ـ[معالي]ــــــــ[03 - 11 - 2006, 07:47 م]ـ
دكتور عبدالرحمن بارك الله فيك
بعيدًا عن البشت:)، لو حدثتنا عن رحلتك مع تعلم اللغات الخمس، ورغبتك في تعلم السادسة (التركية)، ولا شك أنها رحلة توقّد للهمة، وعزم على الإنجاز عجيب!
وشيء آخر:
اغترابك الطويل وفي دول أجنبية أوروبية، حتمًا، كان حافلا بالطرائف والمواقف الصعبة، والمؤثرة (كقصة صاحبكم الذي مات في شقته وما درى به أحد)، والكثير الكثير من المواقف التي تثير العجب (كقصة الشيخ الذي رفض تناول الخمر متعللا بأنه لايشرب وقت العمل)، ليتكم تحدثونا عن مثل هذا.
جزيتم خيرا.
ـ[نسيبة]ــــــــ[04 - 11 - 2006, 12:28 ص]ـ
أستاذنا عبد الرحمن السليمان: بارك الله لكم و نفع بكم
أستاذنا مغربي: جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[04 - 11 - 2006, 12:42 ص]ـ
الأستاذة الحصيفة معالي،
الأخ الغالي مغربي،
السلام عليكم ورحمة الله،
كنت أمس أترجم نصا معقدا فأحببت أثناء الاستراحة التواصل معكم علما أن الوقت كان متأخرا، فكانت دعابة مصدرها ما نتعلمه كل يوم أثناء التواصل مع الأهل في البلاد العربية المختلفة، لأن من فوائد الغربة أنها تعرفك بإخوان لك من جميع البلاد العربية، من جهة، ولأن التواصل على الإنترنت أزال كل الحواجز المتبقية مع الأهل في الوطن الكبير، من جهة أخرى. وتواصل كهذا لا يخلو من فوائد عظيمة ومواقف مؤثرة ونوادر طريفة!
وسأعود إلى طلب الأخت معالي سلمها الله، مذكرا أن اللغات نوعان: لغات ميتة (كالبابلية وغيرها) ولغات حية (كالإنكليزية وغيرها). وسأبدأ باللغات الميتة إن شاء الله، ثم اللغات الحية، ثم مواقف الاغتراب التي تركت في الذاكرة أثرا.
سلمكم الله.
عبدالرحمن.
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[04 - 11 - 2006, 12:56 ص]ـ
وأما قصتي مع اللغات الميتة، فقد بدأت منذ أيام المرحلة الابتدائية، حيث زرت ـ أثناء رحلة مدرسية ـ متحفا فيه نقوش أثرية، فأثارت الزيارة لدي فضولا لمعرفتها، وهكذا تيسر لي درسها فيما بعد. فدرست أولا اللغة اليونانية القديمة في جامعة أثينا بعد تعلمي اليونانية الحديثة لأنها لغة الدراسة فيها، فاللاتينية ثانيا، ثم عرجنا أثناء الدراسة على السانسكريتية (لغة الفيدا، وهي كتاب الهندوس المقدس) والأبستاقية، وهي الفارسية القديمة، لغة الأبستاق، كتاب المجوس المقدس الذي ينسب تأليفه إلى زرادشت.
وفي بلجيكا درست اللغات السامية فتعلمت الأكادية بلهجتيها البابلية والآشورية، والآرامية والفينيقية والأوغاريتية والحبشية والعبرية التي تخصصت فيها فيما بعد. وبعد التخرج درست سائر اللغات السامية من الكتب، وأهمها اللغة الإبلية لغة مملكة إبلا شرقي سورية، واللغة العربية القديمة، الحميرية. ثم درست أيضا من الكتب اللهجات الثمودية والصفوية واللحيانية التي تشكل صلة الوصل بين العربية الجنوبية والشمالية.
كما درست أثناء الدراسة الدراسة الجامعية أيضا لغات غير سامية هي السومرية ـ وهي أقدم لغات الأرض تدوينا ـ والحيثية، بالإضافة إلى أهم لغتين حاميتين وهما الأمازيغية (البربرية القديمة التي كانت تكتب بكتابة التفيناغ) والمصرية القديمة (التي كانت تكتب بالكتابة الهيروغليفية).
وللعلم أضيف أن تعلم اللغات الميتة ليس مثل تعلم اللغات الحية، لأن للغة الميتة بداية ونهاية. إن بعض اللغات الميتة مثل البابلية والحيثية والمصرية القديمة لغات صعبة نسبية بسبب أنظمة الكتابة المعتمدة فيها (المسمارية والهيروغليفية)، وكذلك بسبب غناها الأدبي النسبي، بعكس لغات مثل الفينيقية التي لم يحفظ لنا الدهر من أوابدها أكثر من عشر ورقات من النصوص أتت على شكل نقوش، فكان تعلمها سهلا وحفظ مفرداتها أسهل لقلة المادة. فدارس الفينيقية يتعلمها في أسبوع، ودارس البابلية أو المصرية القديمة يحتاج إلى عام كامل من أجل تعلم نظام الكتابة المسمارية أو الهيروغليفية، فتأمل.
¥