[سجد الفرزدق لبيت لبيد- "عمل نقدي"]
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[14 - 04 - 2008, 01:16 ص]ـ
:::
وَجَلا السُيولُ عَنِ الطُلولِ كَأَنَّها = زُبُرٌ تُجِدُّ مُتونَها أَقلامُها
وفي رواية اخرى
وَجَلا السُيولُ عَنِ الطُلولِ كَأَنَّها = زُبُرٌ تُجِذُّ مُتونَها أَقلامُها
1 - ذكر الاغاني ...
أخبرني أحمد بن عبد العزيز قال حدثنا عمر بن شبة قال حدثني محمد بن عمران الضبي
قال: حدثني القاسم بن يعلي عن المفضل الضبي قال:
قدم الفرزدق فمر بمسجد بني أقيصر، وعليه رجل ينشد قول لبيد:
وجلا السيول عن الطلول كأنها = زبر تجد متونها أقلامهافسجد الفرزدق فقيل له: ما هذا يا أبا فراس؟ فقال: أنتم تعرفون سجدة القرآن، وأنا
أعرف سجدة الشعر ..
وهذه الرواية هي التي شدت همتي لأنقد البيت ...
بسمه تعالى
2 - جاء في كتاب العمدة في محاسن الشعر وآدابه لابن رشيق القيرواني:
قال امرؤ القيس في صفة عقاب:
كأن قلوب الطير رطباً ويابساً = لدى وكرها العناب والحشف الباليفشبه شيئين بشيئين في بيت واحد، واتبعه الشعراء في ذلك؛ فقال لبيد ابن ربيعة:
وجلا السيول عن الطلول كأنها = زبر تجد متونها أقلامهافشبه الطلول بالزبر والسيول بالأقلام، بل زاد فشبه جلاء هذه عن هذه بتجديد تلك لتلك.
3 - ذكر كتاب الموازنة بين أبي تمام والبحتري للآمدي: قال عن هذا البيت: ما زلت اسمع العلماء تعجب من حسنه ولطافة معناه
4 - وجاء في كتاب الوساطة بين المتنبي وخصومه لأبي حسن الجرجاني:
قال المؤلف عن انفراد لبيد في لفظة تستعذب
قال لبيد:
وجَلا السّيولُ عن الطّلولِ كأنها = زبُرٌ تجِدّ متونَها أقلامُهافأدى إليك المعنى الذي تداولته الشعراء، قال امرؤ القيس:
لمَن طللٌ أبصرتُه فشجاني = كخطّ زَبورٍ في عسيبِ يمانيوقال حاتم:
أتعرِفُ أطلالاً ونؤياً مهدّما = كخطّك في رقٍّ كتاباً مُنَمنَماوقال الهذلي:
عرفتُ الديار كرسْم الكتا = بِ يزْبُره الكاتب الحِميَريوأمثال ذلك مما لا يحصى كثرة، ولا يخفى شُهرة، وبين بيت لبيد وبينهما ما تراه من الفضل،
وله عليه ما تشاهد من الزيادة والشِّف.
وفي لسان العرب وتاج العروس ذكر ((تخد)) بدلا من ((تجد)) تحت باب -ز ب ر - أي: وجلا السيول عن الطلول كأنها .... زبرٌ تخد متونها أقلامها.
*اسئلة
س1: الزبر هو الكتاب المكتوب فيه .. ما علاقة القلم به لماذا لم يقل ورق أو صحف لتصبح النتيجة كتاب أي:
وجلا السيول عن الطلول كأنها ... صحفٌ تجد متونها أقلامها
س2 وظيفة السيل يكشف عن شيء موجود والقلم يبدي الأثر كالكتابة تكون على الورق الذي لا كتابة فيه، أي ان القلم يكون يداية الكتابة، فما وجه الشبه بين السيول والقلم؟!
*تحليل
1 - الزبر كتب تحتوي على العلم أو الاخبار سواء كان يفهم أو لا يفهم، والطلول كذلك مصدر للعلم عن الداء سابقا عندا كانت مأهولة أو عن ساكنيها بمقدار ما أبقت الأيام من آثارها. والطلول هي الزبر والسيول هي الأقلام وأيضا جلا مكان تخد.
2 - الأ َولى قول تخد لأنه وظف السيل وظيفة القلم كما جاء في كتاب العمدة في محاسن الشعر للقيرواني.
3 - " على رواية (يخد) " إذا كان السيل يخد في الأرض فأثر القلم في نظر الشاعر كالأخدود في الورقة أو في الكتاب بحجم الأثر.
4 - البيت يحتوي على تشبيه تام من اداة ووجه ومشبه.
تم بحمد الله
هل يسمى هذا نقداً؟
: p
ـ[ضاد]ــــــــ[14 - 04 - 2008, 01:22 ص]ـ
محاولة جميلة جدا. ولكنها ليست نقدا, بل هي شرح للبيت. النقد هو أن تقول رأيك في الموضوع بصفة شخصية أو موضوعية. أشكرك على الإفادات الطيبة.
ـ[الباز]ــــــــ[14 - 04 - 2008, 01:37 ص]ـ
شرح رائع و ممتع
جزاك الله خيرا ..
قصة الفرزدق طريفة ..
لكن لم نظرنا إليها بموضوعية فسنعرف أنه من المستبعد أن
يتخذ الفرزدق سجدة القرآن مادة للسخرية (أو حتى الجِدّ) ..
فلربما القصة تقول أن الفرزدق أعجب أيما إعجاب بالبيت ..
و أتى الاصفهاني وزاد فيها مما هو معتاد على فعله مع كل حكاياته ..
و الاغاني كما يعلم الجميع فيه من الأكاذيب و القصص المدسوسة
ما لا يصدقه عاقل ..
تحيتي
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[15 - 04 - 2008, 01:26 ص]ـ
شكرا لكما
¥