[من يعرف]
ـ[ابو الحسن علي]ــــــــ[03 - 04 - 2008, 12:10 م]ـ
السلام عليكم
اخوتي الكرام
من منكم يعرف تفاصيل عن حياة الشاعر العراقي (محمود البريكان)
احد رواد الشعر الحر بعد السياب والملائكة
اريد تفاصيل عنه وعن سيرته الادبية
ولكم شكري واعجابي
وللعاملين في هذا المنتدى
ارجو من الرب العزيز ان يكرمكم به يوم يلقائكم
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[03 - 04 - 2008, 12:23 م]ـ
ولد محمود البريكان عام 1934، ويعتبره معظم النقاد واحداً من رواد الشعر الحديث في العراق. وعرف بعزلته، وعزوفه عن النشر، فهو لم ينشر خلال (54) عاما من عمره الأدبي سوى (85) قصيدة، نشرت على فترات متباعدة، ولا تشكل الا نسبة قليلة من إنتاجه الشعري.
بدأ محمود البريكان،، مع زميله البصراوي بدر شاكر السياب في وقت واحد تقريبا. لكنه لم ينشر شيئا من بداياته الشعرية، كما فعل السياب ونازك الملائكة والبياتي، ما عدا قصائد قليلة نشرها في مجلة «المعلم الجديد» التي صدرت بعد ثورة الرابع عشر من يوليو (تموز) 1958. قال عنه السياب مرة انه شاعر كبير، وتمنى ان ينشر شعره اسوة بزملائه الآخرين، ليحتل المكانة التي يستحقها في خارطة الشعر العراقي المزدحمة بالاسماء المهمة آنذاك. لكن البريكان تحصن بصمته، وربما استعذبه. وشيئا فشيئا تحول الى اسطورة غذتها حكايات كثيرة عن اسباب صمت شاعر مثله، وعن طبيعة حياته التي لا يعرف دقائقها احد. وينظر البريكان للشعر نظرة تنطلق من موقف فلسفي عميق، فالشعر عنده مسؤولية كونية. يقول عن ذلك" أن الشعر فن لا يقبل التسخير، ولا يحيا مع الحذلقة، ليس الشعر وسيلة لتحقيق إي غرض مباشر، ولا طريقة للتنفيس عن عواطف فجة ومن ثم فهو لا يخضع للتنظيم الخارجي. وقلما يعكس رغبات الشاعر اليومية، لأن منطقته، منطقة ألذات العميقة، فالشعر هو أبن النزوع الإنساني، وموضوعه الأساس تجربة الوجود بكل شمولها». قتل البريكان عام 2002 وهو في بيته في حادث مايزال يلفه الكثير من الغموض.
أروي لكم عن كائن يعرفه الظلام
يسير في المنام أحيانا، ولا يفيق
أصغوا اليّ أصدقائي! وهو قد يكون
أي امرئ يسير في الطريق
في وسط الزحام.
وقد يكون بيننا الآن، وقد يكون
في الغرفة المجاورة. يمط حلمه العتيق!
...
اعتاد أن ينهض حين تقرع الساعة
دقاتها السبع، ويعلو صخب الباعة
يفتح مذياعه
يصلح شاربيه أو يدهن عارضيه
ويرسم ابتسامة غبراء خداعه
على زوايا شفتيه، ثم في عجل
يمضي إلى العمل.
يمر بالناس الكثيرين وبالأشجار
فلا يرى شيئا .. وقد يبتاع في الطريق
جريدة يقرأ منها آخر الأخبار
وهو غريق يعد في سباته العميق ...
...
إن له وجها كوجه الناس أجمعين
لكن إذا رأيته يلهث في العتمة
تجده كالذئب الذي أيقظت الظلمة
أسراره، فهو مخيف خشن حزين
...
ماضيه لا يعرف الا انه بعيد
بداية غامضة من حلم مديد
ليس له مدى.
حاضره ليس له صوت ولا صدى.
منشودة! يفلت من كفيه ما يريد.
فهو هنا شبح
وكائن وحيد
لا يعرف الفرح!
وهو نداء ميت أبح
في مجهل بعيد ...
...
يا أصدقائي هل عرفتم ذلك المخلوق
الشاحب الذي يجف صوته المخنوق؟
الكائن المخدر الهائم في المنام؟
الكائن الذي تبثّ كفه الصفراء
من حوله أشياء
ترعبه
أشياء
لا يمكن القبض عليها مرة أخرى!؟
يعرفه الظلام
تعرفه برودة الليل! وقد يكون
أي امرئ ترونه يسير في الطريق.
* من مجموعة الأولى
«حارس الفنار» (1958 - 1969)
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[03 - 04 - 2008, 12:26 م]ـ
محمود البريكان الذي اغتيل بطريقة آثمة الرجل العراقي الهاديء والشعرية الصارخة أحد مدوني المرحلة الراهنة , كتب القصيدة الحديثة بروح عراقية متألمة. فهو الرافض ان ينشر أي نص في اي مطبوع رسمي تابع لحكومة الابتزاز لدليل على موقف سياسي كبير في وقت تهاوت الكثير من الاسماء تحت وطأة البحث عن الذات ولو على حساب الوطن والأنسان العراقي. يقول عبد الرحمن طهمازي" حين كان محمود البريكان يحلل تاريخ القتل والتعذيب وكل فنون ايذاء الأنسان تحليلا شعريا متمرسا كان فيما يبدو يعد مصرعه يجهز تاريخ شعرنا العراقي بوصية ثمينة تتعلق بدفاع الشاعر عن العدالة التي لاتتجزأ"أضف الى ذلك قول بدر شاكر السياب في وصفه"" محمود البريكان شاعر عظيم لكنه مغمور بسبب نفوره من النشر.كان من الذين اعتنقوا الحداثة من باب الاضافة والتمسك بروحية النص العربي الاصيل وليس للتجرد من القديم على انه موروث لابد التخلص منه ..
انا في انتظار سفينة الاشباح تحدوها الرياح
في آخر الساعات قبل توقف الزمن الاخير
في اعمق الساعات صمتاً: حين ينكسر الصباح
كالنصل فوق الماء حين يخاف طير ان يطير
في ظلمة الرؤيا
سأركب موجة الرعب الكبير
واغيب في بحر من الظلمات ليس له حدود
انا في انتظار الزائر الآتي .. يجيء بلا خطى
ويدق دقته على بابي، ويدخل في برود
انا في انتظار الغامض الموعود .. تحمله الوعود
والريح .. بوشك ان يحل الوقت
والدفق الطويل .. خالٍ
وليس هناك ظل سفينة
يبدو الوجود ..
كالقوس مشدوداً ..
لكن لا علاقة للرحيل