من جهة أخرى، اللغات السامية شبيهة جدا بالعربية، وهو ما يجعل تعلمها بالنسبة إلى العربي المتمكن من لغته أمرا سهلا للغاية. فتصريف الأفعال في الساميات مثل تصريف الأفعال في العربية تقريبا، وكذلك الأسماء وصيغ الجمع الخ. والكتابة الأبجدية هي ذاتها في أكثر الساميات. والنحو هو هو. والمتمكن من العربية يتعلم أية لغة سامية في أسابيع إن شاء ذلك. وليست قصة زيد بن ثابت رضي الله عنه ببعيدة عن الأذهان، حيث ورد أنه تعلم السريانية في أيام. وهذا ممكن جدا، وأنا مستعد لأن أعلم السريانية أو العبرية لأي واحد متمكن من العربية في عشرة أيام إذا كان ذا جلد، لأن العربية أساس الدراسات السامية. لماذا: لأن العربية تحتفظ بجميع صفات اللغات السامية مجتمعة وتزيدها بصيغ المجهول في الأفعال المشتقة، وهذا غير موجود في سواها. إذن: يجب على دارس اللغات السامية من العرب أن ينتبه إلى الفروق بينها وبين العربية فقط لأن سائر الأمور اللغوية متطابقة! ونحن إذا أخذنا الفرق بين حدة أذهان جيل الصحابة وبين بلادة جيلنا الكسلان ... ، فهمنا كيف تعلم زيد السريانية في أيام!
وأمثل لكم، كي يتضح الأمر، بالقانون الصوتي التالي:
كل كلمة عربية على وزن فَعْل (مثل عَبْد) تصبح في العبرية كما يلي:
عَبْدٌ تصبح في العبرية: ????? = عِبِد ebed، وفي السريانية: عَبدا.
كل كلمة عربية على وزن فِعْل (مثل سِفر) تصبح في العبرية كما يلي:
سِفْرٌ تصبح في العبرية: ????? = s?fer، وفي السريانية: سِفرا.
كل كلمة عربية على وزن فُعْل (مثل أذن) تصبح في العبرية كما يلي:
أُذْنٌ تصبح في العبرية: ???? = ? zen، وفي السريانية: أزنا (بضم الهمزة).
أما في البابلية فلا فرق بين هذه الكلمات ومقابلاتها العربية إلا في الإعراب. والإعراب في البابلية مثل الإعراب في العربية تماما، والفرق الوحيد بينهما هو أنه في البابلية بالميم وليس بالنون، أي بالتمميم وليس بالتنوين. مثال:
كلمة مشكين = مسكين:
الرفع: مُشكينٌ: mu?kin-um
النصب: مشكينً: mu?kin-am
الخفض: مشكينٍ: mu?kin-im
ولقد أهملت باقي الساميات الإعراب، مثل فعلت اللهجات العربية اليوم!
إذن: لا يحتاج دارس الساميات من العرب المتمكنين من نحو لغتهم أكثر من تعلم أنظمة الكتابة والقوانين الصوتية مثل القانون الصوتي أعلاه.
وللحديث تتمة إذا كان في العمر بقية.
سلمكم الله.
عبدالرحمن.
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[04 - 11 - 2006, 06:29 ص]ـ
بوركت أخي عبد الرحمن
ثم:
وأنا مستعد لأن أعلم السريانية أو العبرية لأي واحد متمكن من العربية في عشرة أيام إذا كان ذا جلد،
وأنا أول المسجلين في صفك
ضعني في قائمتك!!
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[04 - 11 - 2006, 08:55 ص]ـ
ما شاء الله، تبارك الله
كل هذه اللغات يا دكتور عبد الرحمن؟
أزعم أن من يعي مثل هذا العدد من اللغات سيملك مفتاح الأدب المقارن واللغة المقارنة، ومعهما علم التراكيب المقارن.
أما أنا فسجلني في الصف الأول لتعلم العبرية والتركية.
كان عندنا أيام الثانوية معلم فلسطيني وكان يتكلم معنا أحيانًا بالعبرية وكنا نحفظ بعض عباراته، وأذكر مما ذكره أنهم يقولون للبحر: بيت يمّ، وللكتاب: بيت سيفر، وللتفاح: تفافيح، ومن العبارات: التخنيس أفشلخا ان اعبدي شلي زي لو شلخا، وربما أنني لم أضبط الكلمات جيدًا، وكان يقول إن معناها: لا تتدخل فيما لا يعنيك.
أما البُشت - ويسميه الناس عندنا المِشْلَح - فوجدت أنها كلمة فارسية، بمعنى الظهر، وهي بلدة بنواحي خراسان، قيل سميت لأنها كانت كالظهر لنيسابور.
وفي المعرب والدخيل للتونجي أنها عباءة، من الفارسية بمعنى الظهر.
ـ[معالي]ــــــــ[04 - 11 - 2006, 01:24 م]ـ
ما شاء الله، تبارك الله!
دعني أنتقي من هذه اللغات ما أودّ تعلمه!:)
وربما وافقتُ أستاذيّ الشبل ومغربي فيما انتقيا!:)
تبارك الله.
ـ[وهج الحياة]ــــــــ[04 - 11 - 2006, 03:53 م]ـ
ما شاء الله .. تبارك الله ..
بقدر لغات المرء يكثر نفعه=فتلك له عند الملمات أعوان
فأقبل على درس اللغات وحفظها=فكل لسان في الحقيقة إنسان
وفق الله الدكتور لكل خير، ونفع به ...
ـ[محمد ماهر]ــــــــ[04 - 11 - 2006, 05:05 م]ـ
أما البُشت - ويسميه الناس عندنا المِشْلَح - فوجدت أنها كلمة فارسية، بمعنى الظهر، وهي بلدة بنواحي خراسان، قيل سميت لأنها كانت كالظهر لنيسابور.
وفي المعرب والدخيل للتونجي أنها عباءة، من الفارسية بمعنى الظهر.
أستاذي الافضل:
البَشْت في الفارسية بالباء المهموسة المثلثة والتي تقابل: p في الإنكليزية: هي الظهر.
أما المعنى الذي قصده الدكتور عبد الرحمن والتي تستخدم في بلاد الشام، فهي:
بُوْشْتْ، بالباء المهموسة المثلثة والتي تقابل: p في الإنكليزية: بمعنى المخنث. وهي فارسية تستعمل في العثمانية، ودخلت إلى بلاد الشام عن طريق الدولة العثمانية.
والله أعلم.
¥