[ما هي حدود الكذب الفني؟ وهل هناك كذب مباح؟ كيف نميز بين الشاعر الصادق والمدعي؟]
ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[30 - 11 - 2007, 12:44 ص]ـ
السلام عليكم ...
أساتذتي الكرام:
هناك إشكال كبير وقعت فيه وحله هو معرفتي عن الصدق والالتزام به في الشعر والفن، هل هناك كذب مباح في الشعر والإبداع؟ كيف نفرق بين الشاعر أوالناثر الذي ينبع كلامه من قلبه ولكن بصورة فنية وبين شاعر أو ناثر مدعٍ الصورة الظاهرية ..
أرجو التوسع بالموضوع قدر ما يمكن ..........
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[01 - 12 - 2007, 06:37 م]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله وبركاته.
قضية الصدق الفني، والكذب قضية معروفة في النقد القديم، والحديث حولها كثير.
المسألة -برأيي المتواضع- نسبية، والتفريق بين الصدق و الكذب ليس من حد يحده، و قد يعتمد على فراسة القارئ ولكن ليس بحد كبير.
بانتظار رأي أساتذتنا.
ـ[يوسف29]ــــــــ[16 - 12 - 2007, 02:09 م]ـ
أوّلا: ننتبه إلى أنّ " الكذب الفنيّ " ليس مصطلحا نقديّا بالمفهوم العلميّ للمصطلحات، و نجد هذه العبارة في المدوّنة النّقديّة العربيّة القديمة في نطاق نقد انطباعيّ لا غير .... " أعذب الشّعر أكذبه"
ثانيا: النّقد الحديث لا يتعامل مع مسالة الصّدق الفنّي من من منظور أخلاقي (بمعنى اعتبار الصّدق من الفضائل و الكذب من الرّذائل) و إنّما من منظور قدرة الفنّ على الإيهام بالواقع.
ثالثا: مسالة الصّدق الفنّي تطرح في نطاق التّقابل مع " الصّدق التّاريخيّ "
رابعا: و هذا أخطر ما في المسألة، علينا التّسليم بأنّ الأدب ليس انعكاسا دقيقا للواقع، و ليس مطالبا بأن يكون انعكاسا " صادقا فعليّا " للواقع ... و من ثمّة كان التّفريق الحازم و الحاسم بين الكاتب (الكائن التّاريخي الموجود فعليّا لحما و دما ... ) و الشّخصيّة (وهي كائن ورقي: أي لا يوجد إلاّ في الورق): من شخصيّات الروايات أو المسرحيأت ,,, فهي في النصّ الإبداعيّ ليست تماما كما هي في واقعها إن كانت من الشّخصيّات التّاريخيّة، أو قد لا يكون لها أيّ وجود حقيقي في التّاريخ (سخصيّات القصّة الواقعيّة مثلا)
خامسا: الصّدق الفنّي له مظهران يحتلاّن الأولويّة:
أ ـ هو من جهة يتمثّل في القدرة على الإيهام بالواقع (أن نقرأ رواية لأديب متمكّن فإنّنا نعيش وهم أن الحدث وقع فعلا، و أن الشّخصيّات موجودة بالفعل ,,, و لكنّها في الحقيقة موجودة بالقوّة لا غير)
ب ـ هو درجة التّمكّن من احتذاء سنن الجنس الأدبيّ، و كذلك الانزياح عنها بكفاءة عالية.
الصّدق الفنّي ـ بإيجاز ـ هو ذاك الذي تشعر به و أنت تقرأ وقفة على الأطلال ـ لشاعر قديم ـ قيذهب في ظنّك أنّ الشّاعر يستعرض وقفة حقيقيّة مارسها بالفعل ,,, و الحال أنّه علينا أن نعتبر تلك الوقفة تمثّل ـ قبل كلّ شيء ـ وفاءً لسنّة شعريّة قديمة ,,, و لا يعنينا كثيرا أن يكون شاعرنا وقف على الطّلل أو لم يقف .... و لك كذلك في " النّسيب " مثال آخر جيّد على الصّدق الفنيّ .. فالنّسيب ليس غرضا شأن الغزل: النّسيب هو طريقة فنيّة تراعي اتّباعا لملك في كتابة الشذعر ... فالمرأة في النسيب ـ رغم ما يقوله الشّاعر عنها ـ لا وجود لها أصلا في التذاريخ ...