جامعتنا وجامعة فرنسية يدرسون فيها. بعضهم خليجيون، وبعضهم الآخر من الشام لكنهم نشؤوا في الخليج. وجميعهم من خريجي المدارس الأجنبية في المملكة العربية السعودية (المدرسة الأمريكية، الكوليج فراسيه ... ). إن أشد ما هالني في هؤلاء الشباب والشابات انحلالهم شكلا ومضمونا. أما الشكل، فكانوا يقلدون في لباسهم زنوج هارلم في نيويورك: سراويل عريضة تكاد تسقط من عليهم لتعريهم ... قمصان تكشف البطن والظهر ... وبعضهم صبغ شعره كليا، وآخر جزئيا ... وأما المضمون، فكانوا معجبين بالقشور فقط، دون الإفادة من الجواهر!
قلت لهم بعد أيام: هل تجدون طالبا بلجيكيا واحدا لابسا مثل ما تلبسون يا إخوة العرب؟! ألم تجدوا في الغرب غير مهمشي هارلم لتقلدوهم؟!
تغيروا آخر المطاف، ليس بفضل مني، بل لأنهم رأوا مئات الطلاب الأجانب يقبلون على دراسة اللغة العربية إقبالا غير طبيعي، ولأنهم رأوا أكثر من عشر فتيات بلجيكيات نصرانيات لبسن الحجاب تضامنا مع زميلاتهن المسلمات، وصمن طرفا من رمضان تضامنا معهن أيضا! استحت الفتيات الثلاث اللواتي كن في البعثة، واحتشمن في اليوم التالي، وبدأ بعض الشباب المائع يفكر، فتغير، وثابر بعضهم الآخر على ديدنه في تقليد سقط المتاع الغربي!
إنه غياب القدوة! فالقدوة موجودة، لكنها مغيبة اليوم بسبب الظروف التعيسة التي نمر فيها، والتي جعلت من نساء بيت حانون، ونساء العراق، ونساء جنوب لبنان الرجال الوحيدين في الأمة!
في العلم، لا يمكن لأحد أن يختزل مشكلة في سبب واحد، لكن أحد الأسباب الرئيسية لاستغراب شبابنا اليوم، يكمن في عدم اطلاع الأئمة والدعاة على أحوال الأمة، ودورهم الدعوي، بالتالي، شبه مغيب! وأمس قرأنا في الفصيح كلاما مفاده أن المشايخ يقولون إن التجمع حرام في الإسلام وإن علينا الاقتداء بالإمام! هذا الكلام بالضرورة صحيح في البلاد التي فيها إمام يحكم بشرع الله، وخاطئ في الكلام التي ليس فيها إمام يحكم بشرع الله، حيث على المسلمين أن يختاروا ما بين الحياة قطيعا تائها، أو جماعة متحدة لهذه الغاية، مهما كان اسم تلك الجماعة!
ويبقى السؤال قائما: كيف نجعل شبابنا يكتشفون القدوات العظيمة في تاريخنا، ويقتدون بها؟!
لا أدري، وهذا ما يمكن للنقاش ههنا أن يساعدنا في الوصول إليه، لكني أكاد أجزم أن أساليب الدعوة والإرشاد بحاجة إلى مراجعة جذرية!
شكر الله لكم،
عبدالرحمن.
ـ[الأحمدي]ــــــــ[04 - 11 - 2006, 11:09 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إعلامنا العربي يظهر القدوات بشكل سيء، فالملتزمون إرهابيون في عصرنا الحاضر، و من وقت لآخر تأتينا مسلسلات تاريخية تظهر القدوة على شكل فارس عربي، لكنه سكير عربيد.
و أحيانا يصورون شخصية إسلامية مشهورة، و يضفون عليها بعض "الجوانب الإنسانية" بزعمهم، كأن يجعلوه عاشقا متيما مثلا.
أو شخصية مقاومة للعدوان، لكن من منطلق قومي ضيق.
و من الجهة الأخرى، إعلامنا يمجد من لا يستحق التمجيد، كأهل الفن "الراقي"، و من جملته الرقص.
لو أن الآباء ملؤوا صدور أبنائهم بشيء حسن، قرآن مثلا، ما احتاجوا إلى تقليد شخصية ليملؤوا بها هذا الفراغ.
نسأل الله العفو و العافية
¥