لماذا أطلق النٌّقاد على أبو تمام شاعر الصَّنعة
ـ[ابن رشيق]ــــــــ[10 - 04 - 2008, 05:36 م]ـ
لماذا أطلق النٌّقاد على أبو تمام شاعر صنعة مع إنه هناك من الشعراء من كانوا ايتصنعون في قصائدهم وينقحونها في العصر الجاهلي.
وعني أنا شخصياً فقد درستُ هذه القضية وأرى فيها إن النٌّقاد قد أطلقوا على أبو تمام شاعر صنعة لأنه كان يمثل ذلك العصر الذي أستقر فيه مفهوم الطبع والصَّنعة لدى النُّقاد.
من يؤيدني على هذا فليكتب إضافة
ومن يعارضني فليأتي بدليله وأكونُ شاكراً له
ومن لديه إضافة فإن هذا بذائقة المتلقي يرتقي
وأشكر كل من قرأ الموضوع
على أبو تمام أخي الكريم على أبي تمام
ومن يعارضني فليأتي بدليله
فليأتِ
مع كل الشكر لك
ـ[ضاد]ــــــــ[10 - 04 - 2008, 10:57 م]ـ
في ديوان أبي تمام \في طبعة دار صادر - بيروت\ مقدمة رائعة جدا للدكتور محيي الدين صبحي, وقد ذكر فيها شيئا في هذا الصدد, لعلك ترجع إليها.
ـ[ابن رشيق]ــــــــ[11 - 04 - 2008, 03:42 ص]ـ
أشكرك جزيل الشكر على تصويب الأخطاء
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[12 - 04 - 2008, 12:41 م]ـ
أولى المعري عنايته لظاهرة لغوية مهمة وهي التطور الدلالي الذي يطرأ على بعض الالفاظ فتتغير دلالتها وتؤدي دلالة جديدة لم تكن معروفة في الأولى وهذه (ظاهرة شائعة في كل اللغات يلمسها كل دارس لمراحل نمو اللغة واطوارها التاريخية)
ومع اهمية هذه الظاهرة في ذاتها من حيث تتبعها لتطور الالفاظ ودلالتها وقيامها ببحث اللغة تاريخياً لمعرفة التطور الحاصل فإن لها دوراً خطيرا في الكشف عن دور الاديب المبدع وقدرته على نقل دلالة اللفاظ الى دلالة اخرى واستحداث علاقات جديدة بين الالفاظ لتؤدي بالضرورة الى دلالات جديدة حيث اشار الى كلمة العبقري فقال (والعبقري ما استحسن مما يبسط ويفرش وكانت العرب تنسبه الى عبقر وهو موضع يزعمون ان الجن تسكنه فكلما رأوا شيئا اعجبهم قالوا: هذا عبقري كانهم يرونه من عمل الجن واتسعوا في ذلك حتى استعملوه في الانس والجن وفي الحديث: (فلم ار عبقريا يفرى فريه) وتعرض المتنبي كذلك لكلمة (الخيمة) في بيتي المتنبي وابن ابي حصينة وأبان التطور الذي طرأ عليها. ويعقب المعري بقوله: (الخيمة في الاصل بيت يتخذ في الصيف من الخشب وأغصان الشجر ثم استعمل في المضارب. والخيمة عند العرب عيدان تنصب وتظلل بخام أو غيره فأما الخيام التي يعرفها الناس فلم تكن العرب تعرفها) فيلاحظ ان المعري (يذكر لنا المعنى الجديد الذي اطلقه الناس في زمانه او قبله على هذه الكلمة مما لم يكن العرب يعرفونه وهو لا ينتقد ذلك بل يقره لأن اللغة وليد ينمو ويكبر ويتحول). وفي بحث المعري للتطور الدلالي كان يلمح الى قضية مهمة وهي ان (نشأة الدلالة…بدأت بالمحسوسات ثم تطورت الى الدلالات المجردة بتطور العقل الانساني ورقيه. وإدراك المعري لهذه القضية ومعالجتها بهذا المنهج المستقيم قد دعاه الى التريث قبل اصدار الاحكام على الشعراء الذين استعملوا الالفاظ في القصيدة على غير ما وضعت له في الاصل واقاموا بين هذه الالفاظ علاقات جديدة لم تكن مألوفة من قبل وهذه العملية تدخل في باب الحقيقة والمجاز وقدرة الشاعر على ربط الالفاظ ربطا جديدا وما الحقيقة والمجاز الا (مظهر من مظاهر التطور الدلالي في كل لغة من اللغات. ان محاولة فهم التطور الدلالي الذي ورد في شعر ابي تمام يفسر رأي المعري الذي قد يبدو غريبا في شعره اذ المعروف ان ابا تمام شديد التكلف صاحب صنعة ويستكره الالفاظ والمعاني وشعره لا يشبه اشعار الاوائل ولا على طريقتهم لما فيه من الاستعارات البعيدة والمعاني المولدة. وقد كان المعري يقر بأن ابا تمام قد اكثر من استعمال الاستعارة في شعره وهذا ما دعا النقاد الى الهجوم عليه. والظن ان عدم تعقيب المعري على استعمال ابي تمام للاستعارة واشارته الى انها موجودة في شعر من تقدمه انما كان يبارك ما جاء في شعره منها ولا يجد عليه بأسا في ذلك. إن الألفاظ هي مادة الاديب ولكن الاديب المبدع يجيء الى الكلمة وهي اداة عادية فيجعلها تدل دلالة غير مألوفة (وأول ما يلجأ أليه ليجعل الكلمة العادية غير عادية هو بأن يستعملها بارتباط غير مألوف) وهذا ما يظن ان أبا تمام قد وفق فيه الى مدى بعيد ورصده المعري بكثير من الاعجاب. في حين يبيح المعري للشاعر ان
¥