عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: يقول صلى الله عليه وسلم: (بُعثت أنا والساعة كهاتين - ويقرن بين إصبعيه السبابة و الوسطى) [صحيح ابن ماجه رقم الحديث 43 المجلد الأول صفحه 14].
(وكان صلى الله عليه وسلم إذا خطب يشير بإصبعه المسبحة) [مختصر صحيح مسلم رقم الحديث 414 صفحه 114]. وعن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يقول: (يأخذ الجبار سماواته وأرضه بيده (وقبض بيده يقبضها ويبسطها) ثم يقول: أنا الجبار! أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ قال: ويتميل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يمينه وعن يساره حتى نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل شئ منه. حتى إني أقول: أساقط هو برسول الله صلى الله عليه وسلم؟) [صحيح ابن ماجه رقم الحديث 164 المجلد الأول صفحه 39].
5 - وضع الوقوف أو الجلوس:
(كان الرسول صلى الله عليه وسلم يخطب وهو واقف على المنبر ويتكئ أحيانا على عصا أو سيف أو على رجل) [صحيح سنن النسائي 1484 المجلد الأول صفحه 345].
وكان يحدث أصحابه وهو جالس، و ربما جلس متكئاً أحيانا.
وقد مر بنا حديث (وقول الزور) وكيف كان الرسول صلى الله عليه وسلم متكئاً ثم جلس.
6 - الحركة والانتقال: ذهاباً وإياباً حسب ما يناسب الحال لأنه أدعى لجذب انتباه المستمعين.
كيف تتغلب على القلق؟
1 - استحضر الإخلاص لله تعالى يقول سبحانه: {يا أيها الذين أمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم} [محمد 7].
2 - أكثر من إلقاء الكلمات والمواضيع.
3 - حضر الموضوع بإتقان.
4 - جرب الإلقاء لوحدك مرة أو أكثر قبل مقابلة الجمهور.
5 - أكثر من ذكر الله وأنت في طريقك إلى الإلقاء يقول تعالى: {إلا بذكر الله تطمئن القلوب} [الرعد 28].
6 - اسأل الله اطمئنان القلب والصبر والتثبيت، يقول تعالى: {ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا} [البقرة 250].
7 - ابدأ الإلقاء بذكر الله وحمده؛ عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته، يحمد الله ويثنى عليه بما هو أهله ... الحديث) [صحيح سنن النسائي رقم الحديث 1487 المجلد الأول صفحه 345]. ولعل أحسن ذلك خطبة الحاجة التي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعلمها لأصحابه، وهي (إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ... الخ) [رسالة خطبة الحاجة للألباني].
8 - حافظ على تركيزك في موضوعك.
9 - كن إيجابيا في تفكيرك تجاه نفسك و تجاه المستمعين فأنت قادر على الإلقاء بإذن الله، وعملك من أحسن الأعمال وأشرفها حيث يقول تعالى: {ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين} [فصلت 33]، وقد وعد الله سبحانه وتعالى بالتيسير لك إن أنت ذكَّرت الناس ودعوتهم فقال جل من قائل: {ونيسرك لليسرى فذكر} [الأعلى 8 - 9].
كما أن المستمعين متفاعلين معك فقد كلفك الله بالتذكير ووعد بتأثر من يخشى فقال سبحانه وتعالى: {فذكر إن نفعت الذكرى، سيذكر من يخشى} [الأعلى 9 - 10].
واعلم أن المستمعين لا يعلمون أنك قلق، ولو علموا بذلك لعذروك لأنهم يقدرون موقفك، ولو كان أحدهم مكانك لشعر بما تشعر.
كيف تقيس مدى استجابة الجمهور؟
1 - فهم المستمعين للموضوع بإجاباتهم على أسئلتك.
2 - سرورهم وارتياحهم للموضوع.
3 - تبني وجهات النظر التي تدعو إليها.
4 - تحسن علاقاتهم بك ومحبتهم لك.
5 - تبنيهم للسلوك الذي تدعو إليه.
6 - دعوتهم للآخرين إلى السلوك الذي تدعو إليه.
وفي الختاميتبين مما سبق طرحه، أن الإلقاء بات سلاحا من أسلحة الدعوة إلى الله ينبغي الاهتمام به، والإلمام بفنونه لكي نضمن بإذن الله وصول المعلومة الصحيحة إلى المدعوين ومن ثم يكون التغيير المراد في وجهات النظر وفي السلوك.
إن مما ينبغي التنبيه إليه في هذه الخاتمة هو أن الدعوة إلى الله عبر الكلمة المسموعة لابد أن تستمر ولا تتوقف بحجة ضرورة استكمال الإلمام بفنون الإلقاء. بل لابد أن نتقي الله ما استطعنا فندعوا إلى الله بما عندنا من العلم ومن مهارات الإلقاء مع مواصلة تعلم مهارات أخرى والتدرب عليها، فرب كلمة خرجت من قلب مخلص يكون لها أكبر الأثر في قلوب المستمعين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
انتهيت منه بفضل الله ومنته والحمد لله على نعمته ليلة يوم السبت 8 محرم لعام 1420 هـ.
د/ محمد فهاد الدوسريالمملكة العربية السعوديةالخبر ص. ب 94 الرمز البريدي (31952).