[قراءة قصيدة "متى تغضب" + هموم الأرض في الشعر الإسلامي المعاصر]
ـ[المساوي]ــــــــ[15 - 04 - 2007, 11:54 م]ـ
:::
نحو نقد إسلامي تطبيقي:
قبل قراءة الجزء الأخير من البحث المرجو الاستماع إلى قصيدة من الديوان المدروس وقد قرئت بصوت شجي وعين دامعة .. وهي على الرابط التالي:
متى تغضب
http://www.mwaheb.net/free/albarrak/resalah.swf
هموم الأرض في الشعر الإسلامي المعاصر
وقفة عند العتبة الأولى لديوان الدكتور عبد الغني التميمي
قراءة في أبجديات " رسالة من المسجد الأقصى "
الأستاذ عبد الرزاق المساوي
عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية
عضو اتحاد كتاب الإنترنت العرب
ارتباطات العنوان:
إن الرسالة التي يبعث بها هذا المكان المقدس جاءت في المتن الشعري على أشكال مختلفة، يمكن صياغتها على النحو التالي:
(1) وردت الرسالة عبارة عن مجموعة من الأسئلة المتفرقة على طول وعرض خريطة البناء الشعري الذي أقامه التميمي (13) .. فجاءت هذه الأسئلة صريحة من خلال استعمال بعض مشتقات الفعل "سأل" أو الإتيان بأدوات الاستفهام المعروفة كما في قوله:
واسأل الأمة أو سل بعضها
كيف للموت على الجمر أساقْ؟
كيف أصبحت مكانا أثريا
بصنوف الفسق ضاقْ؟
كيف قد بدل طهري
مسرحا للعري يغري
بين ضم واعتناق والتصاقْ؟
يا بني الإسلام ما حل بكم؟
هل نسيتم أنني بوابة السبع الطباقْ؟
من هنا قد واصل الرحلة في الكون البراقْ (من قصيدة رسالة من المسجد الأقصى)
*******
وسل الوقائع و الصنائع هل رأتْ
أحدا يسوس كما يسوس المسلمُ
إنا قوم لا نغش رعية
عند السيادة أو نخون ونظلمُ
وإذا حكمنا فالعدالة منهج
لا ظالم ولا متظلمُ
أطفالنا ولدوا على سرر الردى
أرأيت طفلا بالردى يتنعمُ؟ (قصيدة: من نحن؟)
*******
أرضيت القسمة يا وطني
للغاصب والمحتل القتلْ
ولك الدعوات إلى السلمْ
أتظل مريضا يا وطني
تتعاطى التضليل الرسمي
أو تبقى مفتاح قمار
لكنْ وطنا في الاسمْ (قصيدة: برنامج وطني)
ألم تهززك صورة طفلة
ملأت
مواضع جسمها الحفرُ؟
ولا أبكاك ذاك الطفل في
هلع
بظهر أبيه يستترُ؟
فما رحموا استغاثته
ولا اكترثوا ولا شعروا
فخر لوجهه ميتا
وخر أبوه يحتضرُ
متى يستل هذا الجبن من
جبينك والخورُ؟
متى التوحيد في جنبيك
ينتصرُ؟
متى بركانك الغضبي
للإسلام ينفجرُ
فلا يبقي ولا يذرُ؟
متى ترقى ... وتعتبرُ؟
أتبقى –دائما- من أجل
لقمة عيشك
المغموسِ بالإذلال تعتذرُ؟ (قصيدة رسالة من حراس الأقصى)
*******
وأسئلة أخرى جاءت غير صريحة أو جاءت بشكل غير مباشرة نظرا لغياب تلك الأدوات الاستفهامية، والتي استبدلت بالاعتماد على السياق فحسب لتمرير تلك الأسئلة، والأمثلة على هذا كثيرة لا داعي للإطالة بذكرها ..
(2) كما جاءت الرسالة أيضا على شكل نداء هو الآخر بدا ظاهرا بأدواته المعروفة (أ – أيا – يا - أيها ... ) ومقوماته المشهورة تارة، وخفيا معتمدا على السياق المفعم بأسلوب النداء دون ذكر لأدواته، ومرتكزا على الفعل الأمر الذي يكتسي صبغة أسلوب النداء تارة أخرى ..
يا أخي في الله، هذا المسجد الأقصى جريحْ
في سكون الليل –لو تسمع- كالطفل يصيحْ
جرحه الغائر لا تشبهه كل الجروحْ
إنه جرح أليم داخل القلب يقيحْ
إنه جرح بقايا أمة
كان فيها عزة وروحْ (رسالة من المسجد الأقصى)
*******
يا رجال البورصة السوداء في سوق السلامْ
سوقكم ذل على ذل تقامْ
تطرحون القدس للقسمة، هلْ
سخف الأمر إلى هذا المقامْ (رسالة من المسجد الأقصى)
*******
أعيرونا مدافعكم ليوم
لا مدامعكم
أعيرونا وظلوا في
مواقعكم
بني الإسلام
بني الإسلام ما زالت
مواجعَنا
مواجعُكم
مصارعَنا مصارعُكم
إذا ما أغرق الطوفان
شارعنا
سيغرق منه شارعُكم (رسالة من حراس الأقصى)
*******
أيا دعاة ذلنا
كفى بنا متاجرهْ
أي سلام قذر
تروجون قذرهْ
أي اتفاق آثم
ندعى لكي نسطرهْ
نرفضه إن لم تكن
جماجم العدا محابرهْ (قصيدة: مجزرة)
*******
(3) جاءت الرسالة كذلك في النص الشعري على شكل حديث تارة وبلاغ ثانية وقول ثالثة موجه للأمة كي ترى واقعها الحالي بنظرة فاحصة وما آلت إليه أوضاعها برؤية تمحيصية وناقدة، وتبحث لها عن مخرج من هذه الأزمات انطلاقا مما يمليه عليها إسلامها الحنيف أولا ما دام هو الذي تدين به على العموم .. وما تفرضه عليها واجبات المواطنة وحقوق الوطن والانتماء القومي:
¥