تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

2. التفريق بينها عند تداخلها بمصطلحات علم لآخر.

3. حسن استعمالها فيه: تعبيراً وتحبيراً.

قال الشاطبي في (الموافقات): .. الطريق الثاني مطالعة كتب المصنفين ومدوني الدواوين، وهو نافع في بابه بشرطين:

1) أن يحصل به فهم مقاصد ذلك العلم المطلوب، ومعرفة اصطلاحات أهله، ما يتم به النظر في الكتب.

2) أن يتحرى كتب المتقدمين من أهل العلم المراد، فإنهم أقعد من غيرهم من المتأخرين.

كما أنه ليس من العلم أن ينقل مصطلحات العلوم الأخرى التي يتشابه لفظها مع مصطلحات هذا العلم، ويكثر من تعريفها والإشارة إليها.

ب ـ معرفة ميدان البحث، والتمكن منه:

يجب على الباحث في ميدان أن يُلمَّ بأبعاد ميدانه الذي يخوضه معرفة تامة، قبل أن يشرع، وذلك من خلال:

1) الاطلاع على أحوال ذلك العلم، وأمهات كتبه، التي شهد لها أهل الاختصاص بالقبول.

2) أن يتناول كتابا جامعاً منها، فيدرسه بإتقان.

3) ثم يطلع على ما كتبه المعاصرون من أبحاث ورسائل حوله.

4) كثرة التفتيش والمطالعة، والتحقيق والمراجعة.

5) النظر في كلام مختلف الأئمة؛ ليعرف المتفق والمختلف، والواضح والمشكل.

فهذا يجعله من أهل الاختصاص بحق وصدق.

والتمكن هو المَلَكة، فمن لم تكن عنده ملكة في تخصصه، وحذق في مسائل ذلك التخصص على العموم، فلن يكون في التصنيف والتأليف قادراً على التصرف، أو تقديم جديد.

ج ـ البحث العلمي، وفائدته الإنسانية:

يلزم الباحث أن يلاحظ الفائدة التي سيسديها للناس حوله، وهل سيقدم حلاًّ لمشكلة متوقعة أو قائمة، عامة أو خاصة، وإلا فلن يكون لعمله أثر ولا فائدة، بل مضيعة للوقت.

وإننا نسمع اليوم عن أناس يحاضرون عن السبحة، والقميص، ولون أصحاب الكهف، ويبحث عن الإماء والعبيد؛ وهذا غباء لا مثيل له. ومن هذا المنطلق كان سلفنا عندما يُسألون عن حكم، يستفسرون: هل هذا كائن؟ فإن أكّدوا ذلك أجابوا لهم عنه وإلا فلا؟.

كما أن هناك مباحث لا صلة لها بالواقع؛ لأنها مباحث ميتة لن تتحرك أبدا، إما لأنها في غير زمانها ومكانها، أو أنها قد قُتلت بحثاً وانتهى الناس منها.

د ـ تقسيم البحث وإحكام خُطته:

بعد هذا، يبدأ الباحث بوضع تصور شمولي عن بحثه، فيقسمه إلى أبواب بحب كبره، وفي الباب الواحد فصول، وفي الفصل الواحد مباحث، أو فقرات؛ بهذا يقدم القضية المطروحة وحلها، من جميع جوانبها بما لها وعليها.

ويجب أن يراعي في ذلك:

1) تمهيد القضية الداعية إلى إيجاد هذا البحث، في المقدمة.

2) أهمية الوقوف عليها، ومسوغات ذلك.

3) ثم يقسِّم موضوعه إلى أجزاء سميناها أبوابا وفصولا.

ومن وسائل اكتساب المعارف الحسية؛ التقسيم والجمع: أي التقسيم الكلي إلى جزئياته و إلى أصنافه، وجمع الجزئيات المتفرقة في كلياتها؛ المسماة السبر والتقسيم؛ وما التقسيم للبحث ألا لتحقيق هذه الغاية المبنية من درس الجزئيات، ووضعها تحت الكليات.

4) لا بد أن يكون الباب الأخير متناولاً قمة الفكرة وتمام الرأي، ويكوِّن بذلك ثمرة كاملة لما تقدمه من أبواب وفصول؛ لأنه خلاصة حَلهِّا ونهايةُ القول فيها.

5) الخاتمة؛ تأتي لتبين لنا ـ بإيجاز وتركيز ـ القول الفصل والرأي المَرضِي.

ومن أهم أسباب الاهتمام بكتب الإمام الشافعي رحمه الله كما قال البيهقي:

1. حسن التنظيم والترتيب.

2. ذكر الحجج في المسائل مع مراعاة الأصول.

3. تحري الإيجاز والاختصار.

هـ ـ جمع المعلومات بوعي وبصيرة:

بعد وضع المخطط الشمولي للبحث، يبدأ بالقراءة الهادفة، وجمع المعلومات التي تنضوي تحت بحثه، وتتعلق بدراسته من قريب أو بعيد، ويجب عليه أن:

1. يعرف قيمة كل كتاب على خير وجه.

2. توجهات كل مؤلف؛ ليتأتى الاستفادة منه.

3. يعرف مواطن القوة والضعف فيه، ليعتمد هذا ويتجنب ذاك.

4. معرفة ما زاده غيره، أو تفرد به، وأصالته أو عدم أصالته في ميدانه، فإن لم يكن في الكتاب ما ذكرنا فلا يضيع الباحث الوقت فيه؛ كما قال ابن العربي.

5. أن يجمع المادة بيقظة وحذر ووعي، فيكتب كل ما يمكنه أن يستفيد منه في البحث، كما قال المحدِّثون (إذا كتبت فقمِّش، وإذا حدَّثت ففتِّش)، وللجمع طرق أهمها:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير