فيعبس بسببها الوجه , ويقطب الجبين, واما كلمة (نعم) فتنطلق بسببها الاسارير والافراح , ويظهر الانشراح , وياتي معها الجواب السديد بحمد الله.
اعرض هنا ثلاثة عشر ادباً من اداب الحوار:
1 - الاخلاص والتجرد:
على المحاور ان يتجرد من التعصب فالواجب عليك ان تمثل نفسك بانك مجتهد وقد تخطئ , وهو مجتهد قد يخطئ , وللشافعي كلمة عظيمة يقول فيها: راي صواب يحتمل الخطأ , وراي خصمي خطأ يحتمل الصواب , وقال – رحمه الله -: ما جادلت احدا الا وودت ان يظهر الله الحجة على لسانه, وكان يدعو لخصمه بالتسديد.
وقال الشافعي – ايضا-: ما حاورني احد فقبل الحق مني الا عظم في عيني , وما رد الحق سقط من عيني. فليكن قصدنا هو الحق , سواء جاء على لسانك , او على لساني قال عمر- رضي الله عنه-: اصابت امراة واخطأ عمر, فقال ضالة المؤمن , وكان بعض السلف يقول: رغم انفي للحق.
2 - احضار الحجة
فان صاحب الحجة قوي, قال الشافعي: من حفظ الحديث قويت حجته , واما ان ياتي انسان بكلام فضفاض وعاطفي وانشائي ويقول بانه يحاور الناس ويجادلهم , فهذا ليس صحيحاً. والحجة اما ان تكون عقلية قاطعة, او نقلية صحيحة, فعلى المدعي الدليل , وعلى الناقل الصحة
وليعلم الانسان ان الحجة ليست برفع الصوت والمصارعة
-السلامة من التناقض:
فان من الواجب على المحاور ان لا يناقض كلامه بعضه بعضا.
-الحجة لا تكون هي الدعوى:
البعض من الناس يجعل دعواه حجة , ويقول: ما دام اني قلت هذا القول , فقولي هذا حجة ودليل , ويزكي نفسه , وبعضهم يحسب قوته بطول عمره ,ويقول: الفت أربعين كتاباً, وشهد لي فلان وفلان , ودائماً الحق معي والحمد لله, ودائماً الله يسددني! حتى إن شاباً وقف عند عمر بن عبد العزيز – رضي الله عنه- يريد ان يتكلم قبل الناس ,قال له: اجلس , في الناس من هو اكبر منك سناً, فقال الشاب: يا امير المؤمنين لو كان الامر بالسن لكان غيرك من المسلمين اولى بالخلافة منك , فتبسَّم عمر بن عبد العزيز واقرَّ له؛لان هذه حجة ,فعمر بن عبد العزيز عمره-آنذاك – اربعون سنة
- الاتفاق على المسلمات
فالاصول لا يُناقش فيها ولايُحاور
وفي مناقشتها تشويش على الناس , وتضييع لوقتك واوقات الاخرين, فهذا ليس صحيحاً, لان الحوار يكون في مسائل اختلف فيها الناس
- ان يكون المحاور أهلاً للحوار:
فلا تاتِ برجل مشهور عنه الجهل والنزق والطيش وتحاوره, لان هذا اذاه اكثر من نفعه , وقد يحرجك امام الناس , اما ان يتعرض لك , او يتعرض لنفسه بالاذى وللمسلمين
- نسبة القرب والبعد من الحق:
فالامر نسبي , لايشترط دائماً ان يكون مائة بالمائة: اما ان يوافقني في كل شيء فهو اخي اتولاه وادعو له في ادبار الصلوات , او يخالفني فهو عدوي واتبرأ منه وادعو عليه , لا! يقول ابن قدامة في المغني: واهل العلم لا ينكرون على من خالفهم في مسائل الاختلاف , وقال ابن تيمية: وقد اختلف اصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام في مسائل, فلم يكفر بعضهم بعضاً, ولم يقاتل بعضهم بعضاً في مسائل الخلاف , وصلى بعضهم خلف بعض.
يقول الشافعي لبعض من حاوره في مسالة اختلفوا فيها: اليس من الحق ان نبقى اخوة ولو اختلفنا في مسالة؟ قالوا: بلى, قال: فنحن اخوة ,او كما ورد عنه في سيرته.
8 - التسليم بالنتائج:
فاذا توصل المتحاورون في حوارهم الى امور, فعلى المغلوب ان يسلم للغالب, وهذا من طلب الحق , يقول عبد الرحمن بن مهدي: ان اهل الخير واهل السنة يكتبون مالهم وما عليهم , واهل البدع لا يكتبون الا ما كان لهم. فالذي يريد الحق يسلم بالنتيجة أي اذا كنت مغلوباً في مسالة , فان كان قصدي الحق اسلم , واقول لك: جزاك الله خيراً, فمن فعل ذلك فهو المخلص المأجور , ومن كابر فهذا – والعياذة بالله- لا يريد الحق, ولا يريد أن ينصاع له, وهو غاوٍ
- المحاورة بالحسنى:
¥