تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[منهاج البلغاء و سراج الأدباء شرح جزء من الكتاب]

ـ[محمد أحمد فلاق]ــــــــ[27 - 04 - 2008, 01:12 م]ـ

[منهاج البلغاء و سراج الأدباء شرح جزء من الكتاب]

بسم الله الرحمن الرحيم

و صلى الله و سلم على سيدنا و حبيبنا رسول الله محمد عليه أفضل الصلوات و أزكى التسليمات

و بعد

فهذا شرح بسيط لجزء من كتاب القرطاجني قدمته عرضا لقراءة جماعية -أنا و عدد من الزملاءفي الماجستير -في هذا الكتاب و هذا الجزء الذي درسته و يعتبر الكتاب معلما بارزا تتشكل بها نظرية الأدب عند العرب في إحدى أبرز صور تمثلها

أقدمه للطالب الباحث عن معرفة التراث العربي بعامة و عن القرطاجني بخاصة و هذا لماوجدته من قلة الإعتناء به و إن كان ما أقدمه بسيطا جدا وأنا إن لم أبخل به فأنا مستعد لتقبل كل الملاحظات على بريدي الإلكتروني

[email protected]

و- معرف دال على طرق المعرفة بتأصيل القوافي و بناء ما قبلها عليها، و بنائها على ما قبلها

للشاعر طريقتان في بناء بيت الشعر، فإما أن يبني أول البيت (أو الصدر عموما) على القافية

(أو عجز البيت كله)، و إما أن يعكس ذلك فيبني القافية على أول البيت، وكلا المذهبين لا يخلو الشاعر فيهما من أن يعتمد المقابلة بين المعاني و المناظرة بينها، أو أن يدع ذلك فلا يقابل بينها.

أما عن المقابلة بين المعاني فيشرحها بقوله (لكل معنى معانٍ تناظره و تنتسب إليه على جهات من المماثلة و المناسبة و المخالفة و المضادة و المشابهة و المقاسمة) (ص 278)

يبدأ القرطاجني بالحديث عن الشاعر الذي يعتمد التقابل و صدور أبياته مبنية على القوافي، فيقول أنه يتأتى له حسن النظم لأنه (إذا وضع المعنى في القافية أو ما يلي القافية، و حاول أن يقابله و يجعل بإزائه في الصدر معنى على واحد من هذه الأنحاء لم يبعد عليه أن يجد في المعاني ما يكون له علقة بمعنى القافية و انتساب إليه من بعض الجهات، و علقة بما تقدمه من معنى البيت الذي قبله).

(ص 278).

فالشاعر في هذه الحالة يضع القافية أو ل الأمر و يجزم بها، ثم يعود ليأتي بأول البيت (الصدر) موافقا و ملائما لتلك القافية التي ابتدأ نظم البيت بوضعها، على أن توجد علاقة تقابل - على أحد الأوجه المبينة سابقا - بين المعنى في صدر البيت مع معنى القافية (و عجز البيت عموما).

ثم ينتقل القرطاجني إلى معتمد التقابل ممن قوافيه مبنية على الصدور، فهو يضع المعنى في أول البيت ابتداءً ثم يعمد إلى القافية لوضعها فينظر في أول البيت مما يمكن أن يكون بنفسه قافية أو توصل به قافية، شرط أن تكون لها علاقة بالمعنى الأول و زيادة فائدة فيه، لكن ما وسع الشاعر فيه على نفسه في وضع المعنى الذي اختاره في صدر البيت و بنى عليه بقية كلامه (و منه القافية)، قد ضيق على نفسه باعتبار وجوب أن (لا يقابل المعنى المتقدم من المعاني المتناظرات إلا بما مقطع عبارته و صيغتها موافق للروي) (ص 279)، و هذا الأمر مُعوز جدا و أدعى إلى التكلف، و يستشهد القرطاجني هنا بقول المتنبي:

كاثرت نائل الأمير من المال بما نولت من الإيراق

* و بناء أعجاز البيوت على صدورها أصعب شيء بالنسبة إلى وضع التقابل، كما أن الأمر في بناء صدور البيوت على أعجازها بالنسبة إلى وضع التقابل أسهل شيء لأن إيجاد مناظر مع التزام أن يكون مقطعه حرفا معينا (الروي) في صيغة معينة (القافية) أعز من إيجاد مناظر مع سعة في الإختيار وزنا و معنى (عند وضع أول البيت بعد القافية).

و لا يحصل (بناء العجز على الصدر لمعتمدي التقابل في الشعر المُروَّى إذا كملت لهم فصول القصائد التي لم يتفق أن توصل بدءاً ببعض، فعند ذلك تتقارب هذه الأحوال في الصعوبة لأن القوافي قد انحصرت له و ضاقت عليه) (ص 280)، و على العكس كذلك إن بنى أول البيت على القافية و وضع فيه معنى اضطره إليه كون عبارته موافقة للقافية، فقد يكون ذلك المعنى بعيدا من جملة نهايات فصول القصيدة، و كان ذلك أدعى للسقوط في التكلف.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير