تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الصمم ..]

ـ[سليك بن سلكة]ــــــــ[07 - 03 - 2008, 01:40 ص]ـ

أصاب أذني قبل يومين التهاب في طبلتها، وأخذ الصممُ الجائرُ يدِبّ في أطرافها دبيبَ الصهباء في الجسد الفاتر، وحلّ السّهادُ العابثُ بالجفن حلولَ الزائر الثقيل، فنبا عن أذني شهيُّ الصوت، وطار من جفني لذيذُ الكرى، وسرت في جسدي رِعْدةُ الحُمّى.

ألحّ الصممُ في أذني حتى تركني كالأصلخ، فأحوجني إلى رفع صوتي عند الحديث، وتحريك يدي كالترجمان، أما الحمى فقد تركتني أنوحُ كالمطوقة هجرها إلفها الأنيس، وأهذي كالثّمِل عصفت برأسه الخَنْدَريس، فاستعنت عليها بعد الله بالماء الفاتر نقعت في نميره جسدي الحرّان، وبضعِ أقراصٍ من (البنادول) سكّنت به رأسي الدوّار، حتى أقلعت حمّاها وباخ فورانها، فأحسست بالعافية ينتشر برَدُها في جسدي اللاغب انتشار الضوء في الأفق الغابر .. وبقي هذا الصمم العنيد رابضاً لا يرحل، واجماً لا ينبس، جاهماً لا يبسم، صامداً لا يلين!

بِتُّ ليلتي أطبّبُ نفسي من هذا الداء العَيَاء بقطراتٍ كصفاء المزن، ودهانٍ كلون القطن، حتى حُسِم الداء، ونجع الدواء، ودبّت العافية، وزار غائب الكرى؛ فطرب في أذني كل صوت، وساغ في سمعي كل حديث، وجمل في عيني كل منظر، وشعرت بالأمل الباسم يومض في الوجه العبوس، ودفقة الحياة تسري في الجسد الرميم، ونفحة الخلد تنبثق في الهيكل المقوّض.

لِلَّه .. ما أعظم نعم الرحمن، وأجلّ مننه على الإنسان، أفي مثل لمحة البرق وزورة الطيف، يصبح هذا الدّعيّ الكبير كخيالٍ طاف في فضاء الكون ومضى، وسنا لمع في أفق السماء وقضى! أين ذلك الصوت الجهور الناهق، واللسان الفصيح العاقر، والقلب الغليظ كالصخرة الصمّاء؟!

ما أحوجك يابن الأرض إلى ما يشذّب ناتئ العُجْب فيك، ويهذّب جافي الطبع منك، ويدمّث الخلق السيئ في شمائلك.

وما أجملك ياعافية حين تزورين بعد الداء، وما أبردك يانعيم حين تأتي عقب البؤس، وما أعدلك يارب إذ بلوت بهذه الأدواء. فلولا الداء لم يحمد شفاء، ولولا الهم ما حُمِد السرور.

فاللهم لك الحمد كما ينبغي الحمد لجلال وجهك وعظيم سلطانك ...

ـ[الزائر الأنموذج]ــــــــ[07 - 03 - 2008, 01:46 ص]ـ

الحمد لله على نعمة العافية ... سَلِمْتَ و سَلِمَتْ يمينك.

ولكن لي سؤال يا سليك،

لم لم تزرطبيبا؟:)

ـ[سليك بن سلكة]ــــــــ[07 - 03 - 2008, 02:41 ص]ـ

أخي الزائر الأنموذج ..

حيّاك الباري أيها الغالي وسلّمك ربك من كلِّ شيطانٍ وهامّة وكلِّ عينٍ لامّة ..

أما بخصوص عدم ذهابي للطبيب .. فالطبيب هو الذي أمرضني ..

دمت رافلاً في أعطاف العافية عمرك كله ..

ـ[الزائر الأنموذج]ــــــــ[07 - 03 - 2008, 12:02 م]ـ

آمين،و عفا الله عن طبيبك ...

ـ[قافلة النور]ــــــــ[14 - 03 - 2008, 12:22 ص]ـ

أستاذ سليك،

ألا ترى ولو قليلا أنك مقلد للغاية في أسلوبك وأنه أسلوب خارج إطار العصر قليلًا؟

تأمل هذه الفقرة:

ألحّ الصممُ في أذني حتى تركني كالأصلخ، فأحوجني إلى رفع صوتي عند الحديث، وتحريك يدي كالترجمان، أما الحمى فقد تركتني أنوحُ كالمطوقة هجرها إلفها الأنيس، وأهذي كالثّمِل عصفت برأسه الخَنْدَريس.

ما هذا الانعزال عن العالم المحيط بك وهذه الصور التقليدية المسرفة في التقليد؟ إن كان هدفك تقليد أسلوب المقامات وطرق القدماء فقد بلغت الغاية وهنيئًا لك؟ إما إذا كان قصدك تقديم جنس كتابي قد يقرأه ابناء هذا العصر عن رضا واستمتاع فقد اخفقت في نظري.

وعذرًا على المداخلة فما أنا غير قارئ فقط ولستُ بناقد.

ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[14 - 03 - 2008, 12:46 ص]ـ

أخي الفاضل ,,, جميل تمكنك من اللغة و امتلاكك مخزوناً وافراً من الكلمات ,,,

لكن ألا ترى معي أن المقال يشوبه شيئ من التكلف و المبالغة في استخدام الألفاظ

ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[14 - 03 - 2008, 02:50 م]ـ

أسلوب جميل في المقامة، و تمكن من زمام اللغة.

لا أراك الله سوءا.

ـ[الوافية]ــــــــ[15 - 03 - 2008, 10:00 م]ـ

تقليد واضح لأسلوب المقامات. لكنه تقليد رائع ينم عن لغة قوية ومفردات سخية.

عافاك الله وشفاك ولاأراك مكروها.

ـ[سليك بن سلكة]ــــــــ[18 - 03 - 2008, 11:43 م]ـ

أستاذي القدير قافلة النور ..

شكر الله لك مرورك الكريم أيها الشهم ..

قلت أخي في طي مظروفك الأنيق:"ألا ترى ولو قليلا أنك مقلد للغاية في أسلوبك وأنه أسلوب خارج إطار العصر قليلًا؟ "

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير