تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[اسم الوردة رواية ناجحة لفيلم ناجح]

ـ[مثنى كاظم صادق]ــــــــ[23 - 07 - 2007, 10:23 م]ـ

[اسم الوردة رواية ناجحة لفيلم ناجح]

مثنى كاظم صادق

ثمة مثل نقدي شائع يقول: إن الكاتب لا يكتب سوى رواية واحدة في حياته كلها تعرف به ويعرف بها وعلى أساسها تبث رواياته في الاسواق ويذيع صيتها. لم يكن الكاتب الايطالي (امبرتو ايكو) يتوقع ان يكتب الرواية يوما ما فحياته عادية جدا وبسيطة الى حد ما فهو استاذ السيميولوجي (علم الاشارة) في احدى جامعات ايطاليا , لكن كان يتساءل فيما يبدو بينه وبين ذاته هو والكثير من الباحثين ربما عن الاسباب التي ادت الى عدم وصول كتاب الكوميديا لأرسطو (المعلم الاول) وفقدانه واختفاؤه من الوجود ووصول نقيضه وهو كتاب (التراجيديا) لأرسطو أيضا , ففي اوربا القديمة لم ترم الكتب في نهر السين او الدانوب كما حدث عندنا عام 656هـ. فشرع الكاتب (امبرتوايكو) يدون بعض الملاحظات هنا وهناك في اوقات فراغه في الجامعة الى ان ولدت لديه رواية اسماها (اسم الوردة) التي بيع منها اكثر من عشرة ملايين نسخة وترجمت الى العديد من اللغات وقد وضع المخرج الرائع (جان جوان انو) يده على هذه الرواية فحولها الى فيلم سينمائي رائع. ملخص هذه الرواية او الفيلم ان ديرا معزولا في جبال الالب ايام القرون الوسطى تقع فيه حوداث قتل متسلسل عند طلبة الدين من الرهبان فترسل محاكم التفتيش (التي عرفت بالتزمت احد محققيها وهو (وليام اولف) الذي يقوم بدوره الممثل العالمي شين كونري ثم يكشف عند سير التحقيق ان حوادث الموت هذه ماهي الا جرائم قتل ... فمن الذي يقتل؟ ولماذا؟ يلاحظ المحقق عند سير التحقيق ان لسان الضحية او القتيل مغطى بطبقة سوداء وكذلك ابهامه وبتتالي الاحداث يكتشف ان الراهب الاعمى المسن قد قام بتضميخ اوراق الكتاب أي كتاب الكوميديا بالسم وحرم قراءته ومنع استنساخه وكانت رغبة بعض الرهبان من الطلبة شديدة لمطالعة هذا الكتاب المحرم او الذي حرم فيدفعون حياتهم ثمنا لقراءته وبعد مناظرة حامية وشديدة مع هذا الراهب المسن مع المحقق وفي حالة من الهيجان والغضب يلوح الراهب بيده غاضبا ومن دون ان يدري او يرى يقع القنديل على الارض لتلتهم النيران الكتب كلها بما فيها النسخة الفريدة والوحيدة من كتاب ارسطو الكوميديا الذي لم يستطع المحقق وقتذاك سوى انقاذ نفسه. لقد انقرض الكتاب نتيجة النتعصب الاعمى لبعض الناس الذين ادت افكارهم البائسة الى ضياع الكثير من الكتب النفيسة والعلوم والفنون والعلماء والفلاسفة الى يومنا هذا. من يرى الفيلم يجد الا علاقة تربط بين جملة (اسم الوردة) وبين الرواية او الفيلم ولايوجد ذكر للورود وانواعها بل أراد الكاتب من خلال هذا العنوان ان يوحي لنا بواسطة رمزية هذا العنوان بعدم اهمية اسماء الاشياء بقدر ماتحمله هذه الاشياء فليس المهم اسم الوردة بل المهم رائحتها ولعمري ان لهذا علاقة بالمحقق الذي يعمل لدى محاكم التفتيش الظالمة ولكنه كان معارضا لها في داخله ويستغل وظيفته في إقامة الحق.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير