تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[العلاقة الخاصة بين المثقف وبين لغته واساليب النقد ..]

ـ[بنت العروبة]ــــــــ[20 - 10 - 2007, 09:58 م]ـ

العلاقة الخاصة بين المثقف ثقافات مختلفة وبين لغته والمقدره على التعبير تحليليا ونقديا

هي الاساس وراء كل اسلوب نقدي متُزامع فكر القارئ الحر ودون الانحياز الى منهج معين

اني ارى ان اختلاف مذاهب علماء الكلام من اهل الباطن مع الظاهر او العكس كما يطلق عليهم في دراسات النصوص الادبية انما يتمحور حول الثقافة الفكرية أو اللغوية للقارئ والمحلل نفسه من النص المراد دراسته.

إن الدراسات التحليلية في رأيي المتواضع هي عملية زحزحة لمركزية الكاتب او الشاعر او القاص بشكل يتناغم مع جوهر العمل الادبي ولما هو أبعد من سياق النص حسب رؤية المحلل دون التقيد بلغة الكاتب (خصوصا ان كانت رمزية بحتة او مباشرة) بل الدنو من اعماق الفكرة التي عمل عليها النص الادبي او الفلسفي ..

تتوخى هذه الدراسات النقدية والتحليلية السعي لتأسيس وعي اجتماعي ثقافي جديد في النظر إلى النص الأدبي وصاحبه، بعيداً عن اسلوب المنافسات والمباريات العكاظية .. فلكل ناقد ومحلل رؤيته الخاصة.

إن الكثير من القراءات النقدية كما ورد لي من خلال قراءاتي المختلفه كان شغلها الشاغل الاهتمام بالشكل الخارجي دون الفكر، والاحتفاء بالعموميات دون رصد التفاصيل وفرز الفكرة الداخلية منها، لذلك بقي النص النقدي تابعاً للنص الأصلي ودائراً حوله دون الخروج منه إلى الواقع مكانه وزمانه المدرجة في النص. وهذا مخالف برأيي لفكرة التحليل والابحار في عمق النصوس تحت الدراسه ...

رأيت ان هناك مدارس مختلفة من المحللين والناقدين للنصوص الفكرية واللغوية بعضهم وقف على ظاهر النص والبعض منهم اتجه في تأويله الى اعتبار ان اللغة رمزا اكثر منها تحديدا لواقع او حقيقة موقف او تجربة ما وآخرين اعتبروا ان اللغة حدودا وحقائق مطابقة لمعانيها في النصوص المقرؤة.

وهكذا يعود الهدف في أساسه الى تحديد علاقة الفكر باللغة وعلاقة الواقع باللغة بين تساؤلات عدة فهل تفوق اللغة العقل، وما فوق حدود الفكر، ام أن العقل هوالذي يفوق اللغة ومن ثم وجوب تحكمه فيها؟. وقد ظهرت المشكلة في عمقها بادئ ذي بدء في بداية ظهور الفكر الاسلامي عندما اصبح النص القرآني موضع نظر وتأويل وتحليل.

وقد واجهت من خلال قراءاتي علماء عدة عبروا باسلوبهم عن ادراك المشكلة في اطارها اللغوي من مجال الفكر الاسلامي الى مجال الشعر ومجال القصة والرواية ونصوص اجتماعية فلسفية في مقدمتهم ابن قتيبة الذي الف رسالة قيمة بعنوان "الاختلاف في اللغة والرد على جهمية والمشبهة" راجعا بالخلاف بين المحدثين والمتكلمين يومئذ في بعض قضايا علم الكلام الى مشكلة فهم اللغة وطبيعة دلالتها.

قادني ما سبق الى أن فهم ودراسة النصوص المراد الابحار في اعماقها وتحليلها فكريا وادبيا الى ان اشكالية اللغة والفكر على الصعيدين لا تكون قراءة عن طريق الفهم اللغوي البحت وحسب ولكن كما تبدى لي ان القراءة يجب ان تتعلق بالفكر وبالوجود الانساني من حيث هو الى جانب الثراء اللغوي.

فاذا كان الانسان يدرك بقدرته الفطرية نظاما لغويا ما ثم يظل يتعلم كما هو شأن الطفل في كيفية تحويل ادراكه لذلك النظام الى بناء لغوي (كلام) فما دور الفكر اذن داخل اللغة او خارجها؟ (نظرية تشومسكي)

التي تقول ان اللغة شئ والتفكير شئ آخر .. وان التفكير يستعمل اللغة كوسيلة واداة للتعبير.

من خلال تلك الدراسة المتعمقة وجدت ان المواقف الرئيسية من علاقة الفكر باللغة تعود الى ثلاثة مواقف:

اولا: موقف يعتبر اللغة والفكر شيئا واحدا.

ثانيا: موقف يعتبر اللغة قبل الفكر وبواسطتها يتم انشاء الفكر ذاته.

ثالثا: موقف يعتبر الفكر قبل اللغة ومستقلا عنها، وأن اللغة مجرد وعاء خارجي لعملية التفكير.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير