تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وتعتبر القصيدة الزجلية من أهم ألوان هذا الغناء التي يطرب لها العامة والخاصة من الناس، يقوم إنشادها على نوبات الموسيقى الأندلسية وميازينها، وقد حصر الأستاذ عباس الجراري هذه النوبات في إحدى عشرة، وهي: رمل الماية-الأصبهان-الماية-رصد الذيل-الاستهلال-الرصد-غريبة الحسين-الحجاز الكبير-الحجاز الشرقي-عراف العجم-العشاق. وأما الميازين التي تؤدى عليها كل نوبة فخمسة وهي: البسيط-القائم ونصف-البطايحي-القدام-الدرج، وتكاد أغلب القصائد تؤدى في الدرج، وهو ميزان يوجد في الموسيقى المغربية.

وقصاص إنشاء قصائد الزجل آلات يطلق عليها (لماعن) أو (لمواعن) وهي:

-آلات نفخ (الناي، المزمار، السبس، النفير ... )

-الآلات الوترية (الرباب الفاسي والسوسي، الكمان، العود، القانون ... )

-الآلات الإيقاعية (البندير، الدف، الطرن الطبل، الطبيلة، التعريجة ... )

أما بخصوص المقدمات التي يبدأ بها المنشد فهي:

1 - السرابة: وهي قطعة قصيرة تؤدى على غير ما تؤدى به القصيدة (ومن أنوعها: المزلوك، الكباحي، الحضاري، السماوي).

2 - الموال: والغالب أن يكون في لغة معربة.

3 - التمويلة: ويقولون أن لكل قصيدة تمويلة تكون على قالبها وميزانها.

ويعتبر الأستاذ الجراري أن القصيدة الزجلية غدت غناء شعبيا يطرب له الجميع والشر في ذلك أنها جمعت أمرين:

-كلمات يفهمها العوام والخواص من الناس.

-ألحان قائمة على ميازين الموسيقى الأندلسية، وهي أغنى وأعذب ألوان الموسيقى في المغرب.

مفهوم الزجل:

يستعرض عباس الجراري في مؤلفه (القصيدة) أصل الكلمة من خلال رجوعه إلى النصوص القديمة، حيث لا نعثر لها (الزجل) على ذكر في الرقآن الكريم، ولكن نصادفها واردة في الحديث النبوي الشريف. يقول ابن كثير في تفسيره لدى أول حديثه عن الأنعام:" ... قال شريك عن ليث عن شهر عن أسماء قالت:نزلت سورة الأنعام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في وهو في مسير في زجل من الملائكة وقد طبقوا ما بين السماء والأرض".ويقول ابن الأثير:"زجل أنه أخذ الحربة لأبي بن خلف فزجله بها أي رماه بها فقتله، ومنه حديث عبد الله ابن سلام: فأخذ بيدي فزجل بي: أي رماني ودفع بي، وفي (حديث الملائكة) لهم زجل بالتسبيح أي صوت رفيع عال".

كذلك نجد الكلمة واردة في الشعر الجاهلي، يقول الأعشى:

تسمع للحلى وسواسا إذا انصرفت كما استعان برمح عشرق زجل

أي ريح مصوتة.

ويستعرض الزبيدي في (تاج العروس) معاني كلمة الزجل فيقول:" ... والزجل محركة اللعب والحلبة" وخص به (التطريب) وأنشد سيبويه:

له زجل كأنه صوت حاد إذا طلب الوسيقة او زمير

والزجل أيضا (رفع الصوت) وللملائكة زجل بالتسبيح والتهليل أي صوت رفيع عال وقد (زجل كفرح) زجلا (فهو زجل وزاجل) وربما أوقع الزاجل على الغناء. قال: وهو يغنيها غناء زاجلا (ونبت زجل صوت) كذا في النسخ والصواب صوتت (فيه الريح) ... والزجل محركة نوع من الشعر معروف محدث ... ".

ومثل هذا نجده في كتب الأدب على حد ما نقرأ في (العاطل الحالي والمرخص الغالي) حيث يقول صفي الدين الحلي:"والزجل في اللغة الصوت، يقال سحاب زجل إذا كان فيه الرعد، ويقال لصوت الأحجار والحديد أيضا والجماد زجل.

ويحاول الحلي أن يجد تعليلا للربط بين الاستعمال اللغوي والاستعمال الاصطلاحي فيضيف:"وإنما سمي هذا الفن زجلا لأنه لا يتلذ به ويفهم مقاطع أوزانه ولزوم قوافيه حتى يغني به ويصوت فيزول اللبس بذلك".

ظهور الزجل وتقسيماته:

يؤكد عباس الجراري أن بداية كلمة الزجل في معناها الاصطلاحي مرتبطة بظهور هذا الفن، وإذا رجعنا إلى مختلف المصادر التي عنيت بالإشارة إلى نشأته فإننا نجدها تكاد تجمع على أن الذي اخترعه هو ابن قزمان. وهنا يعرض أحمد الرباط في كتاب "العقيدة الأدبية في السبعة فنون المعنوية" حكاية تقول:"أن أول من تناشد به الشيخ أبو بكر بن قزمان المغربي، وقيل لما أنه كان في الكتاب وكان مراهق السن، فدخل على شيخه الفقيه غلام جميل الصورة حسن الوجه حلو الجانب فنده عليه ابن قزمان وأجلسه بجواره ثم صار يحييه بالسلام ويوادده بالحديث فبص الفقيه ففهم وعرف ما في ضمير أبي بكر من الحب للغلام فعبس الفقيه في وجه أبي بكر وأمر إلى العريف بضربه. فضرب العريف ابن قزمان فلما فرغ العريف من ضربه أخذ أبو بكر لوحا ومسك القلم وقد كتب هذا الوزن، وهو أول أوزان الزجل:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير