تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكلما ازدادَ حفظكَ للقرآنِ بقلبِكَ كلما عَمُرت مبانيهِ، هناك تجدُ ما تضعُ فيه علمكَ.

واعلم أنَّ حفظَ القرآنِ ومراجعته من أعظمِ أسبابِ قوةِ الحفظِ، والحفظُ كالفهمِ ينشطانِ بالمرانِ، فإذا اجتمعا مع قيامِ الليلِ تكونُ بذلكَ جمعتَ معهما كمالَ العبوديةِ التي هي أمُّ الفتوحاتِ.

[10] ماءُ زمزم:

جعله اللهُ سبباً، لكن لا كالأسبابِ، بل هو السببُ العُجاب!!

قال النبي صلى الله عليه وسلم: < ماء زمزم لما شُرِبَ له>

فقل لي بالله عليكَ، هل رأيتَ سبباً يُعملُ به- فيما دون الاعتداء - كلُّ شيء؟

إن شربتَه للحفظِ حفظتَ، وللفهمِ فهمتَ، وللشفاءِ شُفيتَ، فهو مع الإيمانِ كدعوةٍ من النبي صلى اللهُ عليه وسلمَ موعدُ إجابتِها قد حانَ.

[11] الحجامةُ:

ثبتَ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّها تقوي الحفظَ والفهمَ، وكذلك هي طاردة للخمول وكثرة النوم وهذه أمورٌ يحتاجها طلبةُ العلمِ مثلك فاختر لها الخميس أو الاثنين إذا وافق السابع عشر أو التاسع عشر أو الحادي والعشرين من الشهر.

[12] الدعاءُ:

سلاحُ المؤمنِ لجلبِ كل مرغوبٍ ودفعِ كلِّ مرهوبٍ، فأكثر منه، فإنَّ الله يحبُ منكَ أن تسأله كلَّ ما تحتاج إليه، فإذا أردت حفظَ كتابٍ أو فهمَه فاسأل اللهَ ذلكَ فإنَّ الله يستحيي أن يردَّ يدي عبده خائبتين، وقد وعدَ بالإجابةِ لمن شاءفقالَ: ((ادعوني أستجب لكم)) وهو الربُّ الخلاقُ العليمُ.

[13] الصيامُ:

وهو الجُنةُ الواقيةُ كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: < الصيام جُنة>، يقيكَ اللهُ به من الشيطانِ الرجيمِ ووساوسِهِ، ومن كثرةِ مخالطةِ الناسِ للمؤاكلةِ والمجالسةِ.

وقد (قالَ بعضُ السلفِ: استعينوا على طلبِ العلمِ بالصيامِ).

[14] الاعتكافُ:

وهو السببُ الذي تعبرُ به من كتابٍ إلى كتابٍ في وقتٍ قصيرٍ، وتحفظُ سمعكَ وبصركَ فتسلمَ من كثرةِ التفكيرِ، فإذا خلوتَ باللهِ في بيتٍ من بيوتِ اللهِ فلا تنس أنَّ طلبَ العلمِ من ذكرِ اللهِ.

[15] الأذكار:

تأييدٌ من خالقكَ، وقوةٌ في بدنكَ، ونشاطٌ في همتكَ، وحرزٌ من الشيطانِ، قال اللهُ تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئةً فاثبتوا واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون))

وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:< ألا أدلكما على ما هو خيرٌ لكما من خادمٍ؟ إذا أويتما إلى فراشكما، تسبحانِ اللهَ ثلاثاً وثلاثين، وتحمدانِ اللهَ ثلاثاً وثلاثين، وتكبرانِ اللهَ ثلاثاً وثلاثين، فهو خيرٌ لكما من خادمٍ>

(وكان شيخ الإسلام ابن تيميةَ رحمه اللهُ يذكرُ الله حتى ترتفعَ الشمس ويقولُ هذه قعدتي لو لم أقعدها لخارت قواي)، فالزم الأذكار تلزمك رعايةُ الجبَّار.

[16] الوعودُ الإلهيةِ:

وهي من مفاتيحِ الفضلِ العظيمِ، وهي كثيرةٌ في القرآنِ والسنةِ، فاستعن بها على استدرارِ فضلِ اللهِ، منها قوله صلى الله عليه وسلم: كمن ترك صحبة السيئين لله، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: ، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم لمن قال له: إذن اجعل لك صلاتي كلها فقالَ: وفواتُ علمٍ أو حفظٍ أو فهمٍ مصيبةٌ فلا تنس هذه المفاتيح.

[17] الرحمةُ ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn1)):

قال تعالى: ((فوجدا عبداً من عبادنا ءاتينه رحمة منا وعلمنه من لدنا علما) قال فيها العلامة ابن سعدي رحمه الله: (أعطاه اللهرحمة خاصة بها زاد عِلمُهُ وحَسُنَ عَمَلُهُ)، وقال الله عز وجل: ((الرحمن * علم القرآن) وفي الحديث:< الراحمون يرحمهم الرحمن >

ومن رحمته بهم أن يوفقهم للأسباب التي يرحمهم بها ومن أعظمها العلم، (قال العلامة ابن القيم رحمه الله في نونيته:

واجعل لقلبك مقلتين كلاهما$

بالحق في ذا الخلق ناظرتانِ

فانظر بعين الحكم وارحمهم بها

إذ لا تُردُّ مشيئة الدَّيانِ

وانظر بعين الأمرِ واحملهم على

أحكامِه فَهُمَا إذاً نظرانِ

واجعل لوجهكَ مقلتين كلاهما

مِن خشيةِ الرحمنِ باكيتانِ

لو شاء ربك كنت أيضاً مثلهم

فالقلب بين أصابع الرحمنِ)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير