تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[التناص في شعر أبي تمام]

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[31 - 05 - 2007, 08:39 م]ـ

وجدت هذه الدراسة الجميلة عن أبي تمام عاى موقع مجلة اتحاد الكتاب العرب في دمشق فأحببت أن تشاركوني فيها:

التناص في شعر أبي تمام قصيدة "الحق أبلج" نموذجاً ـــ حكمت النوايسة

أولاً: المفهوم:

"لقد اتفق على اعتبار مصطلح التناص قد ظهر للمرّة الأولى على يد الباحثة الفرنسيّة جوليا كريستيفا، في عدة أبحاث لها كتبت بين 1966 ـ 1967م، وصدرت في مجلّتي tel-quel و Critique وأعيد نشرها في كتابيها (سيموتيك) و (نص الرواية) " (1) ثم تناوله النقاد وشابه الغموض والتشويش حتى عام 1976 عندما نشرت مجلة (ويبتك) الفرنسية عدداً خاصاً من إشراف (لوران جيني) حول التناصات intertextuopites حيث اقترح جيني تعريف التناص بـ "عمل تحويل وتمثيل عدة

نصوص يقوم بها نص مركزي يحتفظ بزيادة المعنى" (2).

وحسب مارك أنجينو، فإن "من الباحثين الممتازين الذين هيئوا لها الطرح النظري الكفيل باستعمالها بكيفية صارمة وإجرائية، بول زمتور، وميخائيل رفاتير (3)، فزمتور يشير إلى أن جدلية التذكّر التي تنتج النص حاملة آثار نصوص متعاقبة تدعى بالتناص، وميخائيل ريفاتير تبنّى صيغة التناص في آخر أعماله عن الأسلوبيّة" على مستوى افتراض تطابق متعادل بين الشكل والمضمون، فمرجعيات النصوص هي نصوص أخرى، والنصّية مرتكزها التناص" (4) مع أنه استخدم التناص لخدمة أسلوبيته الأدبية.

وقد ترسّخ هذا المصطلح في القارة الأمريكية على يد فردريك جابسون الذي دعا عام 1975 إلى مقاربة تناصيّة لنقد نورثوب فراي وغريماس نقداً ماركسيّاً (5).

وإذا كان العديد من النقاد قد تناول هذه الكلمة فإنها ما زالت تشذ عن أي إجماع (6)، ولم تتوفر إلى الآن منهجيّة صارمة يمكن الاطمئنان إليها نموذجاً تطبيقياً للتناص.

وما تزال الأسئلة ملحة حول هذا المفهوم، فهل يعني علاقة النص بنصوص أخرى؟ هل يعني التفاعل؟ هل يعني التعالق المقصود مع نصوص أخرى؟ أم هو دراسة التعالق نفسه؟ هذه الأسئلة التي تكتنف هذا الحقل حاول بعض النقاد العرب الإجابة عنها من خلال محاولاتهم دراسة العلاقات النصيّة في الأدب العربي؛ فمحمد مفتاح في كتابه (تحليل الخطاب الشعري ـ استراتيجية التناص) ـ يقول: "إن الدارسين ـما عدا بعض الاتجاهات المثالية ـ يتفقون على أن التناص شيء لا مناص منه؛ لأنه لا فكاك للإنسان من شروطه الزمانية والمكانية ومحتوياتهما، ومن تاريخه الشخصي، أي ذاكرته، فأساس إنتاج أي نص هو معرفة صاحبه للعالم، وهذه المعرفة هي ركيزة تأويل النص من قبل المتلقي أيضاً" (7).

ونلاحظ بالمقولة السابقة أنه يعني بالتناص العلاقة بين النص وبقيّة النصوص، وأعتقد أن اثنين لم يختلفا ولن يختلفا في أن النص لا يمكن إيجاده من اللاشيء، ثمّ إن تحديد التناص بهذا الفهم يجعل درسه ناقصاً حتى لو أجمع جميع النقاد على نص واحد؛ لأن علاقة النص مع النصوص الأخرى علاقة لا نهائيّة تبدأ بالأصوات ولا تنتهي بالدلالة.

وفي محاولة لحصر المفهوم فإن محمد مفتاح (8) يحدّد أشكال التناص فيقسمها قسمين: سمّى الأول التمطيط، ويضع تحت بابه الجناس بالقلب والكلمة المحور، والشرح، واستخدام النواة المحورية، أو القول المنقول، والاستعارة والتكرار، والشكل الدرامي، وأيقونة الكتابة. أما القسم الثاني فإنه يسميه الإيجاز، وهو عنده الإحالة إلى التاريخ من خلال أحداث أو رموز أو نصوص تاريخية، ويقول نقلاً عن حازم القرطاجني: "الإحالة المحضة الإيجاز، وهذه هي التي تحتاج إلى شرح وتوضيح ليدركها المتلقي العادي؛ إذ لا يذكر فيها الشاعر إلا الأوصاف المتناهية في الشهرة والحسن، والأوصاف المتناهية في الشهرة والقبح" (9).

وبهذا الفهم للتناص، فإن مسميات مختلفة ومصطلحات في النقد العربي القديم يمكن إدراجها تحت باب التناص كالتضمين، والسرقة والاستشهاد، والإيجاز، والتأثر وغير ذلك، وعلى سبيل المثال، أورد النص التالي لابن رشيق القيرواني حول السرقة، يقول "هذا باب متسع جداً، ولا يقدر أحد من الشعراء أن يدعي السلام منه، وفيه أشياء غامضة إلا عن البصير الحاذق بالصناعة، وأخرى فاضحة لا تخفى على الجاهل المغفّل" (10) ومن الملاحظ على هذا الحديث عن السرقة أننا نفهم منه العلاقة بين النص والنصوص الأخرى؛ إذ إن السرقة بمفهومها الدقيق لا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير