تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فيها تنافس العلماء وتفاضل الفضلاء وبرز القارح على الجذع وحاز قصب السبق من فيها برع ومن جعل يخرج الفروع بالمناسبات الجزئية دون القواعد الكلية تناقضت عليه الفروع واختلفت وتزلزلت خواطره فيها واضطربت وضاقت نفسه لذلك وقنطت واحتاج إلى حفظ الجزئيات التي لاتتناهى وانقضى العمر ولم تقض نفسه من طلبته مناها ومن ضبط الفقه بقواعده استغنى عن حفظ أكثر الجزئيات لاندراجها في الكليات واتحد عنده ماتناقض عند غيره وتناسب وأجاب الشاسع البعيد وتقارب وحصل طلبته في أقرب الأزمان وانشرح صدره لما أشرق فيه من البيان فبين المقامين شأوٌ بعيد وبين المنزلتين تفاوت شديد (12) ولما كانت القواعد الفقهية مأخوذة من الكتاب والسنة نصا أو استنباطا كان أصول الفقه أصلا لها وآلة لاستنباطها وكلا العلمين قواعد تندرج تحتها جزئيات فأصول الفقه قواعد لكيفية الاستدلال بالأدلة والاستنباط منها فهي قواعد لمعرفة دلالات الألفاظ وأحكامها ولضبط باب القياس والإجماع. والقواعد الفقهية قواعد لضبط مسائل الفقه وهي مبنية على أصول الفقه فالإخلال بأصول الفقه يخل باكتساب ملكة الاجتهاد والإخلال بالقواعد الفقهية يخل بضبط مسائل الفقه والقسم الثاني شرط لإيقاع الاجتهاد ومنه علوم الحديث وهي قسمان

الأول أصول وقواعد تعين على تمييز صحيح الحديث من ضعيفه وهو مصطلح الحديث وهذا القسم لابد منه لاكتساب ملكة التصحيح والتضعيف والثاني إنما هو شرط لإيقاع الحكم بالصحة أو الضعف وهي معرفة طبقات الرواة وأحوالهم تعديلا وتجريحا واعلم أن مصطلح الحديث وإن كانت ملكة الاجتهاد تحصل مع فقدانه لكن ذلك يخل بإيقاعه للاجتهاد إذكيف يفهم مصطلحات المحدثين بدون هذا العلم فينبغي لطالب العلم دراسة هذا الفن ثم إنه بعد بلوغه مرتبة الاجتهاد يستطيع تحقيق المسائل ولو مع تقليده في تصحيح الحديث وتضعيفه لكنه لايكون محققا في اختياراته الفقهية لذا ينبغي التمكن فيه حتى يأخذ الحكم باجتهاد لابتقليد فهو خلاف التأصيل

ويتبع التأصيل في طلب العلم تأصيل لدراسة كل فن من هذه الفنون وذلك بمعرفة أهم مختصرات هذا الفن وكيفية التدرج فيها

فمثلا في العقيدة / الأصول الثلاثة ثم القواعد الأربعة ثم الرسالة المفيدة

ثم سلم الوصول ثم كتاب التوحيد ثم كشف الشبهات ثم الواسطية ثم الحموية ثم القواعد المثلى ثم التدمرية ثم شرح الطحاوية

وفي الفقه /عمدة الفقه ثم زاد المستقنع ثم بلوغ المرام

وفي النحووالصرف/ الآجرومية ثم قطرالندى ثم قواعدالإعراب ثم ألفيةبن مالك ثم لامية الأفعال

وفي البلاغة /مائة المعاني والبيان أو الجوهر المكنون ثم تلخيص المفتاح

وفي أصول الفقه/الورقات ثم قواعد الأصول ومعاقد الفصول ثم مراقي السعود ثم جمع الجوامع

أو/مراقي الوصول (13) ثم السراج المنير (14) ثم مختصر التحرير ثم جمع الجوامع وفي القواعد الفقهية/ الفرائد البهية

وفي مصطلح الحديث/نخبة الفكر ثم تقريب النووي أو ألفية العراقي أو ألفية السيوطي

وكذا يتبعه تأصيل لدراسة كل مختصر من مختصرات هذه الفنون وذلك بتحليل وتصوير مسائله وتكرار مطالعته حتى يرسخ في الذهن ويحفظ حفظ فهم وتصور والأولى حفظه حفظ تراكيب وألفاظ وبهذا تثبت قواعد هذا الفن في الذهن مع الحرص أن تُدرس هذه العلوم تلقيا وعمن هو متمكن في الفن وإن لم يبلغ مرتبة المحققين فيه لأن التصور الأول والإمرار الأول للعلم يكون ممن ينفع (15) ومن المذاهب الجميلة والطرق الواجبة في التعليم أن لا يخلط على المتعلم علمان معا فإنه حينئذ قل أن يظفر بواحد منهما لما فيه من تقسيم البال وانصرافه عن كل واحد منهما إلى تفهم الآخر فيستغلقان معا ويستصعبان

ويعود منهما بالخيبة. وإذا تفرغ الفكر لتعليم ما هو بسبيله مقتصرا عليه فربما كان ذلك أجدر لتحصيله. (16)

وكذلك ينبغي ألا يطول على المتعلم في الفن الواحد بتفريق المجالس وتقطيع مابينها لأنه ذريعة إلى النسيان وانقطاع مسائل الفن بعضها من بعض فيعسر حصول الملكة بتفريقها. وإذا كانت أوائل العلم وأواخره حاضرة عند الفكر مجانبة للنسيان كانت الملكة أيسر حصولا وأحكم ارتباطا وأقرب صبغة لأن الملكات إنما تحصل بتتابع الفعل وتكراره وإذا تنوسي الفعل تنوسيت الملكة الناشئة عنه (16)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير