تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[قراءة في كتاب: التشابه و الاختلاف (د محمد مفتاح)]

ـ[فراي]ــــــــ[14 - 08 - 2008, 03:27 ص]ـ

التشابه والاختلاف -نحو منهاجية شمولية-

تقديم

هذه الدراسة طبعت لأول مرة سنة 1996 من منشورات المركز الثقافي العربي بالدار البيضاء عدد صفحات الكتاب 224، استهله محمد مفتاح بمقولة لأبي حيان التوحيدي "اعرف حقائق الأمور بالتشابه، فإن الحق واحد ولا تستفزنك الأسماء وإن اختلفت" ثم بمقولة غريغوري باستون "التشابه يسبق الاختلاف".

وبالنسبة لمحتويات الكتاب فتشمل:

تمهيدا تناول فيه انتظام الكون من خلال تحليل بعض المفاهيم وتوظيفها في التحليل الثقافي ثم أتبع ذلك خمسة فصول وهي: التدريج، والانتظام، والتوازي، والتحقيب، والتشابه، وتحت هذه الفصول تندرج مجموعة من العناوين الرئيسية والعناوين الفرعية، وقد صرح محمد مفتاح أن مشروعه هذا قد عرضه في محافل علمية مشرقية ومغربية في شكل دروس ومداخلات ومحاضرات فنال ما تسنى له من النقاش الجاد والمسؤول.

انتظام الكون:

تعتمد المنهاجية الشمولية على رؤيا للعالم أشمل، والرؤيا للعالم هذه تؤكد على أن الكون انتظام، وهي قديمة (تصورات الهنود واليونان)، وجديدة في آن (تيارات الفكر المعاصر) فالقدماء سعوا لتحليل الكون إلى مكوناته لإدراكه ومكانته وأدواره. أما الاتجاه المعاصر فسعوا إلى الكشف عن البنية العميقة المشتركة (بنية البنية الرابطة) بين العناصر.

والاكتفاء بمفهومين يتفرعان إلى مفاهيم أخرى كالدينامية (بما تحتويه من تفاعل واحو وفوضوي، والمفهوم الثاني هو الانتظام يما يقتضيه من هيمنة وتراتب واختلاف وتحكم ذاتي.

إن النظرية التي تتبنى هذه الرؤيا الشمولية هي "النظرة العامة للأنساق" حاولت أن تصوغ مبادئ عامة تجلت في ثلاثة مفاهيم أساسية: التفاعل، والغائية، والانتظام. وقوانين مستمدة من الفيزياء والبيولوجيا والاجتماع والاقتصاد ما يسهل الربط بين الظواهر والمعارف والتوصل إلى تأويلات راجحة.

1 - تحليل بعض المفاهيم:

يحدد مفتاح مفهوم (طبيعة العلاقة) ودرجتها التي تتحكم فيها طبيعة الترتيب فهو لا يكون على نمط واحد ووحيد، وإنما هناك أنواع منه، بعضها يمكن أن ندعوه بالترتيب القوي والآخر الترتيب الضعيف، وكل منها تتحكم فيه خلفيات فلسفية ومعرفية وعملية، ولعل أشهر أنواعه هو الترتيب الخطي، والترتيب الشجري، والتفاعل الدينامي والتجاوري.

أما مفهوم (طبيعة الاشتراك) فيتطلب وجود علاقة مشتركة بين العناصر والمجموعات مع اختلاف في درجات الاشتراك، غير أن أهم مقترح زعزع المنطق الأرسطي، هو ما يدعى بالمنطق المتداخل، فهذا المنطق ينطلق من مبدأ عام، هو (كل شيء قابل للتدريج)، وهذا التدريج يؤدي إلى الجمع بين الشيء ونقيضه.

أما فيما يتعلق (بالنظام العميق ومبادئه) فإن ما يظهر من عدم النظام والفوضى وراءه نظام عميق فلا مفر من وجود جوامع عميقة، ومن هنا يقترح مفتاح مجموعة من المفاهيم مستقاة من أعمال الأنثربولوجيين كالجامع الصوري والجماع الشبهي والانتظام والاتصال والانفصال.

2 - توظيف المفاهيم في التحليل الثقافي:

في أطار تطرق محمد مفتاح "لنسقية الثقافة" يشير إلى إمكانية توظيف كثير من هذه المفاهيم، فقد رأى أحد البيولوجيين أن الباحث الثقافي يستطيع أن يفتش عن البنيات المتناظرة والمتشابهة كما يبحث عالم الحيوان عن التناظرات.

أما مبادئ التنسيق فيعددها في:

-مبدأ التشابه: محاولة إيجاد علاقة بين أصناف العلوم، ووجه الشبه بدون أدوات تشبيه ظاهرة أو خفية.

-مبدأ التدرج: وقد طبقه مفتاح على ظواهر أدبية ويعني بها ظاهرة التناص أو تداخل النصوص وقد حصر عناصرها في ثمانية درجات.

-مبدأ الانسجام: تصور فلاسفة القرن 4هـ الكون بمثابة روح تفيض على كل أجزائه التي هي عديدة منها الطبيعي ومنها الثقافي.

-مبدأ الاتصال: يتعرض لهذا المبدأ من خلال ظاهرة التحقيب في الثقافة المغربية باعتبار هذه الظاهرة شاملة لكل الكون.

إن أهم منطلق ترتكز عليه هذه المناهجية الشمولية، هو أنه لابد من وجود منطلق تسري روحه في كل المكونات والعناصر المنتمية إليه بناء على مبدأ (لا شيء يأتي من لا شيء). ويؤدي هذا المبدأ إلى نتائج كثيرة بعضها علمي وبعضها علمي.

الفصل الأول: التدريج:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير