تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[هل من كتب في نقد المسرحية!]

ـ[أبو زهيرة]ــــــــ[31 - 05 - 2007, 05:05 م]ـ

الإخوة الفضلاء ..

أرغب منكم تزويدي بكتب في نقد مسرحيات علي باكثير او غيره من الكتاب المسرحيين، مع مراعة أن يكون النقد جيدا في هذا الباب.

شاكرا لكم تعاونكم.

ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[01 - 06 - 2007, 03:32 ص]ـ

أمهلني قليلا.

كما أرجو من الإخوة مساعدتك ريثما أجد مبتغاك.

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[01 - 06 - 2007, 04:27 م]ـ

هذ الطل ريثما يأتي الوابل من مشرفتنا الكريمة والطل للمشاركة مني وليس للموضوع لأن كاتبه أديب فاضل ان شاء الله:

مسرح علي أحمد باكثير

بقلم: عبد الله الطنطاوي عن موقع" أدباء الشام"

علي أحمد باكثير –سقى الله جثده الطاهر بقدر ما قدّم لهذه الأمة- كاتب أديب شاعر ينتمي إلى مذهب (الإسلامية) في الأدب، بل هو من روّادها ومؤصّليها بما قدّم من أعمال مسرحية وروائية وشعرية، جعلت منه، بحق، رائداً عظيماً من فحول الأدب الإسلامي في العصر الحديث، ومن شوامخ أدبائنا العرب على مدى التاريخ.

ولد باكثير في مدينة (سورابايا) في أندونيسيا عام 1910 من أبوين عربيين مسلمين من حضرموت، ونشأ في حضرموت، ودرس في مصر، واستقرّ فيها، وتزوج إحدى بناتها، وتوفي فيها عام 1969.

والذي يطالع السيرة الأدبية لباكثير، يعجب من ضخامة إنتاجه المسرحي ومن تنوعه، ومن سموقه منذ البدايات، ومن اهتماماته .. فهو كتب الكثير في المسرح التاريخي، ولعل رائعته (ملحمة عمر) التي جاءت في ثمانية عشر كتاباً أو جزءاً أو عملاً مسرحياً بديعاً، تأتي على رأس أعماله المسرحية التاريخية، التي بزّ فيها سابقيه ومعاصريه، كما بزَّ غيره في مسرحيته التاريخية الثانية (دار ابن لقمان) ومسرحيته الثالثة (الدودة والثعبان) أو (جيش الشعب) كما كان اسمها في البداية، قبل أن تمتدّ يد الرقيب إلى التحريف والتغيير. وهذه المسرحيات التاريخية وأخواتها التاريخيات الأخرى كلها مسرحيات هادفة، لم يكتبها باكثير عبثاً، بل كان يتخيّر موضوعاتها، ويبث فيها أفكاره، ويسقط أحداثها على الواقع المعيش، ليأخذ الناس منها العبرة .. ولا أستطيع إلا أن أذكر مسرحيته الرائعة (سر الحاكم بأمر الله) ففيها الكثير من العبر عن الديكتاتوريات الظالمة التي اكتوى بنيران بعضها ..

أما مسرحه الاجتماعي فقد طرق فيه كثيراً من الأفكار العصرية، ناقشها في فنية أبعدتها عن الذهنية الباردة، وقدّم كثيراً من الحلول لكثير من المشكلات التي كان يعاني منها المجتمع العربي عامة، والمصريّ منه بوجه خاص، من خلال الحوار الحارّ حيناً، والدافئ حيناً آخر، ومن خلال الحركة الذهنية التي كانت ترسمها ريشته الصناع من خلال الحوار المتميز، ومن خلال الإرشادات التي كان يقدّمها للمخرج والممثلين، من هذه المسرحيات الاجتماعية: السلسلة والغفران – الدكتور حازم – مسمار جحا (وهذه ذات بُعد سياسي أيضاً) – الدنيا فوضى – جلفدان هانم – حبل الغسيل – الفلاح الفصيح، وغيرها وغيرها. عالج فيها مشكلات الظلم والجهل والتقليد الأعمى للأجنبي، والفقر والبؤس والتعاسة التي يعاني منها العرب والمسلمون، بأسلوب بعيد عن الوعظية والمباشرة والخطابية.

