تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ما في المقام لذي لبٍّ وذي أدبِ من راحةٍ فدع الأوطان واغتربِ

سافر تجد عوضاً عمن تفارقه وانصب فإن لذيذ العيش في النصبِ

إني رأيت وقوفَ الماءِ يفسده إن ساح طاب وإن لم يَجر لم يطبِ).

العملُ والدعوةُ:

قال تعالى: ((والعصر* إنَّ الإنسان لفي خُسر* إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)) وفيها المسائل الأربع التي ذكرها الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله: وهي وجوب العلم والعمل به والدعوة إليه والصبر على الأذى فيه،مع الحذر من أن تدعو للعلمِ بلسانكَ، وتخالفه بأركانكَ، فيجمعُ اللهُ في جهنَّمَ أركانكَ ولسانَكَ، فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ أنزلَ علينا العلم لنعملَ به أولاً، ثم نعلِّمه ثانياً، فإن أضعت أولاً، قامت عليك الحجة بثانياً، ثم إنَّ مَن عملَ بما علمَ أورثَه اللهُ علمَ ما لم يعلمْ، وقالوا: (العلمُ يهتف بالعملَ فإن أجابَهُ وإلا ارتحلَ).

التقنياتُ الحديثةُ:

التي ألانَ اللهُ لنا بها طُرُقَ الطلبِ، فيا ليت شعري من المغتنم، فأنت قادرٌ على حملِ مئات الدروسِ والكتبِ في جوالِكَ، وملاقاةِ من بَعُدَ من المشايخِ بجهازكَ، والاستماعِ لدروسِ مشائخنا رحم الله أمواتهم وحفظ أحيائهم بمسجلِكَ، فاملأ أوقاتك التي لا تستطيع الحفظ فيها ولا القراءة بالاستماع.

المتابعةُ:

في الحديث ، وقد كان السلف يتحاشون نقض نيتهم، فهذا الإمام أحمد لما أردا طلب الحديث عن عبدالرزاق بن همام الصنعاني في اليمن هو و يحيى بن معين، فوجدوه في مكة قال يحيى: فقلت لأحمد قد قرَّب الله خطانا، ووفَّر علينا النفقة، وأراحنا من مسيرةِ شهرٍ، فقال أحمد: إني نويت ببغداد أن أسمع من عبد الرزاق بصنعاء، والله لا غيرت نيتي، فحذارِ أن تنقض نيتك الحسنة، فإن هذا من تلاعبِ الشيطان، وتابعْ حفظكَ بمذكرةٍ، تكتبُ فيها ما ستحفظُ وما حفظتَ، وما ستراجعُ وما راجعتَ، ولا تتخبطْ في المتونِ، كمُعَايِدِ القَريتين، تشقُّ وترقعُ، وتصلُ وتقطعُ، ولْينطبقْ عليكَ قولُ القائلِ:

(مَن لي بمثلِ مشيكَ المُعَجَّلِ

تمشي رويداً وتَجي في الأولِ)

واعلم أنَّ (تثبيتَ الموجودِ أولى مِن تحصيلِ المفقودِ).

الكتابة:

من أقوى أسباب الحفظ على الإطلاق، يجتمع فيها مع الفكر السمع والبصر، فاكتب فإنَّه أدعى للحفظِ، وقد كان بعضُ الأئمة يستعين بها على الحفظِ (قال الإمام يحيى بن معين رحمه الله: كتبت بيدي ألفَ ألفِ حديثٍ.قال الذهبي: يعني بالمُكرر، ألا تراه يقول: لو لم نكتب الحديث خمسين مرةً ما عرفناه)، ومن فوائدِ الكتابةِ تقييد الفوائد لكي لا تنساها، وهو ما يسمى بضبط السطر، وخيرٌ منه ضبطُ الصدرِ، (قال الإمام الشافعي في الأول:

العلم صيدٌ والكتابةُ قيدُهُ قيِّد صيودكَ بالحبالِ الواثقه

فمِن الحماقةِ أن تصيدَ غزالةً وتتْركها بين الخلائقِ طالقه).

الاقتصاد في المطعم:

ومن الأسباب الاقتصاد في المَطعَمِ، وهو أخو الفطنةِ، إن وُجدَ ثبتَ وجودها،فكما أن النبي صلى الله عليه وسلم استعاذ من الجوع، فإنه قد قال:< ما حمَلَ آدميٌّ وعاءاً شرٌ من بطنه، بحسب ابن آدم لقيماتٍ يقمنَ صلبهُ، فإن كان ولا بد فثلثٌ لطعامه، وثلثٌ لشرابه، وثلثٌ لنفسه > فجعل مقدار الطعام والشراب سواء.

(قال الإمام الشافعي رحمه الله وقد أكثرت عنه:

ثلاثٌ هنَّ مهلكةُ الأنامِ وداعيةُ الصحيحِ إلى السقامِ

دوامُ مدامةٍ ودوامُ وطءٍ وإدخالُ الطعام على الطعامِ)

فليكن طعامك قليلٌ مفيدٌ، كالفواكه والعسل وما ينصح به، فقد قيل (البطنة تذهب الفطنة)، (قال الإمام الشافعي: بقيت ست عشرة سنة، ما كان طعامي إلا رَخْفاً وتمراً، آكل ما يقوم به جسدي، فقيل له: ما الذي أردت به يا أبا عبدالله؟ قال: أردت الحفظ للعلم والفقه، تركته لله، ثم رزقني بعد ذلك)، وقد كان لا يرى سوداء في بيضاء إلا حفظها.

الهوان:

إنك إن سلكت طريق الحفاظ لازمك في أوله ثلاثة: الغربة والفقر والجوع، ومن أهون ممن هؤلاء رفاقه، و (من تواضع لله رفعه)، ولقد كان ابن عباسٍ رضي الله عنه يجلس على أبواب بعض الأنصار رضي الله عنهم تسفي الريح في وجهه التراب، حتى يستيقظ، فيسأله عما يريد.

الفقرُ:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير