[ساعدوني في شرح هذا النص أثابكم الله!]
ـ[بنت العروبة]ــــــــ[15 - 07 - 2008, 03:58 ص]ـ
قصيدة النهر المتجمد للشاعر ميخائيل نعيمة
يا نهرُ هل نضبتْ مياهُكَ فانقطعتَ عن الخرير؟
أم قد هَرِمْتَ وخار عزمُكَ فانثنيتَ عن المسير؟
++++*
بالأمسِ كنتَ مرنماً بين الحدائقِ والزهور
تتلو على الدنيا وما فيها أحاديثَ الدهور
++++*
بالأمس كنتَ تسير لا تخشى الموانعَ في الطريق
واليومَ قد هبطتْ عليك سكينةُ اللحدِ العميق
++++*
بالأمس كنتَ إذا أتيتُكَ باكياً سلَّيْتَني
واليومَ صرتَ إذا أتيتُكَ ضاحكاً أبكيتني
++++*
بالأمسِ كنتَ إذا سمعتَ تنهُّدِي وتوجُّعِي
تبكي، وها أبكي أنا وحدي، ولا تبكي معي!
++++*
ما هذه الأكفانُ؟ أم هذي قيودٌ من جليد
قد كبَّلَتْكَ وذَلَّلَتْكَ بها يدُ البرْدِ الشديد؟
++++*
ها حولك الصفصافُ لا ورقٌ عليه ولا جمال
يجثو كئيباً كلما مرَّتْ بهِ ريحُ الشمال
++++*
والحَوْرُ يندبُ فوق رأسِكَ ناثراً أغصانَهُ
لا يسرح الحسُّونُ فيهِ مردِّداً ألحانَهُ
++++*
تأتيه أسرابٌ من الغربانِ تنعقُ في الفَضَا
فكأنها ترثِي شباباً من حياتِكَ قد مَضَى
++++*
وكأنها بنعيبها عندَ الصباحِ وفي المساء
جوقٌ يُشَيِّعُ جسمَكَ الصافي إلى دارِ البقاء
++++*
لكن سينصرف الشتا، وتعود أيامُ الربيع
فتفكّ جسمكَ من عِقَالٍ مَكَّنَتْهُ يدُ الصقيع
++++*
وتكرّ موجتُكَ النقيةُ حُرَّةً نحوَ البِحَار
حُبلى بأسرارِ الدجى، ثملى بأنوارِ النهار
++++*
وتعود تبسمُ إذ يلاطف وجهَكَ الصافي النسيم
وتعود تسبحُ في مياهِكَ أنجمُ الليلِ البهيم
++++*
والبدرُ يبسطُ من سماه عليكَ ستراً من لُجَيْن
والشمسُ تسترُ بالأزاهرِ منكبَيْكَ العارِيَيْن
++++*
والحَوْرُ ينسى ما اعتراهُ من المصائبِ والمِحَن
ويعود يشمخ أنفُهُ ويميس مُخْضَرَّ الفَنَن
++++*
وتعود للصفصافِ بعد الشيبِ أيامُ الشباب
فيغرد الحسُّونُ فوق غصونهِ بدلَ الغراب
++++*
قد كان لي يا نهرُ قلبٌ ضاحكٌ مثل المروج
حُرٌّ كقلبِكَ فيه أهواءٌ وآمالٌ تموج
++++*
قد كان يُضحي غير ما يُمسي ولا يشكو المَلَل
واليوم قد جمدتْ كوجهِكَ فيه أمواجُ الأمل
++++*
فتساوتِ الأيامُ فيه: صباحُها ومساؤها
وتوازنَتْ فيه الحياةُ: نعيمُها وشقاؤها
++++*
سيّان فيه غدا الربيعُ مع الخريفِ أو الشتاء
سيّان نوحُ البائسين، وضحكُ أبناءِ الصفاء
++++*
نَبَذَتْهُ ضوضاء ُ الحياةِ فمالَ عنها وانفرد
فغدا جماداً لا يَحِنُّ ولا يميلُ إلى أحد
++++*
وغدا غريباً بين قومٍ كانَ قبلاً منهمُ
وغدوت بين الناس لغزاً فيه لغزٌ مبهمُ
++++*
يا نهرُ! ذا قلبي أراه كما أراكَ مكبَّلا
والفرقُ أنَّك سوفَ تنشطُ من عقالِكَ، وهو لا
++++*
أرجو المساعدة جزاكم الله خيرا
ـ[بنت العروبة]ــــــــ[16 - 07 - 2008, 02:58 ص]ـ
???????????
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[17 - 07 - 2008, 02:04 ص]ـ
ما الموطن الذي يغلق عليك فنساعدك؟
ـ[سادين]ــــــــ[17 - 07 - 2008, 02:45 م]ـ
:
سأشرحها وفق تصوري وفهمي لها لا من خلال منهج معين ولكن تحليل أولي للأبيات ربما قد يساعدك في فهمها
:
الشاعر هنا يجعل من الطبيعة رفيقا يشاركه آلامه وأحزانه وقد اختار منها النهررمزا له واعتقد ان هذا يميز الشعر الرومانسي الذي كان دائما الشاعر يشكي آلامه للطبيعة فكأنها تتوحد مع آلامه وكأنهما كيان واحد، هذا الشاعر الذي يعبر عن احساسه بالاغتراب في عالمه.
:
يبدأ بالبيت الأول للنهر الذي يري ما فيه قد ألم به وكأن فيه حلولاً له ويسائله "أيها النهر ماذا بك كرفيق له يبادله الحديث ويستطرد هل انقطع الصوت فلم تعد تستطيع ان تملأ الدنيا بخريرك العذب وهل هذا راجع لنضب وجفاف مائك،ثم يطرح سؤالا اخر له فيسأله هل اصبحت هرما عاجزا عن السير في جداولك وقنواتك فلم تعد تقوي علي الجريان في كل اتجاه وهنا يشبهه برجل هرم لا يستطيع ان يسير، ثم يتذكر الامس ويقول له انه كان براقا مشرقا بالامس يملأ الدنيا بحديثه العذب مثل الرواي الذي يشهد علي كل العصور وكلما أتاه احد ردد علي مسامعه ما رآه في ايامه السالفة كقصة لا تنتهي فصولها،بالامس كنت قويا قادرا علي تحمل العقبات لا تخشي الحصي ان يكون في طريقك والصخر ان يعترضك فماذا حدث وقد رأيتك ها هنا الآن كراقد كما اللحد، هادئ نفس هدوئه المميت،أنا كنت آتيك باكيا أشكي لك ما ألم بي فابتسم حين آراك أما الآن فانا اتيك ضاحكا فتبكيني، كنت اسمعك آهاتي وتوجعي فتبكي لي، أما الآن وقد وقفت مفردا وحيدا ابكي ولا هنالك من أحد - حتي انت يا نهر - يبكي معي، ارتديت الثلوج تحاصرك من كل اتجاه كقيد ام انها اكفان قد اعلنت نهايتك، الصفصاف علي شاطئيك ذابل فأين اوراقه! اين جماله! وقد جثي كئيبا فلا يهتز ولا يطرب حين تعانقه النسائم العذبة التي تحملها ريح الشمال، والحور كانها تندب باسطة اغصانها مستغرقة في حزنها العميق، حتي الطيور لم تعد تسكنها وتغرد مرددة الحانها،لم اجد الا غربانا تحط علي اشجارك تصدر صوتها الكريه تنثره في الفضاء الواسع فكأنها تندب ما فات من صباك وتعلن بداية شيخوختك
:
اعتقد ان هذه هي النقطة الفارقة فالشاعر هنا يعبر عن وحدته احساسه بالوهن والعجز واحساسه بانقضاء فترة الشباب العذبة وما فيها من آمال وتفاؤل واستحسان لكل شئ وقد اخذ النهر رمزا لكل ذلك فكان النهر يشف عن حاله ويحكي عنه، وهذا اعتقد انه يسمونه الحلول في الشعر، اعتقد ان اكمال النص بعد هذا سهل اختي الغالية، واتمني ان اكون قد افدتك افادة بسيطة علي قدر استطاعتي
:
تحياتي ............ دمت بخير
¥