تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأيضا من الموضوعية والنزاهة الاجتهاد المباشر وأخذ الأحكام من نصوص القرآن والسنة مباشرة؛ بما لا يَلفت معه الزمام، ويتحلى كل مأفون بحلية الإمام، مع الحذر الشديد من جعل النص تابعاً لرأيه وهواه، ورغباته وأفكاره، بجعله الأصل وجعل النص هو الفرع.

ويلزمه بعدها عدم التعجل في إصدار الأحكام؛ قبل تمام النظر فيما هو بصدده، وتجنب التهور.

ط ـ الرجوع في كل علم إلى أهله:

فأهل كل علم مقدمون على غيرهم فيه، بل لا يلتفت فيه إلى سواهم؛ لأن أهل كل علم هم الذين جمعوا مسائله وضبطوا أصوله، وألفوا كتبه وذلَّلوا صعابه.

لما سئل الإمام مالك رحمه الله عن البسملة قال: (سلوا عن كل علم أهله، وإمام الناس في القراءة نافع)، وقال جار الله: ( .. أن على كل آخذ علماً أن لا يأخذه إلا مِن أقتل أهله علما، وأنحرهم دراية، وأغوصهم على لطائفه وحقائقه، وإن احتاج أن يضرب إليه أكباد الإبل، فكم من آخذ عن غير متقن قد ضيع أيامه، وعض عند لقاء النحارير أنامله).

وإن ما ينبغي التنبه له مسألة النقل في المذاهب الفقهية والعقدية، والأديان والفرق والمذاهب السياسية، فيجب أن يرجع فيه إلى مصنفاتهم الصادرة عن أهله، حتى لا يقع الباحث في الخطأ

ويرجم بالظنون، وكثير من الكاتبين عن الإسلام تركوا مصادر العلوم المتقنة، وتصيدوا الأقوال هنا وهناك، بقيل ويقال، ويحكى ويروى، دون تثبت وتأكد.

ي ـ النقد النزيه المتزن:

إن الباحث الراسخ لا يقف حيال الأفكار والنصوص مكتوف الأيدي، جامد النظر عديم التدبر، بل له حق النقد والتقويم لكل نص ـ سوى الكتاب والسنة ـ، فلا يمر عليه نص في إطار بحثه و يرى فيه ما يستحق التقويم أو بيان الخطأ، إلا وقوَّم وأصلح بما يراه حقا، وإن لم يفهم النص أشار إلى ذلك؛ لئلا يُنسب إليه الرضا به.

وطريق النقد كما قال ابن الهيثم ( .. أن يجعل نفسه خصما لكل ما ينظر فيه، ويجيل فكره في متنه، وجميع حواشيه، ويتهم أيضا نفسه عند خصامه، فلا يتحامل عليه ولا يتسمح فيه) لتنكشف له الحقائق حينئذ بجلاء.

ثانيا: الشكل الخارجي:

أ ـ سلامة الأسلوب:

إن الأسلوب هو ثوب المعاني، وبمقدار توشيه وتحبيره وتجميله، تقرب المعاني من الأفهام، وتسرع الدخول إلى القلوب والعقول، فبحثٌ باللغة العربية؛ يجب تجنيبه اللحن، والأخطاء الصرفية والنحوية والإملائية، إذ مَن حُرم فهم العربية والتصرَّف فيها لا يتأتَّى له فهم نصوص القرآن والسنة، وأقوال السلف الصالح، ولن يستطيع ادّعاء قدرته على التعبير عنها حق التعبير في بحثه.

و لا يعني هذا أن تصب الألفاظ والتراكيب في قوالب السجع الثقيل، أو تصيُّد حواشي اللغة ومهجور الكلام، كما لا ينبغي الوقوع في تراكيب العامة، وأساليب الصحافة السائرة اليوم ـ ولو كانت بمعانٍ سامية ـ لأن ذلك يهبط بقيمة عمله وجهده.

ب ـ ضبط النص بالشكل و الإعجام، وعلامات الترقيم:

فهذا من تمام معرفة اللغة وحسن الصياغة، فأما:

1) الشكل والإعجام: فيكون في المواضع التي يحتاج إليها، وخاصة في الكلمات المُشكِلة والملتبِسة من الأعلام والكنى و الألقاب والأنساب وغيرها؛ وفيها مؤلفات تهتم بها ـ بجانب المعاجم اللغوية؛ التي تضبط بنية الكلمة ـ مثل: إصلاح أخطاء المؤلفين لإمام حمْد الخطَّابي.

2) علامات الترقيم: فيجب استعمالها على أدق وأكمل ما يكون؛ لأنها تبيِّن المراد، وتوضح الفكرة، وتسهل القراءة، وتيسر الفهم، وفي يذلك كتب مؤلفة، مثل: الترقيم في اللغة العربية لأحمد زكي باشا.

ج ـ ضبط القراءات القرآنية والأحاديث النبوية:

فيجب على الباحث الاعتماد على قراءة قرآنية معينة، ويشير للقراءات الأخرى ـ عند المرور بها ـ في حال كون الآية محلَّ استنباط للأحكام أو نظر.

وكذلك نصوص الأحاديث ورواياته، مع بيان المصدر؛ ليسهُل الرجوع إليه.

د ـ نفي الاستطراد:

يحسن بالباحث أن يخلي فكرته من الاستطرادات الطويلة، وإن كانت الاستطرادات ضرورية ـ لا بد منها ـ فلتكن في حاشية الكتاب، وإن كانت طويلة فليجعلها مضمومةً ملحقة في ختام الباب أو البحث.

هـ ـ حسن الاقتباس:

الاقتباسات لها حالتان:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير