[النقد بوصفه عملية تجميل]
ـ[خلود سفر الحارثي]ــــــــ[08 - 05 - 2008, 09:15 م]ـ
:::
[النقد بوصفه عملية تجميل]
هل نستطيع أن نطبق مقولة "كن جميلاً تر الوجود جميلا " على ناقد يُفترض أنه يقيّم مواطن الجمال والخلل في عمل ما؟!.
إن ذلك من شأنه أن يسمح بمساحة تمدد لضمير الناقد المهني حيث يقدم الخلل على أنه موطن جمال وذلك بتحميله أكثر مما يحتمل.
وهل سيرضى الناقد عن النتيجة التي سيؤول لها رأي القارئ البسيط إذا اقتنع بما قال؟ أو القارئ المتمرس بالأعمال الجيدة والذي يعرف بذوقه ودربته الفرق بين الجيد وغيره.
وكيف سينظر لنفسه بعين الرضا بعد أن غش الكاتب وقدمه لنفسه على أنه مبدع في حين أنه ليس أكثر من إنسان يعبر عن نفسه بطريقة عادية بدون فنية ولا تميز!
النقد ليس عملية تجميل تعيد صياغة وتحسين ملامح النص ليبدو جميلاً! والناقد ليس محامياً يدافع عن النص، بل هو قاض يحكم عليه مبيناً مواطن الإجادة والضعف حسب المقاييس الفنية، وهنا لا أدعو لأن يكون الناقد شديد الاصطلاحية فلا يفهمه إلا المختص بالنقد وأحياناً لا يفهمه حتى المختص، لكني أدعو إلى النقد المبني على أسس سليمة مع عدم التقعر في المصطلحات.
إن الغش النقدي الذي يمارسه البعض يعود لأسباب منها: أنهم ليسوا نقاداً بالمعنى الفعلي، فهم قراء غير متخصصين في النقد وليسوا على علم بأدواته، فيعتمدون ذوقهم وأيديولوجياتهم الخاصة في الحكم على عمل ما غير عابئين بفنية العمل ولا صيرورته التكنيكية.
بالإضافة لأن بعض النقاد يجامل الكتّاب، وهذا مأزق لابد من المرور به، فالعلاقة بين الناقد والكاتب تقود في أغلب الأحيان لمجاملته على حساب قيمة النص الحقيقية.
ولست أدري لم يتضايق الكاتب ويفترض عدائية الناقد إن تحدث عن رأيه في العمل بصدق، فلا يضير الإنسان ألا يكون مبدعاً ولا يؤثر ذلك على إنسانيته ونبله، خاصة والكتابة لا تتطلب دراسة معينة ولا تعود على صاحبها بمردود مادي في أغلب الأحيان.
الكتابة حق مكفول لكل إنسان لكن الإبداع لا يتسنى لأي إنسان! فقط الموهوب من يخلق من الأشياء البسيطة إبداعاً حقيقياً.
والكتابة تشبه الغناء فلكل إنسان الحق في أن يترنم بما يعجبه من كلمات، لكن أن يقدم صوته العادي جداً على أنه عمل جدير بالسماع!!! فهذا كمن يغني في (دورة المياه) ويظن أن صوته أفضل من صوت أم كلثوم!
إن التدليس النقدي له آثاره السلبية على المتلقي والكاتب والناقد، حين يفقد الناقد ثقة المتلقي المُدلس عليه، ويغش الكاتب بإعطائه صورة مبالغاً فيها عن عمله المتواضع فيصدق!
والأخطر من كل هذا أن النقد يتآكل من قبل هذا التدليس، والتاريخ لن يتسامح مع المجاملة التي لا تشكل موقفاً نقدياً مسؤولاً.
-----
نُشر في صحيفة الوطن
ـ[رحيل2007]ــــــــ[08 - 05 - 2008, 11:10 م]ـ
نقلا موفقا اخي الكريم.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[10 - 05 - 2008, 02:36 م]ـ
أعجبتني مقولة للدكتور الغذامي في لقائه الأخير؛ إذ يقول متحدثا عن الروائيين و النقد:
هناك مشكلة عويصة: الفهم العام صار الآن في الرواية وفي ظن من يكتبها - المجموعة كلها - أنه لا يوجد من يكتب نصاً ويعتقد أنه ليس بجيد. ولذا فإن الانتظار المتوقع هو أن يجد ثناءً كما توقعاته، وهذه مفارقة عجيبة، أن تجد كثيراً من الروائيين والروائيات يتكلمون في الصحافة على أن النقاد لا يهتمون بهم. وإذا تكلم ناقد وأبدى الرأي الموجع في النص عادوا وغضبوا، بلغةٍ أخرى هم لا يطلبون رأي النقاد، إنهم يطلبون مديحهم. وهذه مشكلة ثقافية ومعرفية.
ـ[معالي]ــــــــ[10 - 05 - 2008, 08:25 م]ـ
مرحبا وأهلا وسهلا بالأستاذة خلود الحارثي
أرجو ألا تكون زورة عابرة؛ فوجود أمثالك يسعدنا كثيرًا!
الأستاذة خلود زميلة عزيزة، تدرس في مرحلة الدكتوراة بجامعة أم القرى، وحصلت على الماجستير بتقدير ممتاز في أبيات المتنبي السائرة حتى لكأنها في حكم الأمثال. (لا أذكر العنوان تحديدًا)، كما أن لها جهودًا نقدية مبثوثة في بعض الصحف، وأخرى زينت بها صفحات المنتديات الثقافية.
مرحبا بخلود مرة أخرى، وأرجو لها طيب الإقامة.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[10 - 05 - 2008, 08:37 م]ـ
مرحبا وأهلا وسهلا بالأستاذة خلود الحارثي
أرجو ألا تكون زورة عابرة؛ فوجود أمثالك يسعدنا كثيرًا!
الأستاذة خلود زميلة عزيزة، تدرس في مرحلة الدكتوراة بجامعة أم القرى، وحصلت على الماجستير بتقدير ممتاز في أبيات المتنبي السائرة حتى لكأنها في حكم الأمثال. (لا أذكر العنوان تحديدًا)، كما أن لها جهودًا نقدية مبثوثة في بعض الصحف، وأخرى زينت بها صفحات المنتديات الثقافية.
مرحبا بخلود مرة أخرى، وأرجو لها طيب الإقامة.
تبارك الرحمن
وزادها الله من فضله
مرحبًا بالأستاذة خلود
ونأمل لكِ طيب المقام
ـ[بل الصدى]ــــــــ[05 - 06 - 2008, 01:56 ص]ـ
لله درك يا خلود يا صديقتي العتيقة!!! كم تأسرني هذه المقالات التي تنم عن ذوق أدبي عال و حس نقدي مرهف صحبتهما عمري كله!! حقنا عليك المزيد فجودي و الله تعالى يحفظك
¥