أمّا مسرحه السياسي، فقد جاء فيه بالعجب العجاب، وسبق في وعيه وتحليله السياسيين كثيراً من السياسيين والزعامات الحزبية .. عالج فيها الاستعمار الحديث لبلدان المسلمين، ودعا إلى الجهاد من أجل الاستقلال والتخلص من نير المستعمرين (عودة الغائب) وسخر من الإمبراطورية العجوز: بريطانيا التي كانت لا تغيب الشمس عن مستعمراتها، وذلك في مسرحيته (إمبراطورية في المزاد) الصادرة في عام 1952 وفيها هجوم فني ساخر على الاستعمار البريطاني المتحالف مع الصهيونية العالمية، ودعا فيها إلى تكتل العالم الثالث، وإلى اجتماع زعماء دوله في مؤتمر عام يعقد في دلهي، وذلك قبل التفكير بعقد مؤتمر باندونغ بثلاث سنين، وكذلك الأمر في مسرحيته السياسية الاجتماعية (مسمار جحا).

وقد احتلت القضية الفلسطينية حيزاً كبيراً في مسرح باكثير، تجلّى ذلك في مسرحياته: (مأساة أوديب) التي أصدرها بُعيد النكبة (1949) و (شيلوك الجديد) بجزءيه: المشكلة والحل، اللتين أصدرهما عام 1944، و (مسرح السياسة) المتضمن عدة مسرحيات كتبها بين (1945 – 1948) وعالج فيها القضية الفلسطينية من مختلف الجوانب، بفنية ساخرة معجبة، وهي مسرحيات: نقود تنتقم – والسكرتير الأمين – وراشيل والثلاثة الكبار – وليلة 15 مايو – ومعجزة إسرائيل.

وفعل الأمر نفسه في مسرحية (شعب الله المختار) و (إله إسرائيل) وهي ثلاث مسرحيات في كتاب واحد، وهي مسرحيات: الخروج – وملكوت السماء – والحية. وقد استوعب فيها المشكلة اليهودية منذ أقدم عصورها حتى يوم كتابتها، بأسلوب فني راقٍ.

وبعد نكبة حزيران 1967 كتب باكثير مسرحيته الأخيرة (التوراة الضائعة) نُشرت بعد وفاته هماً وغماً مما أصاب العرب والمسلمين من قهر وإذلال على أيدي اليهود من جهة، وممّا أصابه هو شخصياً على أيدي الطواغيت الممسكين بأزمة السياسة والثقافة من جهة ثانية.

هذا تعريف موجز مكثف بمسرح رائد من رواد مذهب (الإسلامية) في الأدب، ودراسة هذا الرجل بجوانبه الفنية: الروائية والشعرية والمسرحية، تحتاج إلى كتب، وقد أصدرتُ كتاباً عام 1977 بعنوان: دراسة في أدب باكثير، وألّف غيري كتباً أخرى عن هذا الرائد العملاق الذي غمطه النقاد والحكام حقّه في حياته وبعد مماته، حتى فكّر الرجل بالهجرة من مصر إلى بلاد الله الواسعة بعد نكبة حزيران، ولكنه لم يفعل .. وهو مجال خصيب للدراسات.

إنني أدعو سائر المثقفين إلى قراءة أدب باكثير، فهو أدب إسلامي عربي أصيل في شكله ومضمونه، وهو يردّ على كثير من الاتهامات الموجهة ظلماً إلى الأدباء الإسلاميين.

وسوف نقدّم إضاءات على مسرحه التاريخي، اعتباراً من التحديث القادم إن شاء الله، لتكون إضافة جديدة بعد كتابنا عنه الموسوم بـ: (فلسطين واليهود في مسرح باكثير)، من خلال دراساتنا لمسرحياته التاريخية التي أبدع فيها، كما أبدع في ألوان مسرحه الأخرى: السياسي والاجتماعي، والأسطوري.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير